عاشت جماعة أكلو، عشية أول أمس الأحد، أجواء توتر غير مسبوق، بين عدد من الرعاة الرحل ورجال الدرك الملكي والسلطة المحلية والقوات المساعدة، لحظات بعد تدخل السلطات لمنع الرعاة الرحل من إلحاق أضرار بالمغروسات التي بذل السكان مجهودا لغرسها بالمنطقة، بعد التساقطات المطرية الأخيرة. واستنادا إلى مصادر من مكان الحادث، فإن المواجهات التي شهدتها منطقة أمزاورو الموجودة قرب دوار الكعدة بجماعة ثنين أكلو بتيزنيت، استعملت فيها الحجارة والمقالع اليدوية التقليدية، كما دخل الرعاة في شنآن مع رجال السلطة والدرك الملكي الذين حضروا إلى مكان الحادث، ورفضوا الامتثال لأوامر هم بتجنب الاصطدام مع السكان بالرعي في أراضيهم المعدة للزراعة، كما اعتدوا على قائد قيادة أكلو، بمحاولة مسكه بالقوة من عنقه. وحسب المصادر ذاتها، فإن الرعاة الرحل الذين حضروا إلى المنطقة على متن خمس سيارات مدججين بالحجارة والعصي والمقالع، أغلقوا الطريق، كما عبثوا بممتلكات السكان، وخلقوا أجواء من التوتر غير المسبوق بالمنطقة، مما اضطر السلطات المحلية إلى استدعاء تعزيزات أمنية إضافية من رجال القوات المساعدة لاحتواء الوضع. وارتباطا بالموضوع ذاته، دعا فاعلون محليون إلى تجريم نقل القطعان بالشاحنات والسيارات الخاصة والإبقاء على الرعي التقليدي، كما طالبوا بتحديد المناطق الرعوية ومنع الرعي في محميات أركان، ومنع ولوج الأغنام والماعز للمناطق الرعوية وتحويل مسار الإبل إلى مناطق أخرى، على اعتبار أن الإقليم يوجد به على مجار السنة، نحو 34 ألف رأس من الإبل والأغنام، وأن تيزنيت تقع في ممر استراتيجي بين الشمال والجنوب، بل تعتبر ممرا إجباريا في الذهاب والإياب للرعاة الرحل، تصعب مراقبة حدوده التي يصل عرضها إلى 177 كلم. وأمام هذه الوضعية طالب فاعلون جمعويون جميع فعاليات المنطقة بالعمل على الإشراف على تأسيس جبهة للدفاع عن السكان المحليين والتصدي للهجومات المتكررة للرعاة الرحل، ومعلوم أن عددا من المتضررين من مشاكل الرعاة الرحل بالمنطقة، حملوا في أوقات سابقة مسؤولية حمايتهم من شطط الرعاة الرحل للسلطات المحلية والإقليمية والأمنية، وطالبوا بتحرك عاجل لبرلمانيي المنطقة لإيجاد حل سريع لهذا المشكل الذي يهدد استقرارهم الاجتماعي، كما طالبوا السلطات المحلية بإبعاد كل الأضرار التي تهددهم. كما يشتكي عدد من السكان بإقليم تيزنيت من السماح للرعاة الرحل باستباحة غابات الأركان أمام مرأى ومسمع السلطات الوصية (المياه والغابات والفلاحة) والمعنية (المحلية والأمنية)، التي تقف حائرة أمام ما تتعرض له شجرة أركان وغيرها من الأشجار المشكلة للغطاء الغابوي بالإقليم، وعدد من المزروعات، لإتلاف مقصود على مدار السنة من قبل عدد من الرحل، وقد تطورت مطالب السكان من البحث عن طريقة ما للحد من الرعي الجائر، إلى مطالب أخرى تبحث عن الأمن والأمان، وهو ما يطرح تحديات كبيرة على السلطات المحلية والأمنية التي تقع مسؤولية الأمن ضمن اختصاصاتها الأساسية. يذكر أن ظاهرة الرعاة الرحل أصبحت من الظواهر المؤرقة لعدد كبير من سكان الجماعات القروية بأقاليم جهة سوس ماسة، وخاصة بالسهول المعروفة محليا ب«أزغار»، وغالبا ما تتسبب الظاهرة في احتكاك مباشر وتلاسن بين السكان والرعاة الرحل، مما يفرض تدخل المسؤولين المحليين والإقليميين لوقف الظاهرة، ووضع حد للإشاعات التي تؤكد أن الرعاة الرحل «أناس فوق القانون» بسبب الحماية التي يتوفرون عليها من طرف أرباب الماشية من كبار المسؤولين والمنتخبين بمختلف المناطق الجنوبية.