الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    فريق المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    البطولة: نهضة بركان يواصل نتائجه الإيجابية بالانتصار على شباب المحمدية المكسور    كتاب "التشادي 'مبعوث داعش' إلى المغرب يطلب الصفح" في ضيافة النقابة الوطنية للصحافة المغربية    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    الاتحاد الاشتراكي يعلن اعتزازه بالمسار الذي اتخذه ورش مراجعة مدونة الأسرة بما يليق بمغرب الألفية الثالثة    "سرقة البطولة" من الجيش تثير مواجهة مفتوحة بين رئيسي الوداد البيضاوي والرجاء البيضاوي    أخبار الساحة    حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بتعطيل اتفاق الهدنة وإطلاق سراح الرهائن        حافلة "ألزا" تدهس شابًا وتُنهي حياته بطنجة    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    نجاة 32 شخصا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    الحصيلة السنوية للأمن الوطني: أرقام حول الرعاية الاجتماعية والصحية لأسرة الأمن الوطني    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    الوداد يطرح تذاكر مباراته أمام المغرب الفاسي        برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية        نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    قياس استهلاك الأجهزة المنزلية يتيح خفض فاتورة الكهرباء    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث        ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه أبرز أحداث عام 2014
داعش وإيبولا والقرم أبرز التهديدات والسيسي والسبسي في الرئاسة
نشر في المساء يوم 31 - 12 - 2014

لم تحسم سنة 2014 في مآل النزاعات والصراعات المسلحة بالبلدان العربية بعد ظهور تنظيم جديد اهتز له العالم بسبب وحشيته وتطرفه الكبير، وعلى نفس الشاكلة، استمرت لعنة الفضائح الجنسية في مطاردة أبرز الشخصيات على الساحة الدولية. كما طغى على أحداث السنة التي نودعها فيروس «إيبولا»، الذي تسبب في مخاوف حقيقية من انتشاره وتحوله إلى وباء فتاك، بعد عدم العثور على علاج أو لقاح يقي من الإصابة به. لكن سنة 2014 كانت سنة مليئة بالأحداث نظرا للمستجدات الكثيرة التي طفت على السطح. «المساء» تختار لكم استعراض شريط أهم تلك الأحداث في هذه اللحظات القليلة التي تفصلنا عن بداية السنة القادمة، التي نتمنى أن تكون أفضل حالا من سابقاتها.
إيبولا.. الفيروس الفتاك
شهد العام 2014 اضطرار المغرب إلى التخلي عن تنظيم كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، بسبب المخاوف من انتشار فيروس إيبولا داخل المغرب. وكان قد طلب في أكتوبر تأجيل كأس إفريقيا للأمم 2015 إلى موعد لاحق لأسباب قاهرة، إلا أن الكونفديرالية الإفريقية كان لها رأي مخالف، بعدما سقط اختيارها على غينيا الاستوائية لتنظيم كأس 2015.
قبل ذلك، وفي 8 غشت، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن التعبئة الشاملة، داعية بلدان العالم إلى بذل كافة جهودها لمواجهة انتشار وباء ايبولا. وبحلول شهر دجنبر كان الفيروس قد تسبب بوفاة أكثر من 6500 شخص معظمهم في ليبيريا وسيراليون وغينيا، حسب إحصائيات المنظمة. يعد «إيبولا» ثاني أخطر فيروس في العالم بعد داء فقدان المناعة المكتسبة، وأشد الفيروسات فتكا بالإنسان، ويمكن السيطرة عليه، ولكن بصعوبة، بما أن فيروس إيبولا لم يتم العثور على علاج له أو لقاح مضاد حتى الآن، رغم مساعي بعض الدول الغربية لتطوير علاج له.
وحسب منظمة الصحة، فمرض فيروس الإيبولا المعروف سابقاً باسم حمى الإيبولا النزفية، ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات البرية وينتشر الفيروس لدى الإنسان عن طريق ملامسة دم الحيوانات المصابة بعدوى المرض أو إفرازاتها أو أعضائها أو السوائل الأخرى من أجسامها، مثل قردة الشمبانزي والغوريلا والخفافيش، وغيرها.
لدى البشر ينتشر إيبولا من خلال انتقال العدوى من إنسان إلى آخر عبر الملامسة المباشرة لدم الفرد المصاب بعدواها (عن طريق الجروح أو الأغشية المخاطية،) أو إفرازات ذاك الفرد أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى، وعن طريق لمس الأسطح والمواد الأخرى الملوثة بتلك السوائل (كالمفروشات والملابس).
حاول العديد من الباحثين تحديد مصدر الفيروس الأصلي وتاريخ نشأته، لكن يعتقد أن الفيروس الفتاك انتقل من خفافيش كانت تحمله في مسالكها الهضمية إلى باقي الحيوانات، قبل أن ينتقل إلى الإنسان بفعل صيده لهذه الحيوانات وأكلها، في الوقت الذي يبقى الظهور الأول للفيروس في جسد الإنسان بكل من السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية (الزايير سابقا) في العام 1976.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أحدا لم يفطن إلى هذه الوفيات وظل المرض ينتشر دون أن يلاحظه أحد. ولم يدرك مسؤولو الصحة في غينيا أن هناك ما يبعث على القلق قبل مارس.
وبما أن إيبولا لم يسبق له الظهور من قبل في غرب إفريقيا، فقد استغرق الأمر بعض الوقت للتعرف على ما أصبح أسوأ تفشٍ للفيروس في العالم والذي حصد أرواح أكثر من 6500 شخص وأصاب قرابة 19500 في غينيا وسيراليون وليبيريا.
وبحلول غشت أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الوباء يشكل «حالة طوارئ صحية عامة تسترعي الاهتمام الدولي».
وتسبب حمى الايبولا النزفية الغثيان والإسهال والنزيف، وينتقل عن طريق الاتصال المباشر بسوائل الشخص المريض. وتظل العلاجات البسيطة مثل سوائل الحقن الوريدي والمضادات الحيوية الوسيلة الوحيدة المتوفرة لمقاومة أعراض المرض، حيث أدت إلى تراجع معدلات الوفيات إلى واحد من بين كل ثلاثة مقارنة بنحو 70 في المائة في السابق.
تنحي كارلوس وإسقاط كومباوري
عكس ما كان يقع في الماضي حين كان الجالس على العرش لا يفارق كرسيه طواعية إلا بعد الموت، سار العاهل الإسباني هو الآخر على موضة التنحي. فبعد تنحي أمير قطر عن الحكم لنجله، وتخلي ملكة هولندا عن العرش لصالح ابنها، وتخلي العاهل البلجيكي عنه كذلك لصالح نجله، قام الملك الإسباني خوان كارلوس، الذي قضى أربعين سنة جالسا على كرسي العرش، بتسليم مقاليد الحكم لابنه فيليب، مستجيبا بذلك لرغبة الشعب الإسباني في منح العرش لنجله، بعد تدني شعبيته وشعبية الأسرة الحاكمة بعد الفضائح التي ظهرت في عز الأزمة المالية بالجارة الشمالية للمغرب.
غير أن ذلك لم يجعل الملك خوان كارلوس، البالغ 76 سنة، يفقد مكانته الخاصة لدى أغلب الإسبان. فرغم المشاكل التي واجهتها العائلة الحاكمة في السنوات الأخيرة، مازال الجميع يعتبرونه ضامن الانتقال الديمقراطي، نظرا للخدمات الكبيرة التي قدمها للبلاد وقراره الوقوف في صف الدفاع عن الديمقراطية بعد وفاة الدكتاتور فرانكو في العام 1975.
شعبية العاهل الإسباني تلقت ضربة موجعة بعد الأزمة التي ضربت إسبانيا على امتداد الثلاث سنوات الأخيرة، ومشاكل خوان كارلوس الصحية، وفضيحة ذهابه إلى الصيد بالبراري الإفريقية في عز الأزمة المالية.
كما أن صورة النظام الملكي الإسباني تأدت أكثر بعد فضائح الفساد التي تورطت فيها الابنة الصغرى للملك، الأميرة كريستينا، وزوجها. وجاء الكشف عن تلك الفضائح مباشرة بعد احتفال الملك خوان كارلوس، بعيد ميلاده ال 76، بعدما قالت تقارير إعلامية، إن ابنته الصغرى، الأميرة كريستينا، ستتابع أمام القضاء بتهمة التهرب الضريبي وتبييض الأموال، من أجل الاستماع لأقوال كريمة الملك، وهو ما حدث فعلا حيث ستمثل أمام محكمة إسبانية مستهل السنة القادمة.
على الضفة الأخرى من بحر الأبيض المتوسط، شهدت القارة السمراء في 2014 إقالة أول زعيم إفريقي في الألفية الثالثة، وهو الحدث الذي تنبأ البعض بأن ينتشر كالنار في الهشيم بعدد من البلدان الإفريقية، على شاكلة ما حدث إبان فترة الربيع العربي.
فبعدما تولى مقاليد الحكم لمدة تصل إلى 27 عاما إثر الانقلاب العسكري الذي قاده على سلفه سانكارا، فر كومباوري من بلاده في 31 أكتوبر إلى ساحل العاج، قبل أن ينتقل منها إلى المغرب في 20 نونبر من أجل الإقامة لفترة محدودة.
كومباوري وصل إلى السلطة ويداه ملطختان بالدماء، وغادرها بعد مرور حوالي ثلاثين سنة بطريقة تثير الشفقة. رغبته في تعديل الدستور من أجل الظفر بولاية رئاسية أخرى كانت مكلفة جدا. في العام 1987، كان بليز كومباوري مع الطغمة التي تآمرت وأطاحت برئيس هذا البلد الفتي، طوماس سانكارا، الذي اغتيل في ظروف غامضة، والذي كان كومباوري من أقرب معاونيه. بعد ذلك شرع هذا الأخير في نسج شبكة علاقاته، وتعزيز سلطته مع توالي الاستحقاقات الانتخابية المشكوك في نزاهتها وتوالي قمع الاحتجاجات. بيد أن البلاد ستظل من بين أفقر دول العالم، إذ يصل ترتيبها إلى 183 على مؤشر الأمم المتحدة الذي يضم 187 دولة. ولم يتطلب الأمر من الشارع سوى يومين من أجل الإطاحة بواحد من أقدم الزعماء الأفارقة من كرسي الرئاسة. هذا الأمر تسبب في إثارة مخاوف حقيقية لدى نظرائه بالقارة السمراء، الذين يلجؤون بدورهم إلى التحايل والتلاعب بالمقتضيات الدستورية من أجل مواصلة السيطرة على الحكم.
قبل الإطاحة به من لدن الشعب، كان بليز كومباوري من أبرز الفاعلين وأكثرهم تأثيرا على الساحة الإفريقية. وظل الرئيس المطاح به ببوركينا فاصو طيلة 27 عاما يلعب تارة على حبل زرع الفوضى وتارة أخرى على حبل صنع السلام. هذا الأخير، الذي قبل المغرب استضافته لفترة محدودة بعد لجوئه في البداية لدولة ساحل العاج، ترك خلفه، بتنحيه عن السلطة، حشدا من الأتباع والعديد من الأعداء ومصيرا مبهما لأقرانه من الزعماء الأفارقة.
العالم على شفير حرب عالمية ثالثة
ما بدأ على أنه انتفاضة داخلية احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المزرية بأوكرانيا، كاد يتحول إلى مواجهة مسلحة ذات أبعاد خطيرة بين قوى تمتلك السلاح النووي. النزاع الإقليمي الذي بدأ في 18 فبراير بعدما قامت القوات الأمنية الأوكرانية بشن هجوم عنيف على المتظاهرين المؤيدين لسياسة موالية للاتحاد الاوروبي، الذين يحتلون ساحة ميدان في وسط كييف منذ ثلاثة أشهر، اضطر الدب الروسي إلى التدخل بكل ثقله. وأوقعت أعمال العنف أكثر من مائة قتيل خلال ثلاثة أيام فقط، ودفع «ربيع كييف» الرئيس فيكتور يانوكوفيتش للهروب إلى روسيا، ليتم انتخاب الثري المؤيد للغرب بيترو بوروشنكو خلفا له في 25 ماي.
هذه التطورات اعتبرتها موسكو مستفزة وتهدف إلى سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، عبر حلف شمال الأطلسي، على أوكرانيا. جراء ذلك أعلنت منطقة القرم ذات نظام الحكم الذاتي والناطقة بالروسية في جنوب أوكرانيا أنها ستنظم استفتاء بشأن الالتحاق بروسيا. نظم ذلك الاستفتاء في 16 مارس أمام تنديد كييف وعواصم الدول الغربية بعملية «ضم» أثارت أسوأ أزمة دبلوماسية مع موسكو منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.
وفي أبريل، انطلقت حركة تمرد انفصالية موالية لروسيا شرقي أوكرانيا سعت كييف منذ ذلك الحين للسيطرة عليها، رغم المعارك الدامية التي أوقعت أكثر من 4600 قتيل بحسب إحصائيات الأمم المتحدة. وفي آخر تطورات الوضع، تهاوت أسعار النفط في الأسواق العالمية، ووصلت لمستويات قياسية لم يشهدها العالم منذ عدة سنوات، وهو ما جعل العديد من الأشخاص يربطون بين ذلك والمساعي الأمريكية لتحجيم وتقليص نفوذ موسكو عبر ضرب قدرة الدب الروسي على الصمود من الناحية الاقتصادية، بما أن صادرات النفط تشكل الجزء الأهم من المداخيل المالية للبلاد.
حرب غزة.. عودة العدوان
في 8 يوليوز عادت إسرائيل من جديد إلى ممارسة عدوانها في حق الشعب الفلسطيني، بعد شنها لحرب جديدة على قطاع غزة، بهدف معلن هو وقف عمليات اطلاق الصواريخ التي تقوم بها حركة حماس. وتسببت العملية العسكرية التي استمرت 51 يوما، في مقتل ما يزيد عن 2200 فلسطيني و70 من الجانب الاسرائيلي بينهم 66 جنديا. ودفعت وحشية الجيش الإسرائيلي وجوها بارزة للتنديد بما جرى في غزة من قبل إسرائيل، معتبرين ذلك جريمة حرب غير مبررة تستوجب فتح تحقيق دولي. كما شهدت 2014 ظهور دعوات للمجتمع الدولي من أجل الاعتراف بحماس، بما أنها تمثل شريحة مهمة من الشعب الفلسطيني.
وبدأ التمهيد لحرب 2014 في 12 يونيو، مع الإعلان عن خطف ثلاثة مراهقين في الخليل جنوبي الضفة الغربية وبدأ الجيش الإسرائيلي عقبها حملة عسكرية.
وفي 30 يونيو، عثر على جثث الشبان الثلاثة قرب حلحول «مدينة بمحافظة الخليل»، وكشفت تقارير بأن الشرطة وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عرفتا بعد وقت قليل من وقوع الحادثة أن الأمر يتعلق بعملية قتل وليس باختطاف، لكن الحكومة الإسرائيلية أرسلت الجيش والأجهزة الأمنية لشن حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات بالضفة الغربية بحثا عنهم وكأنهم أحياء.
أعقبت ذلك مطالبات إسرائيلية بالانتقام من العرب، وهو ما أدى إلى خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو خضير من مخيم شعفاط بالضفة الغربية، والذي أعقبته احتجاجات واسعة النطاق وخصوصاً في مناطق عرب 48 وكذلك إطلاق صواريخ من قطاع غزة على المستوطنات والمدن الإسرائيلية وقصف إسرائيلي للقطاع.
كانت هناك عدة محاولات لتثبيت التهدئة بين إسرائيل وقطاع غزة، إلا أن تصاعد وتيرة العنف بعد مقتل الطفل محمد أبو خضير ومقتل اثنين من العمال العرب دهساً، أدى إلى تصاعد القصف بين غزة وإسرائيل، حيث شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على مطار غزة جنوبي القطاع، وذلك عقب إطلاق مسلحين صواريخ عدة من القطاع على جنوبي إسرائيل، وفي يوم الأحد 6 يوليوز الماضي أطلقت 5 صواريخ من قطاع غزة، وسقطت في جنوب إسرائيل، ليشرع الجيش الإسرائيلي بعد يومين في شن عدوانه الذي سيستمر طيلة 51 يوما.
السيسي والسبسي وبوتفليقة
شهدت المنطقة العربية خلال 2014 إجراء ثلاثة استحقاقات انتخابية، وكانت البداية من الجزائر التي أعادت انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، رغم المتاعب الصحية الواضحة التي يعاني منها، والتي جعلته يظهر بأحد مكاتب التصويت على كرسي متحرك، ويؤدي اليمين الدستورية جالسا، وبصوت متعب، بعدما أعيد انتخابه لولاية رابعة يوم 17 أبريل 2014. ورغم المتاعب الصحية والدعوات بأن أفضل خدمة يمكن أن يقدمها بوتفليقة لبلاده تتمثل في فسح المجال أمام مرشحين آخرين، فإن ذلك لم يحل دون فوزه بعهدة رابعة بنسبة 81.53 في المائة من الأصوات، متقدما على منافسه القوي علي بن فليس الذي حصد 12.18 في المائة من الأصوات فقط.
بمصر، ورغم التحذيرات من عودة الحكم الاستبدادي، فإن ذلك لم يمنع عبد الفتاح السيسي من الظفر بالرئاسيات، كما كان متوقعا. وحقق قائد الجيش المصري السابق فوزا ساحقا في الانتخابات، لكن ذلك حدث بعد انخفاض حاد في نسبة المشاركة في الانتخابات عن المتوقع عجل بتمديد التصويت ليوم ثالث، وهو ما شكل ضربة موجعة لحاكم مصر الجديد، الذي حصل على نسبة 96.9 من الأصوات، متقدما على منافسه الوحيد اليساري حمدين صباحي، الذي ظفر بأقل من ثلاثة في المائة من الأصوات.
بتونس، التي انطلقت منها الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي، نظم في 2014 أول استحقاق رئاسي لاختيار رئيس الجمهورية. وبعد حصولهما على نسب تصويت متقاربة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية التونسية، انتخب التونسيون باجي قايد السبسي، رئيسا للجمهورية بنسبة 55.68 في المائة من الأصوات، منهين بذلك مرحلة انتقالية دامت أربع سنوات بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي سنة 2011. وفاز قايد السبسي (88 عاما) مؤسس ورئيس حزب «نداء تونس» المعارض للإسلاميين، في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي، الذي حصل على 44.32 في المائة من الأصوات.
وأصبح قايد السبسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا وأول رئيس للجمهورية الثانية في تونس، وخامس رئيس في تاريخ تونس المستقلة بعد رئيسين في عهد الجمهورية الأولى (1957-2011) هما الحبيب بورقيبة، وزين العابدين بن علي، ورئيسين في المرحلة الانتقالية (2011-2014) هما فؤاد المبزع ومنصف المرزوقي.
وكان قايد السبسي من كبار مسؤولي الدولة في تونس منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، حيث كان مستشارا لبورقيبة ثم تولى الكثير من المناصب بينها وزارات الداخلية والدفاع والخارجية، وأيضا في عهد بن علي حيث كان رئيس البرلمان سنتي 1990 و1991 وعضو اللجنة المركزية للحزب الحاكم حتى 2003.
ومنذ حصول البلاد على الاستقلال عن فرنسا سنة 1956 وحتى ثورة 2011، أي طوال فترة الجمهورية الأولى، حكم تونس رئيسان هما الحبيب بورقيبة (1987/1956) وزين العابدين بن علي (2011/1987) الذي هرب إلى السعودية يوم 14 يناير 2011.
بالقارة العجوز، تمكن ماتيو رينزي في 21 فبراير من أن يصبح أصغر رئيس حكومة في الاتحاد الأوروبي، عن سن ال 39، معلنا عن خطة ضخمة لتحريك الاقتصاد وعن إصلاح دستوري. غير أن الحدث الاستثنائي الأكبر الذي شهدته أوروبا تمثل في الاختراق القوي لأحزاب اليمين المتطرف والمشككين بالاتحاد الأوروبي، لاسيما داخل المملكة المتحدة وفرنسا، خلال الانتخابات الأوروبية التي أجريت في 25 ماي. ومع ذلك ظل الحزب الشعبي الأوروبي (وسط يمين) القوة الأولى داخل البرلمان الأوروبي الجديد، وتعيين مرشحه جان كلود جانكير رئيسا للمفوضية الأوروبية في 15 يوليوز.
هولاند والعشيقة الخاصة
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، «وقع في حب» امرأة أخرى تصغره بنحو 20 سنة، هو الحدث الأبرز الذي شغل الرأي العام بفرنسا في 2014. ففي ظل تراجع شعبية الرئيس الفرنسي لمستويات غير معهودة، حطمت مجلة «كلوزر» الفرنسية أحد أكبر الطابوهات المحاطة بالسرية داخل الجمهورية الفرنسية، حين نشرت ملفا حصريا عن الحياة الخاصة والحميمية لرئيس الدولة الفرنسية. المجلة المختصة في أخبار المشاهير نشرت، يوم 10 يناير، سبع صفحات حول علاقة غرامية بين الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، والممثلة، جوليي غايي، معتمدة كدليل على ذلك على مجموعة من الصور.
وكانت الإشاعات حول وجود علاقة غرامية بينها وبين هولاند قد بدأت في الظهور بفرنسا منذ بداية 2013، وهي الإشاعات التي نفاها كلاهما. كما قامت غاييت برفع دعوى قضائية ضد العديد من المواقع الإلكترونية قامت بنشر إشاعة وجود علاقة غرامية بينها وبين هولاند.
ومقابل الغيرة والألم، وجدت شريكة هولاند، فاليري تيريرويلر، نفسها مضطرة للرحيل أمام مطالب عدد من الساسة الفرنسيين، الذين يرون أن الفضيحة تستدعي رحيلها، بالنظر للمصاريف المالية الكبيرة التي يكلفها منصب السيدة الأولى.
العشيقة السرية المزعومة لهولاند لم تسلم بدورها من الانتقادات. هذه الأخيرة متزوجة وأم لطفلين وبدأت مشوارها في السينما كممثلة بعد حصولها على تكوين في التمثيل بلندن في سن السابعة عشرة، ولم تخف يوما ميولها نحو اليسار، وظهرت في شريط فيديو لدعم حملة هولاند الانتخابية لرئاسيات 2012، التي وصفت أثناءها المرشح الاشتراكي ب «الرائع»، و«المتواضع»، و«الشخص الذي يصغي جيدا للآخرين».
لكن بعد هول صدمة اكتشاف خيانة هولاند، عادت فاليري تيريرفيلر بقوة من خلال نشر كتاب يضم مذكراتها بخصوص الأيام التي قضتها داخل قصر الإليزيه والحياة المشتركة التي أمضتها مع الرئيس الفرنسي. نشرها للكتاب أواسط السنة، وهي الخطوة التي لاقت الإجماع بأنها جاءت بهدف الانتقام من خيانة الرئيس، أضر كثيرا بصورة فرنسوا هولاند، وجرده من المصداقية التي كان يحظى بها لدى الفرنسيين. وفي غضون أقل من أسبوع واحد على صدور الكتاب الجديد، نفذت كل النسخ واختفت من المكتبات. ومن خلال الكتاب، يتضح أن فاليري أخذت الوقت الكافي لتجريد فرنسوا هولاند من جميع الأمور التي يدعيها. فشريكته السابقة في الحياة ترسم عنه صورة شخص مولع بالكذب ويكره الطبقة العاملة، ويسخر من ذوي الإعاقات الجسدية، ولا يقوم سوى بالتملق من أجل الظهور بمظهر الشخص المؤمن بالقناعات الاشتراكية.
«سي أي إي» ..فضائح التعذيب
بعد أشهر من الترقب، شهد 2014 نشر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء 9 دجنبر لجزء من تقرير حول عمليات تعذيب قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية داخل عدد من السجون السرية. وأكد التقرير الذي قامت بإعداده لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي واستغرق 4 سنوات بميزانية تقارب 40 مليون دولار أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لجأت إلى أساليب عنيفة وغير فعالة خلال استنطاق محتجزين بعد أحداث ال 11 من شتنبر.
واتهم التقرير وكالة الاستخبارات بالكذب على الجميع حول نجاعة برامجها للاستنطاق، بمن فيهم مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، مشيرا إلى أن» «سي أي إيه» ادعت أن برامجها للاستنطاق مكنت من الحفاظ على الأرواح، غير أنه ثبت العكس، كما أن التقنيات المستخدمة كانت عنيفة والوكالة كذبت خلال تقديمها تقريرا حول أساليب الاستنطاق المتبعة. وبعد التجاوزات الخطيرة والانتهاكات الجسيمة التي كشف عنها تقرير مجلس الشيوخ، وجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش، ونائبه ديك تشيني، بما أن تلك التجاوزات وقعت أثناء إداراتهما للبلاد. بيد أن إمكانية متابعة كبار المسؤولين عما حدث تظل جد ضئيلة. في المقابل، كشف التقرير كذلك تورط دول أوروبية في التستر على وجود مراكز للتعذيب على أراضيها كانت تديرها وكالة الاستخبارات المركزية. ومن بين تقنيات التعذيب التي كشف عنها التقرير، تقنية «الإغراق الوهمي» حيث أكدت اللجنة أن أغلبية المعتقلين بعد أحداث ال 11 من شتنبر عذبوا بهذه التقنية، وأبرزهم خالد الشيخ محمد، أحد أبرز قادة القاعدة، والذي أكد التقرير أنه كان قريبا من الموت بعد خضوعه للإغراق. وذكر التقرير أن «سي أي إيه» إلى لجأت إلى حرمان المعتقلين من النوم لأيام عديدة، كما كان يتم تهديد جميع المحتجزين بالقتل إن لم يدلوا بمعلومات مهمة. ومن أبرز الخروقات التي بينها التقرير احتجاز عدد من الأفراد دون توجيه أي تهمة لهم، بالإضافة إلى احتجاز عدد آخر لأسباب غير واضحة، وعدم متابعة الأشخاص المتورطين في هذه التجاوزات القانونية، كما أوضح التقرير أن «سي أي إيه» تجاهلت تقارير داخلية دعت في أكثر من مرة إلى إعادة النظر في أسباب الاعتقال والتعذيب. وخلص التقرير إلى أن أساليب «سي أي إيه» مست بقيم وسمعة الولايات المتحدة في العالم، وخلفت أضرارا مادية ومعنوية للأمن القومي الأمريكي.
الطيران الماليزي.. عام أسود
ستظل سنة 2014 عاما أسود بالنسبة للطيران الماليزي، بعد فقدان ثلاث طائرات، اثنتان منهما في ملكية الشركة الوطنية «ماليزيا ايرلاينس»، والثالثة في ملكية شركة خاصة تنشط في مجال النقل الجوي منخفض التكلفة. وقبل أيام معدودات من نهاية 2014، اختفت الطائرة التابعة لشركة «اير ايجا» بعد فقدان الاتصال معها، خلال قيامها برحلة بين أندونيسيا وسنغافورة وهي تقل 162 شخصا، ولم تسفر عمليات البحث طيلة الأحد والاثنين عن العثور عليها.
وقبيل فقدان الطائرة، طلب قائدها موافقة من سلطة مراقبة الأجواء في جاكرتا لتعديل مسار الرحلة والارتفاع لتجنب منطقة أحوال جوية سيئة، إلا أن الاتصال فقد مع الطائرة بينما كانت لا تزال تحت مراقبة السلطات الأندونيسية.
قبل ذلك، وفي 8 مارس بالضبط، اختفت الطائرة «ام اتش 370» بعد وقت وجيز على إقلاعها من كوالا لامبور في اتجاه بكين، حاملة 239 شخصا على متنها. اختفاء هاته الطائرة ما زال أحد الأمور الغامضة التي لم يتم إيجاد أي تفسير له حتى حدود اليوم.
وفي ال 17 يوليوز، ستتعرض طائرة ماليزية أخرى، كانت تربط بين أمستردام وكوالا لامبور، للانفجار أثناء طيرانها، بعد إصابتها على ما يبدو بصاروخ أرض جو أثناء تحليقها في الأجواء شرقي أوكرانيا. كانت تقل 298 شخصا، بينهم 193 يحملون الجنسية الهولندية.
براءة مبارك والإعدام للمتظاهرين
شهد العام 2014 بمصر أحكاما بالجملة ضمت مئات أحكام الإعدام، التي تم إصدارها دفعة واحدة والتي أثارت جدلا كبيرا بالعالم، وانتهى على وقع العشرات من أحكام البراءة التي أثارت امتعاض الكثيرين، خصوصا في القضايا التي يتابع فيها الرئيس الأسبق المطاح به حسني مبارك وابناه وعدد من المسؤولين البارزين خلال فترة حكمه.
وتميز العام بكثرة الأحكام القضائية، إذ تمت إحالة نحو 1300 قضية تتعلق بالإرهاب والتظاهر دون ترخيص والتجمهر والعنف في أنحاء البلاد على المحاكم، وفي مقدمة المتهمين قادة بارزون بجماعة الإخوان المسلمين، وعدد من النشطاء السياسيين المعارضين لسياسة عبد الفتاح السيسي.
وبلغت قائمة المتهمين خلال عام 2014 أكثر من 27 ألف متهم سياسي، حكم على بعضهم، والبعض الآخر مازال ينتظر صدور كلمة القضاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.