كشف تقرير أمني أن السنة الجارية ستعرف أكبر تعاون استخباراتي بين المغرب ودول المنطقة الأوربية لترصد مئات المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وتنظيم القاعدة الموجودين فوق التراب الأوربي، أو من يقاتلون في سوريا وقد يرغبون في العودة إلى بلدانهم الأوروبية، مشيرا إلى أن عملاء الاستخبارات الأوربية يضغطون من أجل جعل التعاون الاستخباراتي في قائمة الأولويات في العلاقات مع المغرب، للحصول على معلومات استخباراتية على شاكلة التي سبق أن قدمها المغرب في أحداث مشابهة وجنبت عددا من الدول الأوربية هجمات كانت تستهدف «مترو الأنفاق» أو سفارات أجنبية. وأكد التقرير، نقلا عن مصادر استخباراتية، أن أمنيين بارزين في بعض دول الاتحاد الأوربي يدفعون من أجل جعل تبادل المعلومات الاستخباراتية أولوية في العلاقات مع المغرب، بسبب تزايد التهديدات الإرهابية الأخيرة، كما يشير التقرير إلى أن المغرب والجزائر يبقيان أحد أهم مصادر المعلومات الاستخباراتية، التي يجب تكثيف التعاون معها خلال الشهور القليلة القادمة. وتأتي الرغبة الأوروبية في تكثيف التعاون الاستخباراتي مع المغرب، في ظل تقارير أمنية تشير إلى احتمال تنفيذ هجمات على سفارات، مقرات صحف، ومترو الأنفاق في عدد من العواصم الأوروبية. ويستشهد المدافعون عن تكثيف التعاون الاستخباراتي مع الرباط بما سبق أن قدمه المغرب من معلومات مهمة في الحرب على الإرهاب، إذ سبق أن ساعد في إفشال مخطط استهدف مقر المخابرات الداخلية الفرنسية في باريس، ومخطط لتفجير مترو الأنفاق في مدينة ميلانو الإيطالية. وكان مدير المخابرات الخارجية المغربية، ياسين المنصوري، قد كشف أن المغرب قدم مساعدة لدول أوروبية، لتفادي أعمال إرهابية، كما قدم معلومات استخباراتية ميدانية حول عملية خطف أجانب في منطقة عين أمناس في الجزائر. ويعد حوالي 473 من المقاتلين المغاربة الموجودين في سوريا أو العراق من الحاملين لجنسيات أوروبية، عدد كبير منهم انضم لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، الذي يهدد بتنفيذ عمليات فوق التراب الأوروبي، وحسب معطيات رسمية مغربية، فإن 360 منهم يحملون الجنسية البلجيكية، بينما عدد منهم يحمل الجنسية الفرنسية، إضافة إلى جنسياتهم المغربية، والذين يصل عددهم إلى 52 عنصرا.