اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    من يحمي ادريس الراضي من محاكمته؟    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"        حداد وطني بفرنسا تضامنا مع ضحايا إعصار "شيدو"    الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    ترامب يؤكد التصدي للتحول الجنسي    "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    توقيف شخص بالبيضاء بشبهة ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير        تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المساء » تكشف حكايات مثيرة لمغاربة اختطفهم الجيش الجزائري
مئات ‬المغاربة ‬من ‬سكان ‬الشريط ‬الحدودي ‬يعيشون ‬قلقا ‬مزمنا ‬بسبب ‬تحرشات ‬الجيش ‬الجزائري
نشر في المساء يوم 04 - 12 - 2014

في ‬18 ‬أكتوبر ‬الماضي ‬اضطرت ‬الحكومة ‬المغربية ‬إلى ‬الرد ‬بقوة ‬على ‬الحادث ‬الخطير ‬الذي ‬تعرض ‬له ‬المواطن ‬المغربي ‬الصالحي ‬رزق ‬الله، ‬الذي ‬أصيب ‬برصاصة ‬في ‬الوجه، ‬انطلقت ‬من ‬سلاح ‬جندي ‬جزائري ‬بينما ‬كان ‬يقوم ‬بأشغال ‬اعتيادية ‬داخل ‬حقله ‬الواقع ‬بدوار ‬ولاد ‬صالح ‬التابع ‬للجماعة ‬القروية ‬بني ‬خالد ‬بضواحي ‬وجدة. ‬ردة ‬الفعل ‬القوية ‬الصادرة ‬عن ‬الحكومة ‬المغربية ‬كانت ‬تستوجب ‬أكثر ‬من ‬تفسير، ‬أولها ‬ازدياد ‬عمليات ‬إطلاق ‬النار ‬من ‬طرف ‬الجيش ‬الجزائري ‬على ‬مواقع ‬داخل ‬التراب ‬المغربي، ‬واختطاف ‬مواطنين ‬مغاربة ‬من ‬داخل ‬الأراضي ‬المغربية ‬ونقلهم ‬إلى ‬داخل ‬التراب ‬الجزائري ‬ومحاكمتهم ‬بتهم ‬دخول ‬التراب ‬الجزائري ‬بطريقة ‬غير ‬شرعية. ‬هذا ‬الحادث ‬الدموي ‬الذي ‬ذهب ‬ضحيته ‬المواطن ‬المغربي ‬المذكور، ‬يسلط ‬الضوء ‬على ‬ظروف ‬وأحداث ‬مؤلمة ‬واجهها ‬ويواجهها ‬يوميا ‬مئات ‬المواطنين ‬المغاربة ‬الذين ‬يعيشون ‬على ‬الحدود ‬المشتركة ‬مع ‬الجزائر، ‬والذين ‬أصبحوا ‬معرضين ‬في ‬كل ‬لحظة ‬لتجاوزات ‬واعتداءات ‬الجيش ‬وحرس ‬الحدود ‬الجزائريين، ‬هذا ‬الوضع ‬دفع ‬االمساءب ‬إلى ‬الانتقال ‬إلى ‬شريط ‬الحدود ‬الشرقية ‬المشتركة ‬مع ‬الجزائر ‬لنقل ‬حكايات ‬مؤلمة ‬لمغاربة ‬ذهبوا ‬ضحية ‬تعسف ‬وتجاوزات ‬الجيش ‬الجزائري ‬على ‬الحدود ‬المشتركة.‬
ظل ‬سكان ‬الحدود ‬الجنوبية ‬الشرقية ‬المشتركة ‬مع ‬الجزائر ‬يعيشون ‬حياة ‬هادئة ‬إلى ‬حدود ‬تفجر ‬الخلافات ‬السياسية ‬بين ‬البلدين، ‬ووصلت ‬معاناة ‬سكان ‬الشريط ‬الحدودي ‬ذروتها ‬سنة ‬1994 ‬حينما ‬قررت ‬الجزائر ‬من ‬جانب ‬واحد ‬إغلاق ‬حدودها ‬المشتركة ‬مع ‬المغرب، ‬لتبدأ ‬معاناة ‬سكان ‬الشريط ‬الحدودي ‬المشترك. ‬
اليوم ‬وكما ‬لاحظت ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬خلال ‬جولتها ‬بالمنطقة ‬الأمور ‬أصبحت ‬أكثر ‬تعقيدا، ‬بعد ‬أن ‬رفع ‬المغرب ‬من ‬حالة ‬الاستنفار ‬على ‬شريطه ‬الحدودي ‬عقب ‬حادث ‬إطلاق ‬النار ‬الذي ‬أدى ‬إلى ‬إصابة ‬مواطن ‬بجروح ‬خطيرة ‬في ‬الوجه ‬بينما ‬كان ‬داخل ‬التراب ‬المغربي، ‬فعناصر ‬القوات ‬المسلحة ‬الملكية ‬العاملة ‬بالمراكز ‬الحدودية، ‬التي ‬تمت ‬الزيادة ‬في ‬عددها، ‬أصبحوا ‬أكثر ‬تشددا ‬مع ‬المواطنين ‬المغاربة ‬ويصدرون ‬لهم ‬تعليمات ‬واضحة ‬بعدم ‬الاقتراب ‬من ‬الحدود ‬مخافة ‬دخولهم ‬التراب ‬الجزائري، ‬خاصة ‬في ‬المناطق ‬الحدودية ‬الواقعة ‬بمدينة ‬فكيك ‬التي ‬توجد ‬بها ‬حدود ‬جغرافية ‬مفتوحة ‬بين ‬البلدين، ‬والتي ‬أصبح ‬فيها ‬الجيش ‬الجزائري ‬يتحرك ‬بسياراته ‬رباعية ‬الدفع ‬بمجرد ‬رؤية ‬أي ‬مدني ‬مغربي ‬يقترب ‬من ‬‮«‬واد ‬زوزفانة‮»‬ ‬الذي ‬كان ‬إلى ‬وقت ‬قريب ‬تابعا ‬للجانب ‬المغربي ‬ويستغل ‬مياهه ‬فلاحو ‬المنطقة ‬في ‬عمليات ‬ري ‬الأراضي ‬الزراعية ‬الخصبة ‬لمدينة ‬فكيك، ‬إلا ‬أنهم ‬أصبحوا ‬اليوم ‬ممنوعين ‬من ‬الاقتراب ‬منه ‬تحت ‬تهديد ‬رصاص ‬جنود ‬الجيش ‬الجزائري، ‬الذين ‬يمشطون ‬المكان ‬على ‬مدار ‬اليوم.‬
أراض ‬مصادرة ‬بقوة ‬الرصاص ‬
يتحسر ‬سكان ‬مدينة ‬فكيك ‬على ‬أراضي ‬أجدادهم ‬التي ‬أصبحوا ‬ممنوعين ‬من ‬الوصول ‬إليها ‬بفعل ‬سيطرة ‬الجيش ‬الجزائري ‬عليها، ‬ويؤكد ‬مسؤولو ‬جمعية ‬إنصاف ‬متضرري ‬فكيك ‬الذين ‬التقتهم ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬بالمدينة ‬الحدودية ‬على ‬أن ‬سكان ‬المدينة ‬الذين ‬يقطنون ‬على ‬الشريط ‬الحدودي ‬مع ‬الجزائر ‬فقدوا ‬على ‬مدى ‬السنوات ‬الماضية ‬ما ‬يناهز ‬130 ‬ألف ‬نخلة ‬مثمرة، ‬وهو ‬ما ‬يمثل ‬عمليا ‬فقدان ‬منتوج ‬سنوي ‬مهم ‬من ‬التمور ‬يقدر ‬حسب ‬التقديرات ‬التي ‬قامت ‬به ‬السلطات ‬المحلية ‬ما ‬يقارب ‬11 ‬ألف ‬طن ‬من ‬التمور، ‬إلى ‬جانب ‬فقدان ‬منتوج ‬سنوي ‬من ‬الأعلاف ‬يقدر ‬بخمسة ‬آلاف ‬طن، ‬إضافة ‬إلى ‬باقي ‬المنتجات ‬الفلاحية ‬التي ‬كانت ‬تجود ‬بها ‬تلك ‬الأراضي ‬الخصبة ‬من ‬خضروات ‬وحبوب ‬كان ‬السكان ‬المحليون ‬يعتمدون ‬عليها ‬في ‬تغذيتهم. ‬سكان ‬الشريط ‬الحدودي ‬وخاصة ‬الفلاحين ‬فقدوا ‬كذلك ‬صبيبا ‬مهما ‬من ‬مياه ‬السقي ‬كان ‬يوفره ‬واد ‬زوزفانة ‬والعيون ‬المائية ‬المنتشرة ‬بالمنطقة، ‬وهو ‬ما ‬فرض ‬على ‬مجموعة ‬من ‬العائلات ‬يقدر ‬عددها ‬بأزيد ‬من ‬200 ‬عائلة، ‬الرحيل ‬عن ‬أراض ‬خصبة ‬ورثوها ‬عن ‬أجدادهم.‬
ويتحدث ‬نشطاء ‬الجمعية ‬عن ‬مجزرة ‬بيئية ‬قام ‬بها ‬الجيش ‬الجزائري ‬في ‬حق ‬واحات ‬النخيل ‬المغربية ‬التي ‬تم ‬ضمها ‬إلى ‬التراب ‬الجزائري، ‬حيث ‬تم ‬حرقها ‬وتخريبها ‬بطريقة ‬بشعة ‬بعد ‬الاستيلاء ‬عليها ‬وحرمان ‬سكان ‬المنطقة ‬من ‬الاستفادة ‬من ‬خيراتها. ‬ويعتبرون ‬أن ‬الخطير ‬في ‬الأمر ‬هو ‬وجود ‬عائلات ‬من ‬المدينة ‬تملك ‬أراضي ‬زراعية ‬لم ‬تعد ‬تستطيع ‬الوصول ‬إليها، ‬بفعل ‬ضمها ‬من ‬طرف ‬الجزائر ‬وخوفها ‬من ‬الاعتداء، ‬الذي ‬قد ‬يتعرضون ‬له ‬من ‬طرف ‬جنود ‬الجيش ‬الجزائري.‬
على ‬الحدود ‬الرصاص ‬أولا ‬
كان ‬الحادث ‬الأول ‬الذي ‬دفع ‬السلطات ‬المغربية ‬إلى ‬تشديد ‬المراقبة ‬والرد ‬على ‬الاستفزازات، ‬التي ‬يقوم ‬بها ‬الجيش ‬الجزائري ‬على ‬الحدود ‬الشرقية ‬المشتركة ‬هي ‬الاعتداء ‬ودون ‬سبب ‬على ‬النقطة ‬الحدودية ‬أم ‬جرمان ‬التي ‬تقع ‬قرب ‬مدينة ‬فكيك ‬من ‬خلال ‬إصدار ‬بلاغ ‬شديد ‬اللهجة ‬من ‬طرف ‬وزارة ‬الداخلية ‬بعد ‬اعتداء ‬عناصر ‬من ‬الجيش ‬الوطني ‬الشعبي ‬الجزائري ‬بإطلاق ‬عيارات ‬نارية ‬في ‬اتجاه ‬مركز ‬المراقبة ‬المغربي ‬آيت ‬جرمان ‬بالشريط ‬الحدودي ‬المغربي ‬الجزائري ‬بإقليم ‬فجيج. ‬وأن ‬رصاصتين ‬اخترقتا ‬جدار ‬هذا ‬المركز ‬الحدودي، ‬دون ‬تسجيل ‬إصابات.‬
وجاء ‬الاعتداء ‬الجزائري ‬على ‬المركز ‬الحدودي ‬المغربي ‬بعد ‬سلسلة ‬من ‬العمليات ‬المشابهة ‬كان ‬المستهدف ‬من ‬خلالها ‬كل ‬ما ‬هو ‬مغربي، ‬خاصة ‬على ‬النقاط ‬الحدودية، ‬بعد ‬أن ‬أصيب ‬مواطن ‬برصاص ‬الجنود ‬الجزائريين، ‬كما ‬رفع ‬المعتدون ‬أنفسهم ‬بنادقهم ‬في ‬وجه ‬مهاجرين ‬مغاربة، ‬فضلا ‬عن ‬الاعتداءات ‬المتكررة ‬والاستفزازات ‬التي ‬تطال ‬المواطنين ‬المغاربة ‬من ‬سكان ‬نقاط ‬التماس ‬مع ‬الجارة ‬الشرقي، ‬التي ‬تخلف ‬مآسي ‬اجتماعية ‬بالنسبة ‬لمجموعة ‬من ‬العائلات، ‬التي ‬فقدت ‬جميع ‬أموالها ‬بعد ‬مصادرة ‬قطعانها ‬من ‬طرف ‬الجيش ‬الجزائري.‬
3 ‬رصاصات ‬وإصابات ‬مباشرة ‬
وكان ‬من ‬أبرز ‬الاعتداءات ‬المسلحة ‬التي ‬يتعرض ‬لها ‬من ‬حين ‬لآخر ‬سكان ‬المناطق ‬الحدودية ‬المشتركة ‬مع ‬الجزائر، ‬التي ‬وصل ‬صداها ‬إلى ‬الرأي ‬العام ‬الوطني ‬والدولي ‬إطلاق ‬النار، ‬الذي ‬تعرض ‬له ‬المواطن ‬المغربي ‬الصلحي ‬رزق ‬الله ‬بينما ‬كان ‬يهم ‬بمراقبة ‬فلاحين ‬يعملون ‬داخل ‬أرضه ‬بتكليف ‬من ‬والده.‬
هذا ‬الاعتداء ‬كان ‬صداه ‬قويا ‬وسلط ‬الضوء ‬على ‬المآسي ‬اليومية ‬التي ‬يعيشها ‬سكان ‬المناطق ‬الحدودية ‬مع ‬الجزائر، ‬بعد ‬أن ‬عبرت ‬الحكومة ‬خلال ‬اجتماع ‬مصغر ‬لكل ‬من ‬وزراء ‬الداخلية ‬والخارجية ‬والاتصال ‬عن ‬استياء ‬وقلق ‬المغرب ‬الكبيرين ‬للحادث ‬الخطير ‬الذي ‬وقع ‬على ‬مستوى ‬الحدود ‬المغربية ‬الجزائرية.‬
وتعود ‬تفاصيل ‬الاعتداء، ‬حسب ‬سكان ‬المنطقة، ‬إلى ‬إطلاق ‬عنصر ‬من ‬الجيش ‬الجزائري ‬ل ‬3 ‬عيارات ‬نارية ‬بالرصاص ‬الحي ‬على ‬عشرة ‬مدنيين ‬مغاربة ‬على ‬مستوى ‬الشريط ‬الحدودي ‬لدوار ‬أولاد ‬صالح، ‬التابع ‬للجماعة ‬القروية ‬بني ‬خالد ‬الواقعة ‬على ‬بعد30 ‬كلم ‬شمال ‬شرق ‬مدينة ‬وجدة. ‬ليصاب ‬خلال ‬هذا ‬الحادث ‬المواطن ‬المغربي ‬الصالحي ‬رزق ‬الله، ‬البالغ ‬من ‬العمر ‬28 ‬سنة، ‬بجروح ‬بليغة ‬في ‬الوجه.‬
ليتم ‬نقله ‬على ‬وجه ‬السرعة ‬إلى ‬مستشفى ‬الفارابي ‬بوجدة، ‬حيث ‬اعتبر ‬الطاقم ‬الطبي ‬حالته ‬الصحية ‬حرجة ‬جدا. ‬ورغم ‬تماثله ‬اليوم ‬للشفاء ‬إلا ‬أن ‬آثار ‬الندوب ‬على ‬وجهه ‬ستذكره ‬في ‬كل ‬لحظة ‬ببشاعة ‬الاعتداء ‬المسلح ‬الذي ‬تعرض ‬له.‬
ورغم ‬تنديد ‬الحكومة ‬المغربية ‬بقوة ‬بما ‬وصفته ‬بالمس ‬المباشر ‬وغير ‬المقبول ‬لحياة ‬المواطنين ‬المدنيين ‬المغاربة ‬من ‬طرف ‬الجيش ‬الجزائري، ‬وشجبها ‬لهذا ‬التصرف ‬غير ‬المسؤول ‬والذي ‬ينضاف ‬إلى ‬الأفعال ‬المستفزة ‬الأخرى ‬التي ‬تم ‬تسجيلها ‬في ‬الآونة ‬الأخيرة ‬على ‬مستوى ‬الشريط ‬الحدودي، ‬فإن ‬الجيش ‬الجزائري ‬يواصل ‬مضايقة ‬سكان ‬المنطقة ‬الذين ‬يشتغلون ‬بالرعي، ‬والذين ‬يعيشون ‬كابوسا ‬يوميا ‬مرعبا ‬مخافة ‬اختطافهم ‬من ‬طرف ‬الجنود ‬الجزائريين ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي.‬
السياج ‬الحديدي.. ‬الحل ‬الذي ‬ينتظره ‬السكان
‬أدى ‬توالي ‬الحوادث ‬التي ‬يرتكبها ‬الجيش ‬الجزائري ‬في ‬حق ‬المواطنين ‬المغاربة ‬من ‬المدنيين، ‬إضافة ‬إلى ‬التهديدات ‬الإرهابية ‬المحتمل ‬دخولها ‬إلى ‬المغرب ‬عبر ‬الحدود ‬الشرقية ‬إلى ‬اتخاذ ‬قرار ‬ببناء ‬سياج ‬حديدي ‬على ‬جانب ‬مهم ‬من ‬الحدود ‬المشتركة ‬بين ‬البلدين، ‬من ‬أجل ‬التقليل ‬من ‬حدة ‬المشاكل ‬التي ‬تعرفها ‬الحدود. ‬
ويبلغ ‬طول ‬السياج ‬الحديدي ‬الذي ‬يتم ‬تشييده ‬على ‬الحدود ‬البرية ‬مع ‬الجزائر، ‬حوالي ‬110 ‬كيلومترات، ‬بدلا ‬70 ‬كيلومترا ‬فقط ‬التي ‬كانت ‬مقررة ‬من ‬قبل، ‬بعد ‬ازدياد ‬وتيرة ‬التحرشات ‬الجزائرية ‬على ‬المواطنين ‬المغاربة ‬من ‬سكان ‬المناطق ‬الحدودية.‬
ووصلت ‬الأشغال ‬إلى ‬مستويات ‬مهمة، ‬حسب ‬سكان ‬المناطق ‬القريبة ‬الذين ‬التقتهم ‬‮«‬المساء‮»‬، ‬والذين ‬أكدوا ‬أن ‬السياج ‬الحدودي ‬سيمنع ‬عنهم ‬التهديدات ‬التي ‬كانوا ‬يتعرضون ‬لها ‬من ‬قبل ‬الجنود ‬الجزائريين ‬بينما ‬هم ‬يمارسون ‬أعمالهم ‬بالأراضي ‬القريبة ‬من ‬الشريط ‬الحدودي.‬
ووصلت ‬نسبة ‬تسييج ‬الحدود ‬إلى ‬أزيد ‬من ‬70 ‬كيلومترا ‬بعد ‬الإجراءات ‬التي ‬أعلنتها ‬الحكومة ‬المغربية ‬لمواجهة ‬التهديدات ‬الإرهابية، ‬ومكافحة ‬تهريب ‬البشر ‬وأقراص ‬القرقوبي، ‬التي ‬تغرق ‬السوق ‬المغربي ‬والتي ‬تدخل ‬من ‬الجزائر. ‬وسيناهز ‬علو ‬هذا ‬السياج ‬3 ‬أمتار، ‬وسيمتد ‬في ‬3 ‬أقاليم ‬هي ‬وجدة ‬وبركان ‬وجرادة.‬
وسيشمل ‬السياج ‬الحديدي ‬المناطق ‬الإستراتيجية ‬والحيوية ‬على ‬طول ‬الحدود ‬الشرقية ‬مع ‬الجزائر، ‬وذلك ‬من ‬مدينة ‬السعيدية ‬التي ‬تطل ‬على ‬البحر ‬المتوسط ‬إلى ‬قبيلة ‬سيدي ‬عيسى، ‬بإقليم ‬جرادة.‬
وسيبقى ‬سكان ‬المناطق ‬الحدودية ‬الذين ‬لم ‬يصلهم ‬السياج ‬عرضة ‬لتحرشات ‬الجيش ‬الجزائري ‬الذي ‬يدخل ‬الأراضي ‬المغربية ‬بين ‬الفينة ‬والأخرى ‬لمطاردة ‬بعض ‬الرعاة ‬واعتقالهم ‬ونقلهم ‬إلى ‬داخل ‬التراب ‬الجزائري، ‬تحت ‬ذريعة ‬أنهم ‬دخلوا ‬الأراضي ‬الجزائرية ‬بطريقة ‬غير ‬شرعية.‬
بوجمعة ‬الطويل.. ‬إفلاس ‬عائلة ‬صادر ‬الجيش ‬الجزائري ‬قطيعها
من ‬حكايات ‬الاختطاف ‬المثيرة ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬حكاية ‬بوجمعة ‬الطويل، ‬الذي ‬تم ‬اعتقاله ‬رفقة ‬اثنين ‬من ‬أصدقائه ‬من ‬منطقة ‬جبل ‬كروز ‬الحدودية، ‬بينما ‬كانوا ‬يقومون ‬برعي ‬الأغنام، ‬ويؤكد ‬بوجمعة ‬أنه ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬تمكن ‬فيه ‬الجيش ‬الجزائري ‬من ‬اختطافهم ‬تمكن ‬ستة ‬أشخاص ‬آخرين، ‬كانوا ‬يشتغلون ‬في ‬رعي ‬الأغنام ‬بالمنطقة ‬الحدودية ‬مع ‬الجزائر، ‬من ‬الفرار ‬رغم ‬العيارات ‬النارية ‬التي ‬أطلقها ‬الجنود ‬الجزائريون ‬من ‬أجل ‬توقيفهم.‬
ويوضح ‬بوجمعة، ‬الذي ‬التقته ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬بمدينة ‬بوعرفة، ‬أن ‬اختطافه ‬تم ‬من ‬طرف ‬حرس ‬الحدود ‬الجزائريين ‬حوالي ‬الساعة ‬التاسعة ‬صباحا ‬بينما ‬كان ‬يرعى ‬أغنامه ‬داخل ‬التراب ‬المغربي، ‬حيث ‬تم ‬اقتياده ‬رفقة ‬زميليه ‬على ‬القدمين ‬داخل ‬التراب ‬الجزائري ‬إلى ‬حدود ‬غروب ‬الشمس، ‬حيث ‬تم ‬إركابهم ‬في ‬سيارات ‬تابعة ‬لحرس ‬الحدود ‬الجزائري ‬كانت ‬تراقبهم ‬منذ ‬لحظة ‬اختطافهم ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي.‬
ويحكي ‬بوجمعة ‬بحرقة ‬عن ‬المعاناة ‬التي ‬عاشها ‬رفقة ‬زميليه ‬بعد ‬نقلهم ‬إلى ‬داخل ‬التراب ‬الجزائري، ‬وكيف ‬قاموا ‬بنقلهم ‬إلى ‬منطقة ‬موغل ‬حيث ‬قضوا ‬الليل ‬رهن ‬التحقيق ‬وتم ‬إنجاز ‬محاضر ‬لهم، ‬ليتم ‬تسليمهم ‬إلى ‬درك ‬مدينة ‬بشار ‬في ‬اليوم ‬الموالي، ‬حيث ‬تم ‬التحقيق ‬معهم ‬من ‬جديد، ‬وهي ‬العملية ‬التي ‬استمرت ‬حوالي ‬الشهر ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬تحويلهم ‬إلى ‬المحكمة ‬في ‬مدينة ‬بشار. ‬
وبعد ‬التحقيقات ‬قضت ‬محكمة ‬بشار ‬في ‬حق ‬الثلاثة ‬بسنتين ‬رغم ‬استعانتهم ‬بمحامين، ‬ورغم ‬الاستئناف ‬تم ‬تثبيت ‬الحكم ‬الأول ‬الذي ‬صدر ‬في ‬حقهم، ‬وتم ‬تحويلهم ‬إلى ‬سجن ‬بشار ‬الذي ‬أمضوا ‬به ‬17 ‬شهرا ‬رهن ‬الاعتقال، ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬الإفراج ‬عنهم ‬خلال ‬عملية ‬العفو ‬التي ‬كانت ‬تتم ‬بشكل ‬دوري ‬في ‬الأعياد ‬الوطنية ‬والدينية ‬التي ‬تعرفها ‬الجزائر، ‬ليتم ‬تسليمهم ‬إلى ‬السلطات ‬المغربية ‬عن ‬طريق ‬المعبر ‬الحدودي ‬لمدينة ‬فكيك.‬
غير ‬أن ‬القرار ‬الذي ‬كان ‬أكثر ‬إيلاما ‬لبوجمعة ‬وزملائه ‬هو ‬مصادرة ‬الجيش ‬الجزائري ‬للقطيع ‬الذي ‬كان ‬بحوزتهم، ‬والذي ‬بلغ ‬عدده ‬ما ‬يفوق ‬1600 ‬رأس ‬من ‬الغنم، ‬وهو ‬كل ‬ما ‬كانت ‬تتوفر ‬عليه ‬عائلته ‬وعائلات ‬زميليه ‬اللذين ‬اعتقلا ‬معه ‬في ‬العملية ‬ذاتها. ‬
عبد ‬القادر ‬الطويل.. ‬راعي ‬أفلت ‬من ‬الاختطاف
كجل ‬الحالات ‬التي ‬صادفتها ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬خلال ‬جولتها ‬على ‬الشريط ‬الحدودي ‬لشرق ‬المملكة، ‬يحكي ‬عبد ‬القادر ‬الطويل ‬أنه ‬أفلت ‬من ‬الجنود ‬الجزائريين ‬بأعجوبة ‬بينما ‬كان ‬يرعى ‬قطيعه ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬بمنطقة ‬الواد ‬الجديد ‬بالمنكوب، ‬ويضيف ‬أنه ‬وبينما ‬كان ‬يرعى ‬قطيعه ‬المكون ‬من ‬513 ‬رأسا ‬من ‬الغنم ‬بالمنطقة ‬المذكورة ‬لاحظ ‬دورية ‬للجيش ‬الجزائري ‬تقترب ‬من ‬بعيد ‬إلى ‬المنطقة ‬فهم ‬بمغادرة ‬المكان ‬مخافة ‬اعتقاله ‬ونقله ‬إلى ‬داخل ‬التراب ‬الجزائري.‬
ويضيف ‬أن ‬دورية ‬الجيش ‬الجزائري ‬التي ‬اقتحمت ‬التراب ‬المغربي ‬قامت ‬بعد ‬أن ‬تمكن ‬من ‬الفرار ‬باعتقال ‬أحد ‬الرعاة، ‬الذين ‬كانوا ‬قرب ‬المكان ‬وصادروا ‬القطيع ‬بعدما ‬نسبوه ‬إليه، ‬وقاموا ‬بنقل ‬الجميع ‬إلى ‬داخل ‬التراب ‬الجزائري ‬لتجري ‬متابعتهم ‬بتهمة ‬دخول ‬الأراضي ‬الجزائرية ‬بطريقة ‬غير ‬شرعية، ‬علما ‬أنهم ‬كانوا ‬يقومون ‬برعي ‬أغنامهم ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬وأن ‬دورية ‬الجيش ‬الجزائري ‬هي ‬من ‬قامت ‬باختطافهم ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي.‬
ويوضح ‬الطويل ‬أن ‬الراعي، ‬الذي ‬اعتقل ‬مكانه ‬ويدعى ‬مومن ‬مختاري ‬تم ‬الحكم ‬عليه ‬بالسجن ‬من ‬طرف ‬محكمة ‬جزائرية ‬لمدة ‬سنتين ‬وأربعة ‬أشهر ‬بالتهمة ‬الجاهزة، ‬التي ‬يتم ‬اللجوء ‬إليها ‬كلما ‬تم ‬اختطاف ‬أحد ‬الرعاة ‬المغاربة ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬إلى ‬داخل ‬التراب ‬الجزائري.‬
بشيري.. ‬من ‬جمع ‬الترفاس ‬إلى ‬سجن ‬بشار
حكاية ‬عمار ‬بشيري ‬مختلفة، ‬فهو ‬لم ‬يختطف ‬لأنه ‬كان ‬يرعى ‬قطيعا، ‬بل ‬كان ‬يقوم ‬بجمع ‬الترفاس ‬في ‬الجانب ‬المغربي ‬من ‬منطقة ‬عين ‬الشعير ‬الحدودية ‬فإذا ‬به ‬يفاجأ ‬بالجنود ‬الجزائريين ‬يقفون ‬أمامه ‬بأسلحتهم ‬ويقومون ‬باختطافه ‬رغم ‬أنه ‬كان ‬على ‬الجانب ‬المغربي ‬من ‬الحدود. ‬ليجري ‬نقله ‬إلى ‬مفوضية ‬الدرك ‬بنطقة ‬موغل ‬من ‬الواحدة ‬بعد ‬الظهر ‬إلى ‬التاسعة ‬ليلا ‬حيث ‬تعرض ‬للضرب ‬وجميع ‬أشكال ‬التعذيب ‬والمعاملة ‬الحاطة ‬بالكرامة ‬الإنسانية، ‬وبعد ‬أن ‬لم ‬يجدوا ‬لديه ‬أي ‬معلومات ‬أنجزوا ‬له ‬محضرا ‬ونقلوه ‬في ‬الصباح ‬إلى ‬مدينة ‬بشار ‬لتقديمه ‬أمام ‬وكيل ‬الجمهورية ‬الذي ‬أحاله ‬على ‬المحكمة. ‬
ورغم ‬إثباته ‬بأن ‬الجيش ‬الجزائري ‬اعتقله ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬بمنطقة ‬تسمى ‬جبل ‬غياب، ‬الذي ‬يقع ‬داخل ‬التراب ‬المغربي، ‬الذي ‬يبعد ‬حوالي ‬أربعة ‬كيلومترات ‬عن ‬منطقة ‬عين ‬الشعي، ‬فإن ‬المحكمة ‬قضت ‬في ‬حقه ‬بثلاثة ‬أشهر ‬موقوفة ‬التنفيذ، ‬لتتم ‬إعادته ‬إلى ‬مفوضية ‬الشرطة ‬بمدينة ‬بشار ‬الذي ‬ظل ‬فيها ‬ثلاثة ‬أيام ‬قبل ‬أن ‬يقوموا ‬بتسليمه ‬إلى ‬الجمارك ‬المغربية، ‬التي ‬أنجزت ‬له ‬محضرا ‬أحيل ‬بموجبه ‬على ‬النيابة ‬العامة ‬التي ‬أحالته ‬على ‬الجلسة ‬في ‬حالة ‬سراح ‬لتقرر ‬المحكمة ‬الابتدائية ‬لبوعرفة ‬تبرئته. ‬
سرفقة.. ‬أصغر ‬سجين ‬مغربي ‬بالسجون ‬الجزائرية
‬مأساة ‬عائلة ‬سرفقة ‬صفحة ‬جديدة ‬من ‬صفحات ‬المعاناة ‬التي ‬يواجهها ‬المغاربة ‬على ‬الحدود ‬الشرقية ‬مع ‬الجزائر. ‬الرجل ‬الذي ‬تجاوز ‬الستين ‬سنة ‬يحكي ‬ل»المساء‮»‬ ‬بحرقة ‬عن ‬ابنه ‬الذي ‬اختطف ‬حوالي ‬السنة ‬ولا ‬يعرف ‬عنه ‬أي ‬معطيات، ‬وقد ‬خسر ‬رفقة ‬شقيقه ‬ثروته ‬الصغيرة ‬التي ‬تمثلها ‬1280 ‬رأس ‬من ‬الغنم ‬التي ‬تمت ‬مصادرتها ‬وابنه ‬الذي ‬كان ‬رفقتها، ‬إضافة ‬إلى ‬عبد ‬القادر ‬القندوسي ‬الذي ‬تم ‬اختطافه ‬كذلك ‬من ‬داخل ‬الأراضي ‬المغربية ‬خلال ‬العملية ‬العسكرية ‬ذاتها.‬
ورغم ‬الجهود ‬التي ‬بذلها ‬عبد ‬القادر ‬أمام ‬الجهات ‬الرسمية ‬المغربية ‬داخل ‬المغرب ‬ولدى ‬القنصلية ‬المغربية ‬بوهران، ‬فإنه ‬لم ‬يتلق ‬أي ‬جواب ‬عن ‬مصير ‬ابنه ‬ومرافقه ‬اللذين ‬اختفيا ‬بينما ‬كانا ‬يرعيان ‬قطيع ‬العائلة ‬داخل ‬التراب ‬المغربي، ‬ويوضح ‬أن ‬العائلة ‬خسرت ‬كل ‬شيء ‬بعد ‬أن ‬كانت ‬تنوي ‬الاستقرار ‬وتوديع ‬حياة ‬الترحال، ‬من ‬خلال ‬بيع ‬جزء ‬منهم ‬من ‬القطيع ‬واقتناء ‬منزل ‬للعائلة ‬يقيها ‬مشاكل ‬التحولات ‬المناخية ‬التي ‬تعرفها ‬المنطقة.‬
عبد ‬القادر ‬سرفقة ‬تخلى ‬عن ‬حلمه ‬وحلم ‬العائلة ‬في ‬اقتناء ‬بيت ‬فهو ‬لم ‬يعد ‬يرغب ‬إلا ‬في ‬معرفة ‬مصير ‬ابنه، ‬الذي ‬اختفى ‬منذ ‬ما ‬يزيد ‬عن ‬السنة ‬دون ‬أن ‬يعرف ‬أي ‬معلومات ‬عن ‬مصيره، ‬وهل ‬لا ‬يزال ‬على ‬قيد ‬الحياة، ‬خاصة ‬أن ‬زوجته ‬وأبناءه ‬يواجهونه ‬يوميا ‬بأسئلة ‬حارقة ‬عن ‬مصير ‬والدهم ‬دون ‬أن ‬يملك ‬لها ‬جوابا.‬
الشرقي.. ‬حكاية ‬جندي ‬اختطفه ‬الجيش ‬الجزائري
حكاية ‬لحسن ‬الشرقي ‬أكثر ‬سوداوية ‬من ‬حكاية ‬زميله ‬حبيبي، ‬حيث ‬جرى ‬طرده ‬من ‬الجيش ‬بعد ‬أن ‬قضى ‬به ‬أزيد ‬من ‬20 ‬سنة، ‬ويحكي ‬ل»المساء‮»‬ ‬ببيت ‬والديه ‬المتواضع ‬بمدينة ‬بودنيب ‬كيف ‬التحق ‬بالجيش ‬سنة ‬1986، ‬وبعد ‬20 ‬سنة ‬من ‬الخدمة ‬العسكرية ‬وجد ‬نفسه ‬في ‬الشارع ‬دون ‬أي ‬تعويض. ‬
وتعود ‬فصول ‬حكايته ‬التي ‬يسردها ‬بمرارة ‬بالغة ‬ل»المساء‮»‬ ‬إلى ‬ال ‬11 ‬من ‬شهر ‬فبراير ‬2007 ‬في ‬مركز ‬المراقبة ‬بونصلا ‬الواقع ‬بمنطقة ‬عين ‬الشعير ‬التابع ‬للوحدة ‬الثالثة ‬لمراقبة ‬الحدود، ‬حيث ‬تم ‬اختطافه ‬من ‬طرف ‬أفراد ‬الجيش ‬الجزائري، ‬موضحا ‬أن ‬الحادث ‬وقع ‬بينما ‬كان ‬يريد ‬إقناع ‬3 ‬شباب ‬مغاربة، ‬كانوا ‬يتجهون ‬نحو ‬التراب ‬الجزائري، ‬بالعودة ‬إلى ‬داخل ‬التراب ‬الوطني، ‬وبعد ‬أن ‬اقترب ‬منهم ‬باغتته ‬وحدة ‬للجيش ‬الجزائري ‬داخل ‬التراب ‬المغربي، ‬حيث ‬تم ‬نقله ‬بعد ‬اعتقاله ‬إلى ‬مدينة ‬بوكايس، ‬ليتم ‬تسليمه ‬إلى ‬الدرك ‬الجزائري، ‬لكنه ‬لما ‬أخبرهم ‬بأنهم ‬اختطفوه ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬لم ‬يعيروا ‬كلامه ‬أي ‬أهمية، ‬وتم ‬التحقيق ‬معه، ‬وبعدها ‬تم ‬توجيهه ‬إلى ‬المحكمة ‬من ‬أجل ‬تهمتي ‬الدخول ‬إلى ‬التراب ‬الجزائري ‬بصفة ‬غير ‬شرعية ‬وحمل ‬سلاح ‬أبيض، ‬لأنهم ‬وجدوا ‬بحوزته ‬سكينا. ‬
ويوضح ‬الشرقي ‬أن ‬قائد ‬المنطقة ‬العسكرية ‬الذي ‬زاره ‬بمكتب ‬التحقيق ‬كان ‬يحمل ‬معه ‬ثلاثة ‬محاضر ‬معدة ‬سلفا، ‬واحد ‬به ‬ثلاث ‬قطع ‬أسلحة ‬كلاشنيكوف ‬قال ‬إنه ‬كان ‬يحاول ‬إدخالها ‬إلى ‬الجزائر، ‬والمحضر ‬الثاني ‬كان ‬يتهمه ‬بمحاولة ‬إدخال ‬5 ‬كيلوغرامات ‬من ‬الحشيش ‬إلى ‬الجزائر، ‬أما ‬المحضر ‬الثالث ‬فكان ‬يتهمه ‬بالتنسيق ‬مع ‬جماعة ‬أنصار ‬المهدي. ‬غير ‬أنه ‬رفض ‬التوقيع ‬على ‬المحاضر ‬المذكورة، ‬وأكد ‬أنه ‬تم ‬اختطافه ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬يوم ‬الأحد، ‬بينما ‬كان ‬يقوم ‬بعمله ‬في ‬حراسة ‬الحدود ‬عند ‬مركز ‬المراقبة ‬بونصلا،
لتتم ‬إحالته ‬على ‬محكمة ‬بشار ‬التي ‬قضت ‬في ‬حقه ‬بسنتين ‬نافذتين ‬ليقوم ‬باستئناف ‬الحكم، ‬لكن ‬المحكمة ‬أيدته، ‬وقضى ‬عشرة ‬أشهر ‬في ‬سجن ‬بشار، ‬ثم ‬استفاد ‬من ‬العفو ‬بمناسبة ‬عيد ‬الأضحى، ‬حيث ‬تم ‬تسليمه ‬من ‬طرف ‬السلطات ‬الجزائرية ‬إلى ‬جمارك ‬مدينة ‬فكيك، ‬التي ‬قامت ‬بدورها ‬بتسليمه ‬إلى ‬الجيش ‬على ‬اعتبار ‬أنه ‬عسكري ‬وتم ‬نقله ‬إلى ‬المحكمة ‬العسكرية ‬بعد ‬أن ‬وجهت ‬له ‬تهمة ‬الفرار ‬من ‬الجندية، ‬وتم ‬الحكم ‬عليه ‬بسنة ‬حبسا ‬قضاها ‬بأكملها، ‬لكن ‬الغريب ‬في ‬الأمر، ‬حسب ‬الشرقي، ‬أن ‬السلطات ‬المغربية ‬لم ‬تخبر ‬عائلته ‬بما ‬حدث ‬له ‬ولا ‬بمكانه ‬ولا ‬بخبر ‬تسليمه ‬ولا ‬اعتقاله. ‬
عدي ‬عدي.. ‬حكاية ‬آخر ‬المختطفين ‬
حكاية ‬أخرى ‬مثيرة ‬يرويها ‬سعيد ‬عدي، ‬أخ ‬المختطف ‬عدي ‬عدي، ‬الذي ‬اختطف ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬من ‬طرف ‬الجيش ‬الجزائري ‬بمنطقة ‬كمكوم ‬زلمو ‬الواقعة ‬بضواحي ‬عين ‬الشعير ‬شهر ‬فبراير ‬الماضي.‬
ويحكي ‬شقيق ‬الضحية، ‬الذي ‬التقته ‬‮«‬المساء‮»‬ ‬بأحد ‬مقاهي ‬مدينة ‬بوعرفة، ‬بأن ‬شقيقه ‬خرج ‬كعادته ‬حوالي ‬الخامسة ‬صباحا ‬من ‬أجل ‬رعي ‬قطيع ‬العائلة، ‬لكنه ‬لم ‬يعد ‬ذلك ‬اليوم ‬كما ‬تعود ‬على ‬ذلك ‬في ‬السادسة ‬مساء ‬بعد ‬غروب ‬الشمس، ‬ويوضح ‬أن ‬شهودا ‬أكدوا ‬للعائلة ‬أنهم ‬عاينوا ‬عملية ‬اختطاف ‬عدي ‬من ‬طرف ‬دورية ‬للجيش ‬الجزائري ‬مكونة ‬من ‬سيارتين ‬رباعتي ‬الدفع، ‬توغلتا ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬بعيدا ‬عن ‬النقطة ‬الحدودية ‬التي ‬ترابط ‬بها ‬حوالي ‬16 ‬كيلومترا ‬لتقوم ‬باختطافه ‬رفقة ‬راعيين ‬آخرين ‬أحدهما ‬يدعى ‬رمضان ‬علوي، ‬ويبلغ ‬من ‬العمر ‬62 ‬سنة، ‬فيما ‬يدعى ‬الثاني ‬عبد ‬القادر ‬عدي ‬ويبلغ ‬من ‬العمر ‬15 ‬سنة ‬وكانا ‬يتوليان ‬كذلك ‬رعي ‬قطيع ‬للأغنام ‬بالمنطقة ‬المذكورة ‬قبل ‬أن ‬يتم ‬اختطافهما.‬
ويوضح ‬شقيق ‬المختطف ‬أن ‬العائلة ‬قامت ‬بإخبار ‬السلطات ‬المحلية ‬التي ‬قامت ‬بدورها ‬بإخبار ‬عناصر ‬الدرك ‬الملكي ‬العاملين ‬بمنطقة ‬عين ‬الشعير ‬الواقعة ‬بجماعة ‬بوعنان ‬التابعة ‬لإقليم ‬فكيك، ‬الذين ‬قاموا ‬بالاستماع ‬إلى ‬أفراد ‬من ‬العائلة ‬حول ‬اختفاء ‬فردين ‬منها ‬وتحرير ‬محضر ‬بالواقعة، ‬معتبرا ‬أن ‬العائلة ‬اليوم ‬قلقة ‬على ‬مصير ‬ابنيها ‬اللذين ‬لا ‬تعرف ‬أي ‬معلومات ‬عن ‬مصيرهما ‬بعد ‬اختفائهما ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬من ‬طرف ‬دورية ‬لحرس ‬الحدود ‬الجزائري ‬رفقة ‬قطيعهما، ‬الذي ‬يقدر ‬بحوالي ‬272 ‬رأسا ‬من ‬الغنم ‬الذي ‬كانوا ‬يقومون ‬برعايته.‬
ويعتقد ‬شقيق ‬المختطف ‬أن ‬شقيقه ‬يقبع ‬اليوم ‬داخل ‬أحد ‬السجون ‬الجزائرية، ‬بعد ‬أن ‬تم ‬نقله ‬من ‬داخل ‬التراب ‬المغربي ‬من ‬طرف ‬الجيش ‬الجزائري ‬قبل ‬أن ‬توجه ‬له ‬كما ‬وجهت ‬للأشخاص ‬الذين ‬سبقوه ‬تهمة ‬دخول ‬التراب ‬الجزائري ‬بطريقة ‬غير ‬شرعية ‬ومحاكمته ‬بتلك ‬التهمة، ‬التي ‬أصبحت ‬ترعب ‬سكان ‬الشريط ‬الحدودي ‬مع ‬الجزائر ‬في ‬غياب ‬حدود ‬مرسومة ‬بدقة ‬بين ‬البلدين. ‬
خالد ‬حبيبي.. ‬جندي ‬حوكم ‬مرتين
من ‬بين ‬ضحايا ‬الجيش ‬الجزائري ‬الجندي ‬السابق ‬خالد ‬حبيبي، ‬الذي ‬كان ‬يحمل ‬رقم ‬التجنيد ‬011144 ‬والذي ‬لم ‬تتجاوز ‬سنه ‬ال ‬36 ‬سنة ‬بينما ‬كان ‬في ‬مهمة ‬على ‬الشريط ‬الحدودي، ‬يحكي ‬حبيبي ‬حكايته ‬المثيرة ‬ل»المساء‮»‬ ‬والتي ‬يستهلها ‬من ‬منطقة ‬اشتغاله ‬في ‬إطار ‬الفوج ‬14 ‬من ‬حراس ‬الحدود ‬التابعين ‬للقوات ‬المسلحة ‬الملكية ‬بمنطقة ‬تندرارا ‬على ‬الحدود ‬مع ‬الجزائر.‬
ويؤكد ‬حبيبي ‬أن ‬الحادث ‬الذي ‬قلب ‬حياته ‬رأسا ‬على ‬عقب ‬وقع ‬يوم ‬19 ‬نونبر ‬2007 ‬بالمركز ‬الحدودي ‬المدينة، ‬حيث ‬تكلف ‬بمهمة ‬الانتقال ‬من ‬مركز ‬مراقبة ‬إلى ‬آخر ‬من ‬طرف ‬رؤسائه ‬مع ‬عسكري ‬آخر، ‬من ‬أجل ‬تهيئة ‬التواصل ‬عبر ‬الراديو. ‬وفي ‬طريق ‬عودته ‬من ‬المهمة ‬التي ‬كانت ‬على ‬مسافة ‬14 ‬كيلومترا ‬على ‬القدمين، ‬عوض ‬الذهاب ‬إلى ‬المهمة ‬بسيارة ‬الجيش ‬رباعية ‬الدفع ‬المخصصة ‬لهذا ‬النوع ‬من ‬هذه ‬المهام. ‬ويضيف ‬أنه ‬أتم ‬العمل ‬في ‬الخامسة ‬مساء ‬ليعود ‬لوحده ‬دون ‬العسكري ‬الآخر ‬الذي ‬رافقه ‬في ‬رحلة ‬الذهاب ‬إلى ‬النقطة ‬الحدودية، ‬التي ‬تم ‬خلقها ‬قبل ‬حوالي ‬يومين ‬ولم ‬تكن ‬قد ‬دخلت ‬بعد ‬في ‬نظام ‬التواصل ‬اللاسلكي. ‬
يقول ‬حبيبي ‬إن ‬الظلام ‬كان ‬حالكا ‬في ‬ذلك ‬الوقت ‬من ‬السنة ‬والأمطار ‬كانت ‬تتساقط ‬بغزارة ‬على ‬المنطقة، ‬وكان ‬لزاما ‬عليه ‬العودة ‬إلى ‬النقطة ‬التي ‬انطلق ‬منها، ‬والتي ‬تبعد ‬عن ‬النقطة ‬الحدودية ‬الجديدة ‬بحوالي ‬14 ‬كيلومترا. ‬كانت ‬الجو ‬باردا ‬والأمطار ‬لم ‬تتوقف ‬ما ‬تسبب ‬في ‬فقدانه ‬الوجهة ‬من ‬شدة ‬الظلام ‬والأوحال ‬التي ‬نتجت ‬عن ‬الأمطار، ‬فوجد ‬نفسه ‬وسط ‬برك ‬مائية ‬كبيرة ‬يصل ‬قطر ‬بعضها ‬إلى ‬كيلومتر ‬ويتوجب ‬قطعها ‬ساعة ‬أو ‬أكثر. ‬ويضيف ‬أنه ‬ظل ‬يمشي ‬كي ‬لا ‬يتجمد ‬من ‬شدة ‬البرد، ‬الذي ‬تعرفه ‬المنطقة ‬المرتفعة ‬عن ‬سطح ‬البحر ‬بحوالي ‬1500 ‬متر ‬إلى ‬الصباح، ‬وعندما ‬بدأ ‬نور ‬الصباح ‬يلوح، ‬سمع ‬هدير ‬محرك ‬سيارة ‬فاعتقد ‬أنها ‬تعود ‬لبعض ‬الرعاة ‬المغاربة، ‬لكنه ‬اكتشف ‬أنه ‬داخل ‬التراب ‬الجزائري ‬في ‬منطقة ‬الرادار، ‬فتوجه ‬نحوه ‬حراس ‬الحدود ‬الجزائريون ‬الذين ‬أطلقوا ‬ثلاث ‬رصاصات ‬بالقرب ‬منه، ‬بعد ‬أن ‬اختبأ ‬خلف ‬شجرة. ‬كانوا ‬الحراس ‬على ‬متن ‬سيارتين ‬رباعيتي ‬الدفع ‬من ‬نوع ‬‮«‬طويوطا‮»‬، ‬قاموا ‬باعتقاله ‬ونقله ‬إلى ‬أقرب ‬مركز ‬حدودي ‬جزائري ‬وأخبروه ‬بأنهم ‬كانوا ‬يراقبونه ‬من ‬خلال ‬الرادار ‬منذ ‬الرابعة ‬من ‬ذلك ‬الصباح ‬ولم ‬يستطيعوا ‬التنقل ‬من ‬شدة ‬هطول ‬المطر ‬والوحل ‬الذي ‬كانت ‬تعرفه ‬المنطقة. ‬
بعد ‬الاعتقال، ‬يوضح ‬حبيبي، ‬بدأت ‬عملية ‬الاستنطاق ‬على ‬الفور ‬فأخبرهم ‬بأنه ‬جندي ‬مجند ‬فقط ‬ولا ‬يعرف ‬أي ‬شيء، ‬وأنه ‬ظل ‬بذلك ‬المركز ‬الحدودي ‬إلى ‬ما ‬بعد ‬الغذاء، ‬ليتم ‬نقله ‬إلى ‬أقرب ‬مركز ‬للدرك ‬بمركز ‬قصديري ‬بملابسه ‬المبللة ‬في ‬حالة ‬شديدة ‬من ‬العياء ‬بعد ‬أن ‬أمضى ‬الليلة ‬بكاملها ‬تائها ‬على ‬الحدود ‬المشتركة ‬مع ‬الجزائر. ‬لتبدأ ‬جولة ‬جديدة ‬من ‬التحقيق ‬من ‬طرف ‬الدرك ‬الجزائري ‬لأنهم ‬اعتقدوا ‬أن ‬الأمر ‬يتعلق ‬بكوموندو ‬دخل ‬لزرع ‬أدوات ‬اتصال ‬أو ‬تشويش، ‬وقضى ‬ثلاثة ‬أيام ‬في ‬ذلك ‬المركز ‬في ‬التحقيقات ‬المتواصلة ‬حتى ‬ساعة ‬متأخرة ‬من ‬الليل. ‬وفي ‬اليوم ‬الثالث ‬من ‬الاعتقال ‬أمام ‬الدرك ‬زارته ‬طبيبة ‬في ‬ثكنة ‬قصدير ‬وطلبت ‬منه ‬الإفصاح ‬لها ‬عما ‬إذا ‬كان ‬قد ‬تعرض ‬للتعذيب. ‬بعد ‬ذلك ‬يحكي ‬حبيبي ‬ل»المساء‮»‬ ‬أنه ‬تم ‬نقله ‬إلى ‬عين ‬الصفرا ‬إلى ‬الثكنة ‬الكبيرة ‬للدرك، ‬حيث ‬تم ‬أخذ ‬بصماته ‬وتصويره ‬ليمضي ‬يوما، ‬بعد ‬ذلك ‬تم ‬عرضه ‬أمام ‬وكيل ‬الجمهورية ‬الذي ‬قام ‬باستجوابه ‬حول ‬ما ‬حدث ‬له، ‬ولما ‬أخبره ‬بما ‬حدث ‬قرر ‬هذا ‬الأخير ‬اعتقاله ‬في ‬سجن ‬مشرية ‬المدني، ‬حيث ‬أمضى ‬هناك ‬شهرا ‬وثلاثة ‬أيام، ‬وجد ‬فيه ‬مغاربة ‬آخرين ‬أمضوا ‬سبعة ‬أشهر. ‬
وبعد ‬أسابيع ‬من ‬الاعتقال ‬تم ‬تقديمه ‬أمام ‬المحكمة ‬في ‬عين ‬الصفرا ‬التي ‬قضت ‬في ‬حقه ‬بشهرين ‬غير ‬نافذة ‬بتهمة ‬دخول ‬الأراضي ‬الجزائرية ‬دون ‬رخصة ‬ليمضي ‬بعدها ‬سبعة ‬أيام ‬لدى ‬الشرطة ‬في ‬مدينة ‬مشرية ‬بسبب ‬تأخر ‬إجراءات ‬الترحيل ‬الناتج ‬عن ‬الانشغال ‬بالانتخابات ‬الرئاسية ‬ليتم ‬تسليمه ‬إلى ‬شرطة ‬الحدود ‬عند ‬مدينة ‬فيكيك. ‬
ويؤكد ‬حبيبي ‬أن ‬ضابطا ‬ساميا ‬في ‬الجيش ‬كان ‬حاضرا ‬خلال ‬عملية ‬تسليمه ‬ليتم ‬اعتباره ‬فارا ‬إلى ‬دولة ‬أجنبية ‬وتبدأ ‬أطوار ‬التحقيق ‬معه ‬من ‬طرف ‬ضابط ‬برتبة ‬كولونيل، ‬الذي ‬حضر ‬عملية ‬تسليمه، ‬وحينما ‬عاد ‬إلى ‬الثكنة ‬التي ‬كان ‬يشتغل ‬بها ‬تم ‬استقباله ‬بالسجن ‬على ‬اعتبار ‬أنه ‬فار ‬وتم ‬التحقيق ‬معه ‬من ‬جديد ‬من ‬طرف ‬الدرك ‬الملكي ‬لتاندرارا، ‬الذين ‬كانوا ‬يريدون ‬معطيات ‬عسكرية ‬عن ‬الجيش ‬الجزائري، ‬بخصوص ‬الرادارات ‬التي ‬صادفها ‬ومراكز ‬المراقبة، ‬وعد ‬أسبوعين ‬تمت ‬إحالته ‬على ‬المحكمة ‬العسكرية ‬بالرباط ‬التي ‬قضت ‬بفصله ‬من ‬الجيش. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.