أعلنت مصالح الدرك الملكي بعين حرودة أنها تمكنت من تفكيك شبكة للاتجار في المخدرات تنشط بين مدن الدارالبيضاء، بنسليمان والمحمدية، وكشفت المصادر ذاتها أنها أوقفت زعيم الشبكة الملقب ب»الجبلي»، الذي كان يشرف على نقل المخدرات من مناطق الشمال إلى إحدى الغابات بإقليم بنسليمان لترويجها بالمدن السالفة. وجاء اعتقال المتهم، الذي صدرت في حقه مذكرات اعتقال عديدة، لتورطه في الإشراف على شبكة واسعة لترويج المخدرات بجميع أصنافها، بعد أن نصبت له عناصر الدرك الملكي كمينا محكما. وحسب المعطيات التي توصلت بها «المساء»، فإن المعني كان ينقل المخدرات من مناطق الشمال على متن بهائم في رحلات تستغرق نحو 15 يوما وصولا إلى غابة مجاورة لمدينة بنسليمان، ليشرف على توزيعها على تجار مخدرات ينشطون بعدد من المدن القريبة من الدارالبيضاء، تستعمل فيها سيارات الأجرة. ورغم حملة المطاردات التي شنتها قوات الدرك على مدى أشهر لاعتقال المتهم، والتي استعانت فيها بالمروحيات، فإن توقيف العقل المدبر للشبكة لم ينجح إلا بعد اعتقال صاحب سيارة أجرة يعمل ضمن الشبكة كناقل للمخدرات، والذي اعتقل بدوره بعد توصل الدرك بوشاية تفيد بنقل السائق كميات مهمة من المخدرات نحو مدينة المحمدية، حيث أوقفته دورية للدرك، وبعد مباشرة التحقيقات معه اعترف بانخراطه في الشبكة. اعتقال سائق سيارة الأجرة كان بمثابة الطريق الذي يقود لاعتقال أحد أخطر مروجي المخدرات بالجهة، إذ تلقى السائق مكالمة هاتفية عندما كان في ضيافة مركز الدرك الملكي، ولم يكن المتصل إلا «الجبلي» الذي ترك هاتفه النقال داخل السيارة إياها واتصل لاسترجاعه من السائق، حينها أمرت عناصر الدرك هذا الأخير بضرب موعد مع «الجبلي» لتسليمه الهاتف دون إثارة شكوكه، فاتفق الطرفان على اللقاء بضواحي مدينة المحمدية لإتمام عملية التسليم التي كانت بمثابة الطعم الذي سيسقط الشاب الذي دوخ المصالح الأمنية على مدى شهور، وفي اليوم الموالي حضر المبحوث عنه إلى المكان المتفق عليه حوالي العاشرة ليلا، حيث كانت عناصر الدرك بإشراف من النيابة العامة تنتظره، ليتم اعتقال زعيم الشبكة العشريني، ووضع حد لمسلسل طويل من المطاردات. عماد شقيري