شرعت مدينة سلا في أول تجربة للتدبير المفوض لقطاع الإنارة العمومية من خلال شركة للتنمية المحلية. وتم التأكيد خلال إعطاء الانطلاقة الرسمية لشركة التنمية المحلية (سلا نوور) لتدبير خدمات الإنارة العمومية أن هده التجربة ستمكن، في سنتها الأولى، من اقتصاد حوالي 500 مليون سنتيم من أصل 34 مليونا و222 ألف درهم هي مجموع الفاتورة الطاقية التي تدفعها الجماعة بشكل سنوي كقيمة استهلاك حوالي 34 ألف مصباح موزعة على مقاطعات المدينة الخمس. وستساهم الجماعة الحضرية في رأسمال شركة التنمية المحلية لتدبير خدمات الإنارة العمومية بنسبة 51 بالمائة، في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، ممثلين في الجماعة الحضرية لمدينة سلا، باعتبارها سلطة متعاقدة، وشركة "أوكسا المغرب" وشركة الاستثمارات الطاقية. ورسمت عدة أهداف محددة لهدا المشروع من بينها ضمان جودة الإنارة العمومية بالمدينة بشكل يستجيب لحاجياتها ويحترم المعايير المطلوبة، مع توسيع شبكة الإنارة، والرفع من نسبة الإضاءة من 70 بالمائة إلى 90 بالمائة على الأقل، والتحكم في الفاتورة الطاقية التي تشكل عبئا على ميزانية الجماعة وتستهلك نحو 34 بالمائة من مداخيلها. كما سيمكن هذا المشروع من اقتصاد استهلاك طاقة يصل إلى 40 في المائة خلال الخمس سنوات المقبلة، وصيانة شبكة الإنارة، وتدبير يمكن من الحد من المخاطر المرتبطة بالحوادث والطوارئ، مع اعتماد علاقة مميزة مع المرتفقين. وسيعهد لشركة (سلا نوور) بتقديم الخدمات المتعاقد بشأنها بمواصفات الجودة المطلوبة، وذلك عن طريق تطوير وصيانة معدات ومنشآت الإنارة العمومية وتوفير جميع الموارد البشرية اللازمة. وقال نور الدين الأزرق، رئيس الجماعة الحضرية لمدينة سلا، في حفل إعطاء الانطلاقة الرسمية للمشروع، إن إحداث شركة التنمية المحلية لتدبير مرفق الإنارة العمومية، الذي صادق عليه المجلس الجماعي للمدينة في أكتوبر 2011، يروم تقديم خدمة ذات جودة بطرق حديثة وعصرية في التدبير، وأيضا التخفيف من ثقل الفاتورة الطاقية على ميزانية الجماعة في ما يتعلق بالاستهلاك والصيانة وأضاف أن الغاية من تدبير هذه الخدمة العمومية هي تقليص تكلفتها الإجمالية إلى 23 مليون درهم سنويا، وجعل مدينة سلا ترقى إلى مصاف المدن الذكية. في مقابل ذلك، أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر اعمارة، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، أن مشروع تدبير مرفق الإنارة العمومية، الذي يندرج ضمن الاستراتيجية النموذجية للاستهلاك العقلاني للطاقة، يهدف إلى تجويد خدمات الإنارة العمومية بغية الاقتصاد في استهلاك الطاقة.