مع بداية العام الجديد، بدأت المعركة الانتخابية لاستحقاقات 2015 الجماعية بطنجة تأخذ منحى تصاعديا، وبدأت القيادات الوطنية تدخل على الخط لحسم تحالفات المدينة المهمة جدا، وكانت آخر التحركات البارزة مؤخرا، حضور الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، إلى طنجة في محاولة لإحياء حزبه الميت عمليا منذ سنوات بمدينة البوغاز. وشهدت فيلا عبد السلام الأربعين، المنسق الجهوي لحزب الاستقلال، قبل بضعة أيام لقاءً حضره شباط إلى جانب قياديين محليين في حزبه، إلى جانب إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وشقيقه فؤاد العماري عمدة طنجة، بالإضافة إلى عبد الرحمان الأربعين، البرلماني السابق والقيادي في حزب الحركة الشعبية، وشقيق عبد السلام الأربعين. وحسب مصادر مطلعة، فإن هذا اللقاء كان يهدف إلى وضع سيناريو لتحالف انتخابي لم يكن في الحسبان، يقضي بتحالف حزب الأصالة والمعاصرة مع حزب الاستقلال ودعم هذا الأخير بكافة أفراد عائلة الأربعين الثرية وصاحبة النفوذ الكبير سياسيا واقتصاديا، حيث سيجلب الحزب إلى صفوفه أسماء انتخابية مهمة من حزب الحركة الشعبية، وخاصة من حزب التجمع الوطني للأحرار، لقطع الطريق على هذا الأخير للتحالف مع حزب العدالة والتنمية. وحسب مصادر «المساء»، فإن هذا التحالف سيضعف من جهة حزب الحركة الشعبية، الحاصل خلال انتخابات 2009 على 11 مقعدا، حيث إن عبد الرحمان الأربعين، الذي صار التحاقه بالاستقلال بعد تطليق حزب السنبلة مسألة وقت فقط، لم ينس استبعاده من المكتب السياسي للحركة الشعبية بعد منح مقعد الشمال لممثل المضيق عبد الواحد الشاعر، وهذا سيعني أيضا حرمان العدالة والتنمية من حليف مهم، خاصة أن الأربعين لم يكن يرى مانعا من التحالف مع حزب «المصباح». لكن الغاية الأساسية، حسب متابعين، من هذا التحالف ستكون أساسا إضعاف حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يخوض أمينه الجهوي محمد بوهريز، حاليا، معركة محلية مع عمدة طنجة فؤاد العماري وحزبه الأصالة والمعاصرة، جراء قيام الأول بمحادثات مع قياديين في العدالة والتنمية للتحالف في انتخابات 2015، وهو ما دفع «البام» إلى البحث عن بديل لحليفه الحالي، والمتمثل في الاستقلال. ويهدف شباط، من خلال إشرافه مباشرة على هذا التحالف، إلى ترميم حزبه بأسماء انتخابية مهمة، عن طريق عائلة الأربعين، وسياسيين ذوي ثقل مالي وسياسي، لكون الحزب ليس له ثقل يذكر في المجلس الجماعي لطنجة، ولم يحصل في انتخابات 2009 إلا على 4 مقاعد. ورجحت مصادر «المساء» أن يمتد تحالف «البام» و«الاستقلال» إلى التشكيلة الجديدة لمجلسي الجهة والإقليم، المتمتعين باختصاصات جديدة مهمة في ظل دستور 2011، خاصة إذا ما تم تعزيز هذا التحالف بحزب الاتحاد الدستوري، المتحالف حاليا مع الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار في تسيير المجلس الجماعي لطنجة، علما أن هذا الحزب حسم مبكرا في أسماء وكلاء اللوائح الانتخابية لمقاطعات طنجة الأربع.