الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد الاشتراكي
الأحداث المغربية
الأستاذ
الاقتصادية
الأول
الأيام 24
البوصلة
التجديد
التصوف
الجديدة 24
الجسور
الحدود المغربية
الحرة
الدار
الرأي المغربية
الرهان
السند
الشرق المغربية
الشمال 24
الصحراء المغربية
الصحيفة
الصويرة نيوز
الفوانيس السينمائية
القصر الكبير 24
القناة
العرائش أنفو
العلم
العمق المغربي
المساء
المسائية العربية
المغرب 24
المنتخب
النخبة
النهار المغربية
الوجدية
اليوم 24
أخبارنا
أخبار الجنوب
أخبار الناظور
أخبار اليوم
أخبار بلادي
أريفينو
أكادير 24
أكورا بريس
أنا الخبر
أنا المغرب
أون مغاربية
أيت ملول
آسفي اليوم
أسيف
اشتوكة بريس
برلمان
بزنسمان
بوابة القصر الكبير
بوابة إقليم الفقيه بن صالح
أزيلال أون لاين
بريس تطوان
بني ملال أون لاين
خنيفرة أون لاين
بوابة إقليم ميدلت
بوابة قصر السوق
بيان اليوم
تازا سيتي
تازة اليوم وغدا
تطاوين
تطوان بلوس
تطوان نيوز
تليكسبريس
تيزبريس
خريبكة أون لاين
دنيابريس
دوزيم
ديموك بريس
رسالة الأمة
رياضة.ما
ريف بوست
زابريس
زنقة 20
سلا كلوب
سوس رياضة
شباب المغرب
شبكة أندلس الإخبارية
شبكة دليل الريف
شبكة أنباء الشمال
شبكة طنجة الإخبارية
شعب بريس
شمال بوست
شمالي
شورى بريس
صحراء بريس
صوت الحرية
صوت بلادي
طنجة 24
طنجة الأدبية
طنجة نيوز
عالم برس
فبراير
قناة المهاجر
كاب 24 تيفي
كشـ24
كود
كوورة بريس
لكم
لكم الرياضة
لوفوت
محمدية بريس
مراكش بريس
مرايا برس
مغارب كم
مغرب سكوب
ميثاق الرابطة
ناظور برس
ناظور سيتي
ناظور24
نبراس الشباب
نون بريس
نيوز24
هبة سوس
هسبريس
هسبريس الرياضية
هوية بريس
وجدة نيوز
وكالة المغرب العربي
موضوع
كاتب
منطقة
Maghress
بوريطة: استقرار إفريقيا مرتبط مباشرة باستقرار المغرب
المقاتلات الشبحية F-35.. نقلة نوعية في القوة العسكرية المغربية
دوري أبطال أوروبا.. سان جرمان-ليفربول ودربي مدريد الأبرز في ثمن النهائي
توقيف شخص يشتبه في تورطه في شبكة للهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر بالحسيمة
"حليوة" أمام النيابة العامة بسبب تدوينة حول الرئيس الفرنسي ماكرون
منتدى دولي بطنجة يناقش تنافسية واستدامة قطاع صناعة السيارات بالمغرب
منع مشجعي الرجاء البيضاوي من حضور مباراة فريقههم أمام الجيش الملكي
تطورات التضخم والأسعار في المغرب
حماس: جثة بيباس تحولت إلى أشلاء
استعدادات لزيارة ملكية مرتقبة إلى مدن الشمال
النصيري يسجل من جديد ويساهم في تأهل فنربخشه إلى ثمن نهائي الدوري الأوروبي
شكاية ضد ابن كيران بتهمة القذف والسب ومطالبته بتعويض 150 مليون
إطلاق المرصد المكسيكي للصحراء المغربية بمكسيكو
شي جين بينغ يؤكد على آفاق واعدة لتنمية القطاع الخاص خلال ندوة حول الشركات الخاصة
القضاء يرفض تأسيس "حزب التجديد والتقدم" لمخالفته قانون الأحزاب
عامل إقليم الحسيمة ينصب عمر السليماني كاتبا عاما جديدا للعمالة
أداء مؤشر "مازي" في بورصة البيضاء
مضمار "دونور".. كلايبي يوضح:"المضمار الذي سيحيط بالملعب سيكون باللون الأزرق"
الجيش يطرح تذاكر مباراة "الكلاسيكو" أمام الرجاء
إطلاق تقرير"الرقمنة 2025″ في المنتدى السعودي للإعلام
الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
كيوسك الجمعة | المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية يفي بجميع وعوده
باخرة البحث العلمي البحري بالحسيمة تعثر على جثة شاب من الدار البيضاء
المندوبية السامية للتخطيط تعلن عن ارتفاع في كلفة المعيشة مع مطلع هذا العام
الذهب يتجه لتسجيل مكاسب للأسبوع الثامن وسط مخاوف من رسوم ترامب الجمركية
روايات نجيب محفوظ.. تشريح شرائح اجتماعيّة من قاع المدينة
المغرب يحافظ على مكانته العالمية ويكرس تفوقه على الدول المغاربية في مؤشر القوة الناعمة
إطلاق أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام
توقعات أحوال الطقس ليومه الجمعة
تراجع احتمالات اصطدام كويكب بالأرض في 2032 إلى النصف
نتنياهو يأمر بشن عملية بالضفة الغربية
فضاء: المسبار الصيني "تيانون-2" سيتم اطلاقه في النصف الأول من 2025 (هيئة)
عامل إقليم الجديدة و مستشار الملك أندري أزولاي في زيارة رسمية للحي البرتغالي
كيف ستغير تقنية 5G تكنولوجيا المستقبل في عام 2025: آفاق رئيسية
محامون: "ثقافة" الاعتقال الاحتياطي تجهض مكتسبات "المسطرة الجنائية"
حوار مع "شات جيبيتي" .. هل تكون قرطبة الأرجنتينية هي الأصل؟
"بيت الشعر" يقدّم 18 منشورا جديدا
أوشلا: الزعيم مطالب بالمكر الكروي لعبور عقبة بيراميدز -فيديو-
"مطالب 2011" تحيي الذكرى الرابعة عشرة ل"حركة 20 فبراير" المغربية
حادثة سير مميتة على الطريق الوطنية بين طنجة وتطوان
"حماس" تنتقد ازدواجية الصليب الأحمر في التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين
طه المنصوري رئيس العصبة الوطنية للكرة المتنوعة والإسباني غوميز يطلقان من مالقا أول نسخة لكأس أبطال المغرب وإسبانيا في الكرة الشاطئية
سفيان بوفال وقع على لقاء رائع ضد اياكس امستردام
السلطات تحبط محاولة نواب أوربيين موالين للبوليساريو دخول العيون
6 وفيات وأكثر من 3000 إصابة بسبب بوحمرون خلال أسبوع بالمغرب
ثغرات المهرجانات والمعارض والأسابيع الثقافية بتاوريرت تدعو إلى التفكير في تجاوزها مستقبلا
غشت المقبل آخر موعد لاستلام الأعمال المشاركة في المسابقة الدولية ل "فن الخط العربي"
إطلاق النسخة التاسعة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي
سينما المغرب في مهرجان برلين
الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب
اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد
حصيلة عدوى الحصبة في المغرب
أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج
دراسة تكشف عن ثلاثية صحية لإبطاء الشيخوخة وتقليل خطر السرطان
صعود الدرج أم المشي؟ أيهما الأنسب لتحقيق أهداف إنقاص الوزن؟"
الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟
التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل
الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
المساء تكشف تفاصيل العلاقة الغامضة بين بلدية المحمدية وشركات عقارية تجني الملايير عبر «خرق» القانون
تناقضات صارخة في التدبير العقاري لمدينة المحمدية واستغلال سلطة المجلس لصالح شركات عقارية
المساء
نشر في
المساء
يوم 15 - 12 - 2014
عماد شقيري
على طول الشريط البحري لمدينة المحمدية، تنتشر عشرات الإقامات السياحية والعمارات السكنية الفخمة، لوحات أشغال البناء تنتشر في كل مكان حتى تحول الجانب الساحلي للمدينة إلى ما يشبه معرضا للوحات الفن التشكيلي، لكنه فن رديء، شقق فاخرة محاطة بالحدائق والجنان الخضراء والمسابح، لكن عندما تتمعن في هذه الصورة، تتلاشى جمالية الحياة التي يعد بها أصحاب العقارات الزبناء المفترضين لهذه الشقق الفاخرة، لأسباب كثيرة، من بينها أن هذه الإقامات شيدت على «جثامين» أشجار النخيل العتيقة التي يصل عمر بعضها إلى 100 سنة، ومن بين الأسباب أيضا أن الطوابق العشرة التي تنبت مثل سلالم إسمنتية وسط حديقة طبيعية، جعلت الفضاءات المفتوحة التي ميزت المدينة تختفي، والسبب الآخر أن هذه البنايات «العملاقة» تشيد فوق برك المياه، فكل عمارة تصعد نحو السماء تخفي تحتها بركا من مياه البحر، ويمكن لأي عابر أن يلاحظ كيف يتفجر الماء بمجرد حفر مترين في عمق الأرض.
مدينة االزهورب تتشوه..
إلى حدود السنوات القليلة الماضية، لم تكن البنايات وسط مدينة المحمدية وفي محيط المنتزه المعروف «بالبارك» تتجاوز 5 طوابق، لكن في السنتين الأخيرتين، زاد «طول» البنايات، وتحولت من 5 طوابق إلى 10 مرة واحدة، لتتحرك الأسئلة بالموازاة مع حركة العقار الرهيبة التي تعرفها المدينة، ما السر وراء هذا التحول في الشكل العمراني لمدينة تختنق تحت رحمة مداخن المصانع العملاقة؟ من يقف وراء «اجتثاث» عشرات أشجار النخيل والمساحات الخضراء التي قيل إنها تحظى بالأولوية في مدينة توصف بأنها «مدينة الزهور»؟
كل شيء في مدينة المحمدية يرتبط بالبيئة ومخاطر التلوث، لذلك سميت المدينة «بمدينة الزهور»، ومن يسمع هذه التسمية يعتقد للوهلة الأولى أنها جنة خضراء، لكن الواقع عكس ذلك تماما، ليس بسبب نسب التلوث المفجعة وفقط، ولكن أيضا بسبب الزحف العقاري الكاسح الذي غطى سماء المدينة، ليس سهلا النبش في ملفات العقار هنا، الأمر معقد للغاية، تبدأ هذه التعقيدات مع المستثمرين أنفسهم، فجل الشركات العقارية في ملكية مسؤولين منتخبين بالمدينة، وجل الوعاءات العقارية مملوكة للخواص، وعندما تطرح الأسئلة حول من يقف وار «تغطية» الأراضي العارية التي تحتضن أشجار النخيل والحدائق بالإسمنت، يواجهك الجواب بأنها في ملكية خواص، وأن المنعشين العقاريين يشترونها من ملاكها، لكن مع ذلك يبقى السؤال لماذا لا تعطى الأولوية للمساحات الخضراء؟ ولماذا لا يلتزم المسؤولون المنتخبون باحترام طبيعة المدينة التي يفترض أن تكون نموذجا للبيئة في ظل نسب التلوث المقلقة التي تغزوها؟ ولماذا يتم خرق قوانين البيئة؟
بطبيعة الحال منطق التجارة لا يؤمن بالبيئة، ويؤمن فقط بمنطق الربح، أيضا القانون المنظم للتعمير وسياسات التهيئة الحضرية والعمرانية، يفتح الباب أمام رؤساء الجماعات المحلية لصناعة الخرائط العمرانية على مقاس مصالحهم، حيث يعطي قانون التعمير صلاحيات واسعة واستثنائية لرئيس المجلس الجماعي، أبرزها ما جاء في الفقرة الثانية من المادة 22 من هذا القانون «يصدر رئيس مجلس الجماعة بطلب من الإدارة أو بمبادرة منه قرار القيام بتصميم التهيئة بعد أن يتداول المجلس ذلك»، وتضيف المادة ذاتها «فور نشر القرار المشار إليه في المادة السابقة، يؤجل رئيس مجلس الجماعة البت في جميع الطلبات الرامية إلى إحداث تجزئة أو مجموعة سكنية أو إقامة بناء في الرقعة الأرضية المعنية، بيد أنه يمكنه أن يأذن بإحداث تجزئة أو مجموعة سكنية أو إقامة بناء بعد موافقة الإدارة إذا كان المشروع المتعلق بذلك يتلاءم مع الأحكام الواردة في مخطط التهيئة العمرانية».
الفقرة الأخيرة من المادة السابقة تجعل لرئيس المجلس صلاحية توقيف منح الرخص المتعلقة بالبناء وتشييد تجزئة، لكنه يتوفر على سلطة منحها في حالات معينة، وفي هذه الحالة يمكنه أن يكيف قراره مع مواد قانون التعمير لمنح الرخص لشركات أو منعشين عقاريين يختارهم هو، دون أن يكون ملزما بتفسيرات أو تبريرات دقيقة، فقط أن تكون الجهات المستفيدة من التراخيص تحترم الأحكام المتعلقة بمخطط التهيئة العمرانية، التي لا تحدد جهة دون أخرى أو معايير استثنائية، خاصة وأن المجلس الجماعي يلعب دورا مهما في مخطط التهيئة، طبقا لمنطوق قانون التعمير، الذي يفرض عرض مشروع تصميم التهيئة على المجلس الجماعي قبل إخراجه إلى حيز التنفيذ حيث يدون المجلس ملاحظاته وإضافاته التي يراها ضرورية قبل أن يصبح المشروع نافذا.
المجلس الأعلى للحسابات يكشف المستور
المثير أمام الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس المجلس الجماعي، خاصة في الشق المتعلق بمنح رخص استثنائية، هو أن الوكالة الحضرية للدار
البيضاء
الكبرى التي تشرف على كل مراحل تنفيذ مخطط التهيئة الحضرية لمدينة المحمدية، وتحت رقابة السلطة المحلية التي يمثلها العامل ورجال السلطة وأعوانها، أيضا في قفص اتهام قضاة المجلس الأعلى للحسابات، حيث سبق لتقرير 2010 أن رصد اختلالات جسيمة في تدبير الوكالة لملف التهيئة الحضرية بالجهة، خاصة مع ما عرف بملف «الاستثناءات»، والذي سبق ل»المساء» أن أنجزت تحقيقا مفصلا قبل سنتين بين بالتفاصيل جملة الاختلالات والتجاوزات التي عرفتها الوكالة على مدى عقود، تقرير المجلس الأعلى للحسابات كشف أن نظام الاستثناءات وازاه غياب معايير واضحة في دراسة طلبات الاستثناءات، التقرير الذي عرى حالة الفساد المالي والإداري داخل الوكالة التي تشرف على أكبر التجمعات العمرانية في المغرب، التي لجأت بشكل مفرط إلى الاستثناءات، «إلى درجة أن الوكالة الحضرية سلمت، ما بين 2005 و2009، 534 رخصة استثنائية، أي ما يعادل 21.36 في المائة من المساحة الإجمالية
للدار«البيضاء
الكبرى».
تقرير المجلس جعل أمر «الثقة» في احترام الوكالة لقانون التعمير والقوانين المنظمة للبيئة أمرا غير قابل لأن يكون مبررا للمجلس الجماعي بمدينة المحمدية لحالة «الغموض» التي تعرفها ملفات الاستثمارات العقارية وما تخلفه من «رائحة» فاسدة «استغلال» للصلاحيات التي يتمتع بها المجلس لصالح شركات عقارية، فهنا في «فضالة»، يختلط العقار بالسياسة، وتختلط المسؤولية بالتجارة، وبالعودة إلى قضية الوكالة الحضرية سجل تقرير قضاة المجلس أن «الرخص الاستثنائية الممنوحة تكون غالبا مقيدة بشروط تحدد مساهمات أصحاب المشروع الواجب تقديمها للجماعات المحلية التي ستبنى فوقها مشاريعهم، ولكن غياب تحديد لهذه الشروط لا يساهم في ضبط المساهمات»، فنظام الاستثناءات منح أساسا لتسهيل برامج السكن الاجتماعي، وإعادة إيواء سكان الأحياء العشوائية وغير المجهزة، لكن بتجميع خيوط هذا التشابه بين ما يمنح لرئيس المجلس الجماعي من صلاحيات بإصدار رخص استثنائية، وبين نظام الاستثناءات الذي يخول لهذه الأخيرة الصلاحيات نفسها، ألا يمكن أن ينتج الاستثناء عن الاستثناء؟ أي أن رخص الرئيس الاستثنائية تكيف مباشرة بنظام الاستثناءات لدى الوكالة وبالتالي إيجاد منفذ قانوني لشرعنة «استغلال» السلطة لخدمة المصالح الخاصة، «فالأذكياء» لا يهتمون بتطبيق القانون ولكنهم يبحثون عن الثغرات التي يمكن أن تعتريه.
التقرير كشف أيضا أن «نواقص تعتري التخطيط الحضري «المخطط المديري للتهيئة الحضرية الموضوع سنة 1984 لم يطبق كما يجب، إذ تم تسجيل غياب كبير وفراغ فظيع في الوثائق التعميرية والتصاميم، ضمنها تصاميم التنطيق، التي تمكن الإدارة والجماعات المحلية من أخذ إجراءات تحفظية لازمة للإعداد لتصميم التهيئة.»
قضاة جطو يدينون المسؤولين الجماعيين
حسابات قضاة إدريس جطو ستدين مجلس جماعة المحمدية أيضا، ففي تقريره الأخير الصادر في فبراير من العام الجاري 2014، خصص المجلس الأعلى 12 صفحة لاختلالات المجلس الجماعي لمدينة المحمدية، وأوصى قضاة إدريس جطو بإجراء «افتحاص ومراقبة وتفتيش لإدارة الجماعة الحضرية للمحمدية»، ومن بين الاختلالات الكثيرة التي رصدها التقرير «أن المجلس لم يتداول بشأن أي مشروع مخطط للتنمية الجماعية المحدد لأولويات وحاجيات الجماعة في مجال الاستثمار، كما أن الجماعة لا تتوفر على قاعدة للمعطيات وكذا خطط عمل تترجم أولويات وحاجيات المدينة»، وأضاف التقرير أن «وضعية الجماعة المالية تعرف تدهورا مستمرا، كما تعرف تراجعا في معدل تنفيذ الاستثمارات والعديد من المشاريع تم البدء في إنجازها قبل الانتهاء من الدراسات الأولية التي تحدد كمية الأشغال المراد تنفيذها، ومجال تنفيذ المشاريع»، في مقابل جملة الاختلالات التي رصدها قضاة المجلس، فإن المشاريع السياحية والعقارية التي تستفيد منها شركات تحتكر العقار بالمدينة، تنمو مثل الفطر، وتحظى بعناية خاصة من مسؤولي المجلس.
تقرير المجلس كشف الكثير من التجاوزات والصفقات الوهمية، والتعويضات غير المستحقة لبعض المستثمرين ومكاتب الدراسات، حيث جاء في التقرير أن الجماعة صرفت مبالغ ضخمة لصالح جهات لم تنجز أية أشغال لصالح الجماعة، من بينها 745.936.00 درهم (75 مليون سنتيم) صرفت في أشغال إضافية لم تكن مبرمجة في الصفقات العمومية، كما صرفت الجماعة مبلغ 263.821,20 درهم (26 مليون سنتيم) لمكتب دراسات عن دراسة لم ينجزها ويتعلق الأمر حسب التقرير بالصفقتين رقم 2006/62 و 2007/10، ويضيف التقرير أن «الجماعة تستند إلى العرض المالي فقط في اختيار صاحب الصفقات بالنسبة لبعض المشاريع».
االقانون وجد لكي يخرقب!!
الإطار القانوني المنظم لسياسات التعمير، نادرا ما يتم احترامه أو تنفيذ بنوده على وجه كامل، فمثلا اختصاصات الرئيس في مجالات البيئة وحماية المنتزهات والأشجار والمساحات الخضراء والتوازن البيئي واحترام الهيكل والشكل العمراني للمدينة، لا يمارسها الرئيس إلا نادرا، بينما يمارس جميع صلاحياته الواسعة في مجالات التعمير والتنمية الجماعية (بمثابة تصميم التهيئة الحضرية في المدن)، وتكون له سلطة منح تراخيص البناء وتشييد مشاريع عمرانية أو صناعية داخل النطاق الترابي للجماعة التي يرأسها، المثير في حالة المحمدية أن أي من الاختصاصات السالفة في القسم الأول يمارسها الرئيس، حيث تتعرض المساحات الخضراء والمعالم التاريخية والبيئية في المدينة لحملة تدمير واسعة، كان آخرها اجتثاث عشرات أشجار النخيل الممتدة على طول حديقة «البارك» والمساحات الفارغة القريبة منه، هذه الأشجار يصل عمر غالبيتها إلى أزيد من 70 سنة، وتعتبر واحدة من معالم المدينة ومميزاتها، كما أن طبيعة المدينة الصناعية تفترض الحفاظ على المساحات الخضراء للتقليص من مستويات التلوث الكارثية التي تغرق تحتها المدينة.
وزارة البيئة في تقرير لها صدر السنة الماضية (2013)، صنفت المحمدية كواحدة من المدن الأكثر تلوثا وتدهورا بيئيا، بسبب النفايات الصناعية وما تطرحه المصانع المنتشرة على طول ساحلها البحري من سموم فتاكة، كما تعرف الجهة تدهورا في جودة الهواء يزداد حدة على طول الطرق الرئيسية المؤدية إلى ميناء الدار
البيضاء
، وتشهد المنطقة انبعاثات غازية كبيرة تؤثر سلبا على الصحة، وذلك بسبب تطور النشاط الصناعي وتواجد، الوحدات الصناعية الأكثر تلويثا بالمغرب في هذه الجهة، هذه الانبعاثات الهوائية الناتجة عن النشاط الصناعي تتكون أساسا من: ثاني أوكسيد الكاربون، ثاني أوكسيد الكبريت، أوكسيد الآزوط، والجسيمات العالقة والمعادن الثقيلة (الكاديوم والرصاص) قدرت نتائجها معطيات رسمية من وزارة الصحة (سبق ل»المساء» أن نشرتها) في إصابة 10000 (10 آلاف) شخص بأمراض تنفسية وتعفنات صدرية في سنة 2013 وحدها، إضافة إلى انتشار أمراض السرطان والسكري والضغط الدموي للأسباب نفسها، ما يعني أن فضاء المدينة يجب أن يكون أكثر انفتاحا، وأن تحترم البنايات والمشاريع العقارية هذه الخصائص بتحديد علو البنايات، كما كان في السابق، في علو لا يتجاوز 4 طوابق، في حين وصل علوها اليوم إلى 9 و10 طوابق في المناطق القريبة من البحر ومن التجمعات الصناعية، والمثير في الأمر أن الشركات العقارية التي تخرق هذه المعايير ليست إلا شركات رئيس المجلس نفسه.
من جانب آخر، الشركات التي تنشط في المدينة، وتسيطر على المناطق الاستراتيجية، والمناطق التي تحتضن أشجار النخيل والمساحات الخضراء، هي شركات في ملكية رئيس المجلس ومقربين منه من بينهم أحد شركائه السابقين، فلماذا تستفيد هذه الشركات على وجه التحديد من هذه المناطق؟ من الصعب الاقتناع بجمع رئيس المجلس بين صلاحيات واسعة في مجال التعمير وفي الوقت نفسه تركيز أبرز المشاريع العقارية والسياحية الفخمة في يد شركة عقارية في ملكيته، أليس في الأمر تناقض وإثارة للشبهات؟ كيف يمكن لرئيس أن يمنح تراخيص لنفسه؟ فيصبح هو نفسه الخصم والحكم، هل سيراقب مشاريعه ويزجرها تطبيقا لقانون التعمير الذي يعطيه هذه السلطة؟ هل سيعاقب نفسه على مخالفة قوانين البيئة؟
المجلس الجماعي: الخصم والحكم
لا يمكن بأي حال أن يمنع مستثمر عقاري من رئاسة مجلس منتخب، لكن في الوقت نفسه متى يكون الرئيس رئيسا ومتى يكون مستثمرا؟ الشق الأول من هذا التداخل قانوني، فالمشرع لا يضع فصلا دقيقا بين المسؤولية التي يتحملها المنتخب، وبين أعماله التجارية داخل النطاق الترابي للجماعة التي يمثلها، ومن الصعب جدا مراقبة مدى التزام الرئيس الحياد تجاه الشركات التي تتقدم بطلبات استثمار عقارية أو تجارية، فسلطته داخل الجماعة، ومعرفته المسبقة بتصاميم التهيئة، وشبكة العلاقات التي ينسجها داخل دواليب الإدارة، تسمح له بمعرفة المناطق التي سيشملها تصميم التهيئة، وبالتالي فهو قد يستغل هذه السلطة-الامتياز، ويقوم بحيازة المناطق التي يشملها التصميم، بشرائها من الخواص أو من الجماعة نفسها، كما يمكنه أن يعرف مسبقا الأراضي التي ستخصص لمشاريع غير ربحية، كالمناطق الخضراء أو المناطق التي يمنع فيها البناء، هذا الأمر يجعل الإطار القانوني المنظم للتعمير والميثاق الجماعي 00-78، غير دقيق ويعاني فراغا قانونيا يؤدي حتما إلى استغلال النفوذ، واستخدام السلطة لخدمة المصالح الخاصة.
الشق الثاني من هذه الازدواجية المركبة، يتمثل في سلطة الرئيس، الذي يخوله الميثاق الجماعي 00-78 في المادة 50 سلطة منح «رخص البناء والتجزيء والتقسيم، ورخص السكن وشهادات المطابقة»، كما تمنحه المادة ذاتها صلاحية «منح رخص احتلال الملك العمومي لغرض البناء»، وهي صلاحيات حساسة وواسعة يصعب مراقبتها، خاصة وأن الرئيس يكون مسنودا بأغلبية داخل مجلس الجماعة، في المقابل يتحمل الرئيس مسؤولية «المحافظة على المواقع الطبيعية والتراث التاريخي والثقافي وحمايتها وذلك باتخاذ التدابير اللازمة طبقا للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل» حسب المادة 50 من الميثاق الجماعي، في حين الشركة العقارية التي نفذت حملة واسعة لاجتثاث أشجار النخيل بعدد من المواقع الحساسة بهدف تشييد فندق فخم وإقامات سكنية راقية، ليست إلا شركة الرئيس، كما أن المادة تقول بأن مسؤولية الرئيس في هذا الشق تحديدا يجب أن تستند إلى القوانين الجاري بها العمل، ومن بين القوانين التي شددت على احترام الشكل العمراني واحترام الشروط البيئية نجد القانون رقم 11-03 يتعلق بحماية واستصلاح البيئة، الذي ينص في المادة 4 من الفصل الأول من الباب الثاني الخاص بحماية البيئة والمستوطنات البشرية على «يدخل تصميم وتهيئة المستوطنات البشرية في إطار مخططات ووثائق إعداد التراب الوطني والتعمير التي يجب أن تضمن تنظيما منسجما للأراضي مع احترام ظروف عيش وراحة سكانها»، وتضيف المادة 5 «تأخذ وثائق التعمير بعين الاعتبار متطلبات حماية البيئة بما في ذلك احترام المواقع الطبيعية والخصوصيات الثقافية والمعمارية أثناء تحديد المناطق المخصصة للأنشطة الاقتصادية والسكن وللترفيه».
غير أن المشاريع «العملاقة» التي تحتكرها شركات عقارية على علاقة بالمجلس الجماعي للمدينة، وحدها التي تجاوزت علو 9 طوابق، في الوقت الذي لم يكن علو المباني، في كل الأوقات السابقة عن ولاية المجلس الحالي، يتجاوز 5 طوابق إلى 6 في أقصى الحالات، خاصة وأن مدينة المحمدية كما سبق الإشارة إليها، تصنف ضمن المدن الأكثر تلوثا على الإطلاق، وعلو البنايات بالشكل الذي يحدث اليوم لا يحترم الخصوصيات المعمارية والبيئية للمدينة، ويهدد بشكل خطير «جودة الهواء» الذي صنفت وزارة البيئة ضمنه مدينة المحمدية كواحدة من أكثر المدن نقصا في جودة الهواء.
طلب فتح تحقيق مجهول المصير بمكتب بنكيران
مشاكل التعمير وزحف المشاريع العقارية على كل متر من تراب المدينة، والتماس المثير بين الاستثمار العقاري وما يخوله القانون لرئيس المجلس الجماعي من صلاحيات واسعة في هذا المجال، وجمعه بين الاثنين، وصلت سنة 2012 إلى مجلس النواب وإلى مكتب رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، حيث سبق للفريق الاشتراكي بالمجلس أن وجه مذكرة طالب فيها بفتح تحقيق فيما أسماه حينها «منطق التحكم في المصير الترابي للمدينة، عبر وجود عدد من الفاعلين في العملية، معنيين بالعقارات التي حظيت بالامتيازات التي أقرها التصميم في نسخته المصادق عليها»، وانتقد طلب فتح التحقيق، الذي لم يخل من التباس في تحديد هذه الجهات على نحو صريح، تصميم تهيئة المحمدية، ورأى أنه ستكون له انعكاسات اجتماعية، خاصة في الجانب المتعلق بالتعلية، في أوساط الأحياء التي تقطن بها الطبقات المتوسطة والأحياء الشعبية بالمدينة، معتبرا أن مجريات إعداد تصميم تهيئة المحمدية والمصادقة عليه، مصادرة لحق المدينة وسكانها وفاعليها المساهمة في وضع التصميم الترابي والمجالي الملائم لمدينتهم.
وقبل أن تختفي مثل هذه الانتقادات اعتبر الفريق الاشتراكي أن «مدينة المحمدية عاشت طيلة الشهور الماضية (2012) ورشا مصيريا في تاريخها المجالي، يتعلق بإعداد وثيقة تصميم التهيئة التي تعتبر من الوثائق المرجعية الأساسية التي تنمط المستقبل الترابي وتحدد هوية المدينة وتوجهاتها الكبرى»، وأن كافة المنتخبين والفاعلين بالمدينة واكبوا إعداد هذه الوثيقة، إلا أنهم تفاجؤوا بكون المساطر ومناهج التحضير وآليات التفكير لا تواكب التحولات البنيوية التي عرفها المغرب خاصة بعد المصادقة على الدستور الجديد»، واتهم نواب الاتحاد الاشتراكي ضمن ذات الطلب، جهات لم يسمها، بالالتفاف على المقاربة التشاركية خلال جميع مراحل التحضير لتصميم التهيئة، وتغليبها الهاجس التقني «الضيق» على حساب سؤال هوية المدينة وضبط نشاطاتها الأساسية».
الطلب الذي بقي مجهول المصير، كشف أن «تصميم التهيئة المصادق عليه لم يأخذ بعين الاعتبار مداولات المنتخبين خلال دورة الجماعة الحضرية التي خصصت لهذا الغرض، بالإضافة إلى أنه يفتح مجالات أكبر لمنح الاستثناءات في بدايات تطبيقه، وهو ما يطرح إشكالات الحكامة الترابية» ، المثير أن دورات المجلس الجماعي لمدينة المحمدية وعلى غير عادة المجالس المنتخبة، تمر في صمت وهدوء غير عادي، فدورة أكتوبر الأخيرة مرت بسرعة البرق، ولم تشهد أية نقاشات رغم وجود معارضة داخل المجلس أبرزها منتخبون ينتمون لحزب الاتحاد الاشتراكي نفسه الذي أوصل ملف التهيئة الحضرية لمكتب رئيس الحكومة، لكن التقديرات السياسية ربما تتغير، وربما الحسابات تختلف حسب السياق والمصالح، والثابت الوحيد الذي لا يتغير هو استمرار لوبيات العقار في مسخ هوية المدينة وابتلاع ما تبقى من فضاءات خضراء وغزو «الفضاء» بإضافة طوابق أكثر.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
هل تؤدي فاجعة بوركون إلى سحب ملف التعمير من يد المنتخبين؟
منعشون يطالبون بإحداث هيئة وطنية و هيئات إقليمية للتعمير تضم كل المتدخلين في القطاع
جرائم التعمير
لجنة تفتيش مركزية من وزارة الدّاخلية تنتقل إلى فاس للوقوف على اختلالات وخروقات التعمير
شخصيات نافدة بأكادير تستولي على أماكن عمومية
شخصيات نافدة بأكادير تستولي على أماكن عمومية.
أبلغ عن إشهار غير لائق