تلقى حزب الاستقلال ضربة قوية، بعد تقديم أزيد من خمسين عضوا استقالتهم من الحزب بإقليمشيشاوة، بينهم الكاتب الإقليمي للحزب والبرلماني السابق. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن أزيد من 50 عضوا، بينهم مستشارون وبرلمانيون سابقون ومسؤولون قدموا استقالاتهم من حزب الاستقلال، خلال اجتماع حزبي مغلق نظمه الغاضبون أول أمس الأحد بمقر إقامة علي رحيمي القيادي البارز في حزب «الميزان» بإقليمشيشاوة. وأرجع أزيد من 50 عضوا بحزب الاستقلال أسباب استقالاتهم المفاجئة، إلى «تهميش التنظيم الحزبي بإقليمشيشاوة، من قبل القيادات المركزية لحزب الاستقلال»، مؤكدين أن القيادات المركزية لم تتصل أو تتواصل مع مناضلي حزبها بإقليمشيشاوة منذ 2009، وهو ما اعتبروه سببا كافيا لمغادرة حزب الاستقلال والبحث عن هيئة حزبية أخرى. وعلمت «المساء» أن الغاضبين سيجرون اتصالات بعدد من قادة الأحزاب من أجل الالتحاق رسميا بهيئاتهم، في الوقت الذي يبقى حزب التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري أقوى الأحزاب، التي يمكن أن تحتضن هؤلاء المستقيلين من حزب «الميزان». وتسود حالة من الارتباك في حزب علال الفاسي منذ شهور مضت، خصوصا بعد أن وجه الأعضاء الخمسون تهديدات بمغادرة الحزب وتقديم استقالاتهم من التنظيمات والمؤسسات، خصوصا أن من بين هؤلاء المستقيلين، برلماني سابق، وكاتب إقليم حالي وبعض المستشارين الجماعيين والمسؤولين المحليين بإقليمشيشاوة. ويستعد حزب التقدم والاشتراكية لاستقبال وافدين جدد من حزب الاستقلال، بعد أن افتتح رئيس جماعة آسفي محمد كاريم باب الهجرة نحو حزب «الكتاب». مصادر مطلعة من حزب التقدم والاشتراكية أكدت ل «المساء» أن الحزب تلقى عدة طلبات للالتحاق به من طرف أعضاء سابقين بحزب الاستقلال، نسبة كبيرة منهم تنتمي إلى فئة المستشارين الجماعيين. وأضافت المصادر ذاتها أن الحزب رحب بهذه الرغبات المعبر عنها، وأن آلية الالتحاق ليست تلقائية، وستتم دراسة طلبات الملتحقين استنادا إلى ماضيهم السياسي، مشيرة إلى أن قافلة الراغبين في الالتحاق بحزب التقدم والاشتراكية تتشكل من مستشارين جماعيين بمنطقة الغرب، خاصة بإقليمسيدي سليمان، وسيدي يحيى الغرب، إضافة إلى مستشارين جماعيين ينتمون إلى المجلس الجماعي لإقليمشفشاون، وهم من المحسوبين على القيادي الاستقلالي السابق وسفير المغرب حاليا بالقاهرة، سعد العلمي، إضافة إلى اثنين من مستشاري الحزب بطنجة. كما يتجه مستشارون استقلاليون من مدينة سلا إلى الانضمام إلى حزب التقدم والاشتراكية. ووفق مصادر «المساء»، فإن التحاق محمد كاريم شجع بعض الغاضبين داخل حزب الاستقلال على الالتحاق بحزب التقدم والاشتراكية، باعتباره من الأحزاب «الديمقراطية». وحسب المعلومات المتداولة، فإن بعض المستشارين الجماعيين بجهة الرباطسلا زمور زعير عبروا عن رغبتهم بالالتحاق بحزب التقدم والاشتراكية بسبب الوضع التنظيمي داخل حزب «الميزان»، واستمرار التجاذبات والانقسامات التي أعقبت المؤتمر العام الثاني عشر للحزب سنة 2012 وتتزامن موجة النزوح من حزب الاستقلال مع تضاؤل آمال الاستقلاليين، الذين يعارضون القيادة الحالية في الترشيح المستقل للانتخابات الجماعية المقبلة، مع الاحتفاظ بعضويتهم داخل الحزب، في ظل الحديث عن تعقيد مسطرة الترشح دون تزكية الأحزاب، حسب التسريبات المرتبطة بالقانون المنظم للاستحقاقات الانتخابية الجماعية. عزيز العطاتري- حليمة بوتمارت