قررت زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، استقبال العشرات من الطلبة المجازين بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، الأسبوع القادم، بعد سلسلة من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجات التي خاضوها للتنديد بما وصفوها بفضيحة امتحانات الماستر بكلية الاقتصاد، التي جرت في 22 يناير الجاري. وشوهد الطلبة المحتجون، صباح أول أمس، وهم يحيطون بمبنى ولاية الجهة، في انتظار ملاقاة الوالي العدوي، للتعبير عن رفضهم القاطع لنتائج مباريات الماستر، خاصة فيما يتعلق بالتخصصين «ماستر ماركوتينك وتوزيع» و»ماستر تدبير ومراقبة»، اللذين أعلنت إدارة كلية الاقتصاد عن نتائجهما، بعد مرور 5 ساعات فقط على إجرائهما، وهو ما أثار استغراب وشك الطلبة الذين اجتازوهما، ودفعهم إلى تسطير برنامج نضالي من داخل الكلية وخارجها. وكشف الطلبة، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أن الظروف المشبوهة، التي خاض فيها المرشحون امتحانات الماستر، تنم عن نوايا انتقامية مسبقة من الطلبة الذين ناضلوا طويلا من أجل فتح أسلاك الماستر المغلقة في وجه طلبة الموقع، وعن استمرار عميد الكلية في نهج سياسة التعنت وغلق الأبواب والرمي بالطلبة إلى الشارع، خلافا لما تتطلبه اللحظة الراهنة، في نظرهم، من ضرورة عمل جميع المسؤولين على بعث ثقة الطلبة في هذه السياسات العمومية المتبعة، لدفعهم إلى الانخراط بكثافة في بناء المغرب، عوض إحباطهم وجعلهم يتبنون مواقف معادية وعدوانية، قد تكون لها عواقب وخيمة على المجتمع عاجلا أم آجلا، على حد قولهم. وقال المجازون الغاضبون، إن المحتجين، خاضوا معارك نضالية قوية من أجل الحق في الماستر بكليتهم، توجت بعد عدة حوارات رسمية مع عمادة الكلية بالإعلان عن مباريات الماستر في أربعة تخصصات، والتي كان مرتقبا تأجيلها إلى السنة الجامعية المقبلة، قبل أن يتقرر إجراؤها هذه السنة، حيث كان أمل الطلبة المرشحين معقودا على هذه المباريات لامتصاص خريجي الكلية الأم، بعدما أعطت رئاسة الجامعة لعمادة كلية الاقتصاد، في اجتماع مجلس الجامعة الأخير، توجيها بتخصيص حصة الأسد لطلبة الموقع، إلا أن النتائج الأخيرة المعلن عنها في توقيت وصف بالقياسي، بددت كل تلك الطموحات، وكرست، بحسبهم، سوء التدبير الذي تتخبط فيه الكلية. ووفق البيان نفسه، فإن أزيد من 350 طالبا وطالبة خاضوا تلك الامتحانات، التي أعلن عن نتائجها بعد 5 ساعات فقط على نهايتها، حيث كشفت الإدارة عن نجاح 48 طالبا، منهم 17 مرشحا فقط من مجازي كلية الاقتصاد بالقنيطرة، وهو ما أثار استغراب الجميع، بمن فيهم رئاسة الجامعة، وأجج الشك في مصداقية تلك النتائج في أوساط الطلبة، بعدما أظهرت إقصاء أغلب طلبة القنيطرة، رغم أن من بينهم حاملون لأكثر من 4 ميزات خلال سنوات الإجازة. ودعا بيان الطلبة، لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، إلى فتح تحقيق عاجل بشأن الطريقة التي أُجريت بها مباريات الماستر، وتسليط الضوء على ما وصفها بالسياسة الفاسدة المحبطة للطلبة المجازين الراغبين في متابعة دراستهم ما بعد الإجازة في مختلف تخصصات الماستر.