حزب الاتحاد الاشتراكي يغرق في أزمة جديدة تهدد بانهيار ما تبقى منه بعد أن قرر الكاتب الأول إدريس لشكر فتح جبهة إعلام الحزب من خلال قرار بإنهاء مهام عبد الهادي خيرات على رأس إدارة كل من جريدتي «الاتحاد الاشتراكي» و«ليبراسيون» مع إمهاله أسبوعا لرد الممتلكات. وكان لشكر قد دعا إلى اجتماع مع العاملين في جريدتي «الاتحاد الاشتراكي» و«ليبراسيون»، وهو «الأمر الذي لم يرفضه مدير الجريدتين عبد الهادي خيرات، الذي أوصى بإعداد الشاي والحلوى لضيوف الجريدتين، أي أعضاء المكتب السياسي»، يقول مصدر من داخل الجريدتين، قبل أن يضيف: «لقد اجتمع الصحافيون واتفقوا على الانسحاب في حالة ما تحدث لشكر أو أحد مرافقيه عن خيرات بشكل سيئ. كما قرر الصحفيون عدم التصفيق على كلمة لشكر أو أخذ الكلمة لمناقشته». ولم يتجاوز الذين حضروا هذا اللقاء 20 شخصا من أصل 141 صحافيا ومستخدما في الجريدتين. ويأتي قرار إنهاء مهام خيرات على رأس إدارة «الاتحاد الاشتراكي» و«ليبراسيون» بعد سلسلة من قرارات الطرد، شملت، في ظرف وجير، عددا من الأسماء البارزة بالحزب. وأكد خيرات في اتصال هاتفي مع «المساء» بأنه لا يزال موجودا في مكتبه بالجريدة، وقال إن «الجريدة لا زالت تصدر باسمي، وحين يغيرون الاسم سيكون هناك حديث آخر». الحديث الآخر الذي لمح إليه خيرات ربطه مصدر اتحادي مطلع بكون هذا الأخير لن يتنازل عن ملكية الجريدة، وأنه ليس هناك أي مؤشر ولو بسيط على ذلك، مشيرا إلى أن برلماني سطات يمتلك من المفاتيح ما يمكنه من الخروج من الزاوية التي حاول لشكر حشره فيها، وبالتالي جعل قرار تعيين الحبيب المالكي مديرا لنشر جريدتي «الاتحاد الاشتراكي» و«ليبراسيون» خلفا له وكأنه لم يكن. وحسب المصدر ذاته، فإن خيرات يتجه إلى عقد مجلس إداري جديد يصبح بموجبه هو والمجلس الإداري هما المسؤولان عن الجريدتين وليس الحزب. وكان خيرات قد كشف في حديثه ل «المساء» بأنه سمع باجتماع تم بمدينة الدارالبيضاء وتم فيه عرض القرار، الذي لقي احتجاج أعضاء من المكتب السياسي قالوا إنه صنع في الرباط، وأن المكتب لم يجتمع ليتم تأجيل إعلانه إلى يوم الخميس المقبل. خيرات أضاف أن تنزيل مثل هذه القرار له قنوات. وقال ردا على إمكانية منازعته فيه قضائيا «هم من يجب أن ينازعوا قضائيا وأنا في مقر الجريدة، والنيابة العامة ملزمة باحترام الإجراءات. أما إذا كانت ستخرق القانون فهدا أمر آخر». ولم يتردد خيرات في ربط ما حدث بمحاولة الاستيلاء على مقرات إعلام الحزب، وقال: «هؤلاء لعابهم يسيل على المقرات، أما الجريدة فهي آخر اهتماماتهم، وأنا لم أعد اكتب فيها»، و«هم ساكنون فيها حتى ردوها بحال الطورشون». واعتبر خيرات ما يجري «جزءا من أجندة لإنهاء الحزب في إطار مهمة تنفذ بإحكام». وكان لشكر قد حرص على التمهيد منذ مدة لهذا القرار في إطار مسلسل لتصفية معارضيه وخصومه داخل الحزب، حيث بدا لافتا خلال اللقاء الذي جمعه بالعاملين بجريدة الحزب، بحضور مديري التحرير، محمد بنعربية وعبد الحميد الجماهري، حرصه على التأكيد بأنه لا يمارس الرقابة على الجريدة، كما كان الحال مع الكاتبين الأولين السابقين الراحل عبد الرحيم بوعبيد، وعبد الرحمان اليوسفي.