قرر مكتب مجلس المستشارين أول أمس تعليق تعويضات البرلمانيين الذين انسحبوا من المجلس ولم ينتموا إلى أي فريق آخر. ويتعلق الأمر ببوشعيب حبيذ، الذي أعلن انسحابه من الغرفة الثانية سنة 2008 بعد القرار التي اتخذته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، غير أنه ظل يتقاضى تعويضاته المالية. وقد يشمل هذا القرار بعض المستشارين، الذين أعلنوا عن طريق الصحافة استقالاتهم من المجلس، ومنهم يحيى يحيى، وفق ما أكده مصدر مطلع ل«المساء». وطغت إجراءات الغياب على الاجتماع، حيث قرر المكتب أيضا اللجوء إلى المراقبة الالكترونية ابتداء من الدورة المقبلة، عبر اعتماد البصمات للدخول من الباب الرئيسي للغرفة الثانية وخلال التصويت وأثناء المرور إلى مجلس النواب، وهو ما يتطلب حضور البرلمانيين من أجل إعطاء بصماتهم، وفق ما أكده المصدر ذاته، الذي أوضح أنه تفاديا لسهو البرلماني عن توقيع حضوره أو نسيان بطاقته الممغنطة أو إعارتها لزميل له للتوقيع بدله، فإنه تقرر اعتماد نظام الكتروني يجعل الباب الرئيسي للمجلس لا يفتح إلا إذا أشر عليه البرلماني بإبهامه، والشأن ذاته بالنسب للولوج للغرفة الأولى. وبعد اعتماد هذا النظام فإن الباب المخصص لدخول البرلمانيين لن يفتح في حالة ما كان أحدهم لم يدل ببصماته لإدارة المجلس. من جهة أخرى، قرر مكتب المجلس بالإجماع تفعيل إجراء الاقتطاع نهاية الشهر الجاري للذين تغيبوا، وعددهم حوالي 38 مستشارا، والذين لم يبرروا غيابهم، رغم التنبيهات الكتابية التي وجهت إليهم، والذين تليت أسماؤهم في الجلسة العامة، حيث سيتم اقتطاع 5200 درهم كحد أدنى. وفي حالة ما كانت هناك جلسة تشريعية خلال هذا الشهر سيصل مبلغ الاقتطاع إلى 6500 درهم، من أصل 36 ألف درهم التي يتقاضونها شهريا. من جهة أخرى، ما زال مجلس المستشارين لم يفعل بعد الاقتطاع المتعلق بالغياب عن اللجان، إذ تنص المادة 65 من النظام الداخلي على أنه يتم الاقتطاع من مبلغ التعويضات الشهرية الممنوحة لعضو اللجنة حسب عدد الأيام التي وقع خلالها التغيب بدون عذر. ويقدر الاقتطاع عن كل يوم غياب بما يعادل نسبة التعويض اليومي، بعد استنفاد المساطر المتمثلة في استفسار رئيس مجلس المستشارين عضو اللجنة المتغيب أكثر من ثلاثة اجتماعات متتالية وبدون عذر مقبول عن اللجنة التي ينتمي إليها خلال نفس الدورة. كما يمكن لرئيس المجلس أن يوجه إنذارا بعد استشارة المكتب في حالة عدم التزامه بواجب الحضور بعد ذلك، شرط أن يحيط رئيس اللجنة التي تغيب بها المستشار رئيس المجلس بهذا الغياب وكذا رئيس الفريق أو المجموعة التي ينتمي إليها.