آثار قرار المجلس البلدي تحويل مدارة طرقية إلى بقعة سكنية خلافا حادا بين هذا الأخير والسكان المتواجدين بحي السلام قرب مدرسة أبي هريرة بمنطقة الجرف بإنزكان، وذلك بعد أن تم رفع الخلاف إلى السلطات الإقليمية. وتفيد حيثيات هذه القضية أن البقعة موضوع الخلاف قد تم التنصيص على أنها مدارة طرقية من خلال تصميم التهيئة الحضارية الذي صادقت عليه الوكالة الحضرية نظرا لأهميته في تسهيل حركية السير والجولان بمنطقة الجرف، فضلا عن كون المدارة ستشكل فضاء أخضر بالمنطقة. كما أن المدارة بحسب الدراسة التي أنجزتها المصالح المعنية ستجنب تكرار بعض حوادث الاصطدام التي يشهدها ملتقى الطرق الذي تقرر إنشاء المدارة الطرقية عليه. ومما فجر الصراع إقدام الشركة المكلفة ببناء المقاطع الطرقية المجاورة على إغلاق جانبين من المدارة من أجل إزاحتها، وهو الأمر الذي فطن له السكان ووجهوا استفسارا في الموضوع إلى المصالح المختصة داخل المجلس البلدي، حيث تم إخبارهم بأن هذه المدارة لا وجود لها وبأن البقعة الأرضية عادت إلى ملاكها الأصليين، الأمر الذي لم تستسغه إحدى جمعيات المجتمع المدني بحي الجرف، حيث قامت بمراسلة عامل إقليم انزكان من أجل إشعاره بالتغييرات التي يشهدها تصميم التهيئة، حيث قامت بوضع تعرض على ذلك بناء على أن المدارة ليست مرفقا عموميا ولا ينطبق عليها ما ينطبق على المرافق العمومية في إطار مقتضيات نوع الملكية. وفي السياق ذاته نبهت جمعية النجاح للتنمية التي تتبنى الملف إلى أنه في الوقت الذي كانت تنتظر فيه تدخل الجهات المعنية من أجل إلزام المجلس باحترام مقتضيات تصميم التهيئة فوجئت بأن اللجنة المكلفة بالتعمير وافقت على تغيير المدارة الطرقية موضوع الخلاف. وشددت الجمعية المشار إليها على ضرورة فتح تحقيق في هذه النازلة من أجل الوقوف على ملابسات التحايل على تصميم التهيئة. ورجحت المصادر ذاتها أن تكون بعض الجهات تحاول تحويل المدارة إلى بقعة سكنية لأغراض أضحت معلومة لدى المتتبعين لهذا الملف.