يعيش مستشفى الحسني بعمالة الحي الحسني بجهة الدارالبيضاء الكبرى حالة من الغليان قرر على إثرها العاملون به شل العمل بمختلف المصالح، إلى حين إيفاد الوزارة الوصية لجنة خاصة للوقوف على ما وصفوه بالوضعية السيئة التي يعرفها المستشفى، مطالبين بتوفير الحماية والأمن للموظفين والأطر الصحية حتى يتمكنوا من العمل في ظروف مهنية سليمة وآمنة. الاحتقان في صفوف موظفي مستشفى الحسني يأتي كنتيجة للاعتداء الذي تعرضت له إحدى المولدات بالمستشفى وبعض الموظفين، بعد قيام مواطنين كانوا يرافقون سيدة حامل إلى المستشفى بالتهجم عليهم بقسم الولادة رغم توضيحات الممرضات التي أكدن لعائلة المريضة أن موعد الولادة لم يحن بعد، غير أنهم وأمام استغراب الحاضرين انهالوا على المولدات بالضرب والشتم مما أدى إلى إصابة ممرضة مولّدة بكسر في يدها ورضوض وكدمات متعددة في جسمها، بالإضافة إلى تكسير باب وعدة تجهيزات ومعدات بالمصلحة... وقد دخل المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة التابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل على خط، منددا بالاعتداءات المتكررة على العاملين بالقطاع الصحي واصفا الوضع بالخطير "في ظل عدم إحساس الموظفين بالأمن، إذ أصبحوا وكأنهم يشتغلون بالشارع العام وليس بمؤسسة صحية لها حرمتها ولها من يحميها". وندد العاملون بالمستشفى بحالة "الفوضى والتسيب" اللذين يعرفهما المستشفى واللذين يتسبب فيهما بحسب تعبيرهم مواطنون لا يحترمون حرمة قطاع الصحة، مما جعلهم يتمادون في أفعالهم التي بلغت حد الاعتداء الجسدي على الأطر الصحية. وبعد إبلاغ كل من مندوب الصحة ومديرة المستشفى، حسب العاملين، تم إخبار الشرطة وقرر التوقف عن العمل طيلة ليلة الخميس ويوم الجمعة الماضي، مع إعلان التوقف النهائي عن العمل حتى يتم إرسال لجنة للتحقيق في الموضوع من قبل الوزارة. وبعد تسبب حادث الاعتداء في إحباط نفسية العاملين بالمستشفى، تم أيضا التنسيق بين مختلف النقابات المهنية الموجودة بعمالة الحي الحسني، ومن ضمنها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي أعربت عن استيائها وطالبت بالمعالجة الصحيحة للوضع، مطالبة المسؤولين بوزارة الصحة والحكومة بالكف عن تحريض المواطنين، بخطاباتهم وتصريحاتهم المتعددة، على موظفي الصحة بكل فئاتهم وتحميلهم نتائج عجزهم عن إصلاح قطاع الصحة. ولن تتم معالجة الأوضاع بقطاع الصحة في نظرها إلا إذا اعترف هؤلاء المسؤولون صراحة بالمجهودات التي يقوم بها مهنيو الصحة بكل فئاتهم في ظروف صعبة ليل نهار طيلة السنة وبمقابل مادي هزيل بئيس وضعيف. وأشارت النقابة، في بيان لها، إلى أن المستشفى الحسني كان موضوع مراسلات عديدة للوزارة ولقاءات كثيرة مع المسؤولين المحليين والإقليميين والجهويين السابقين، وكل ذلك كان في نظرها بدون جدوى. كما أوضحت أنها طالبت بإجراء افتحاص، وبعث لجنة من المفتشية للوقوف على الاختلالات لكن كل ذلك تضيف كان بدون نتيجة لحد الآن.