كارثة إنسانية حقيقية تلك التي يعيشها أحمد الشنتوف، الخمسيني الأصم الأبكم، المتحدر من مدينة العرائش، إثر تعرضه لحادثة سير، منذ 15 يوما، تسببت في إصابته بكسر خطير، ومما زاد حالته تعقيدا، رفضُ مستشفى العرائش ثم مستشفى طنجة علاجه. وحسب والدة الضحية، البالغ من العمر 51 عاما، فإن ابنها تعرض لكسر في رجله اليسرى، بعدما صدمته دراجة نارية ناقلة للسلع، وعند نقله إلى مستشفى لالة مريم لعلاجه، رفضت المؤسسة ذلك بحجة أن جهازا خاصا بالعمليات الجراحية الخاصة بالعظام معطل. وفي خطوة مثيرة للاستغراب، خيرت إدارة المستشفى الأسرة بين الانتظار من شهرين إلى ثلاثة أشهر، إلى حين اقتناء جهاز آخر، مع ما يرتبط بذلك من إجراءات مالية ومسطرية، وبين نقله رغم حالته المزرية إلى مدينة طنجة، كل ذلك والضحية يعاني من آلام حادة بعدما اكتفى المسعفون بوضع ضمادات فقط على إصابته. وحسب شقيق الضحية، فإن محسنين ساعدوا الأسرة في تحمل نفقات نقله إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، لوضع حد لمعاناته، غير أن المفاجأة الصادمة كانت هي رفض مستشفى محمد الخامس علاجه مرتين. وتعللت المستشفى بتعطل جهاز «الراديو»، الواجب إخضاع المصاب بكسر له قبل إجراء العملية، وكما كان الحال بمستشفى العرائش، وضعت أسرة الضحية بين خيار الانتظار إلى حين إصلاح عطل الجهاز، أو نقله إلى مؤسسة استشفائية خاصة. واضطرت الأسرة، من جديد، إلى دفع مبلغ مالي كبير لعرض المصاب على جهاز بمصحة خاصة، لكن مفاجأة أخرى ستصدمها عند عودتها إلى مستشفى محمد الخامس بطنجة، حيث إن الطبيب المعالج بعد فحصه أخبر أسرته بأن عليها الانتظار إلى أجل غير مسمى إلى أن يتسنى إجراء عملية جراحية له، حسب شقيق الضحية. ولا يزال الضحية، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، قابعا في مستشفى محمد الخامس دون علاج، حيث يشتكي، حسب أسرته من ألم لا يحتمل يذهب النوم من عينيه، وخوف الأسرة، التي تعاني من ضيق ذات اليد، الآن هو أن يؤدي هذا التأخر إلى بتر رجله، لتنضاف إعاقة حركية أخرى للإعاقة التي يعاني منها.