اختار الزعيم النقابي نوبير الأموي تظاهرة فاتح ماي ليطلق العديد من الرسائل،أولاها شنه هجوما لاذعا على حكومة عباس الفاسي، واصفا إياها بالعجز عن حل المعضلات التي يعاني منها المغرب. وقال الأموي، الذي كان يتحدث أمام الآلاف من منخرطي نقابته خلال تجمع خطابي أقامه بمناسبة اليوم العالمي للعمال أمس الجمعة «إن الحكومة لا تمتلك القدرة ولا التصور لمواجهة المعضلات الكبرى التي يعاني منها المغرب»، وأضاف الأموي إن الحكومة «عاجزة عن التفاوض ومد الجسور مع المجتمع بكل تنظيماته ومكوناته للمعالجة الجوهرية للحالة الاقتصادية الهشة والوضع الاجتماعي الذي يعرف اختلالات بنيوية». ثاني رسالة وجهها الأموي عبر من خلالها عن رفضه لما أسماه بالعودة القوية للتقنوقراط لتدبير الشأن العام والملفات الكبرى الإستراتيجية المتمثلة في صياغة البرنامج الاستعجالي لإصلاح التعليم وما أسماه بمقاربة التحكم الإداري في الموارد البشرية وصياغة برامج المغرب الأخضر في الفلاحة والبرنامج الأزرق قي السياحة والتكوين المهني. التي تم إسنادها إلى مكاتب دراسات أجنبية. أما ثالث رسالة فقد انتقد من خلالها بعض الأطراف التي تدعو إلى مقاطعة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، معتبرا المشاركة في انتخابات 12 يونيو القادم انشغالا هاما لنقابته العمالية، وداعيا إلى المشاركة المكثفة والتعبئة لمحاربة الفساد الانتخابي. من جهة أخرى، ألقت تصريحات حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بخصوص الشهيد المهدي بنبركة بتداعياتها على مجريات المسيرة الاستعراضية التي انطلقت بعد الكلمة التي ألقاها الأموي، حيث رددت عائلات المختطفين ومجهولي المصير الذين شاركوا إلى جانب االشغيلة الكونفدرالية في احتفالات تظاهرة فاتح ماي، شعارات تندد وتستهجن تصريحات شباط التي وصف فيها المهدي بنبركة بالمجرم. عائلات ضحايا محرقة روزامور التي شهدها حي الصناعي بليساسفة بالدار البيضاء السنة الماضية شاركوا أيضا في هذه الاحتفالات، حاملين صور ضحايا المحرقة ومطالبين بوضع حد للانتهاكات التي يتعرض لها العمال داخل المصانع والمعامل التي لا تتوفر على أدنى شروط العمل. كما شارك في هذه التظاهرة التي انطلقت على إيقاع أهازيج الفرقة النحاسية، والتي شكل فيها حراس مواقف السيارات درعا بشريا حول الموكب الذي تقدمه الأموي كل نشطاء الحركة الامازيغية ونشطاء اليسار الجذري الذين حملوا أعلام تشي غيفارا ورددوا شعارات تدعو إلى الثورة. في حين اختار مكون العدل والإحسان الذي ينشط هو الآخر داخل الكونفدرالية تعميم منشورات وبيانات تطالب بتشكيل ما أسموه بجبهة نقابية موحدة.وعبر القطاع النقابي للجماعة عن دعمه للأصوات الداعية إلى إعادة النظر في المنظومة العالمية المؤطرة للنظام الاقتصادي والمالي، كما عبر القطاع النقابي عن تثمينه للأشكال النضالية المشتركة التي برزت هذه السنة.