بعد صمت دام عدة أيام، أدى إلى تناسل الإشاعات بخصوص غضبة ملكية محتملة على عمدة مدينة فاس، الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، خرجت الكتابة الإقليمية لحزب «الميزان» مساء أول أمس الإثنين، ب«منشور» ناري اتهم فيه حزب العدالة والتنمية بترويج ما أسماها «الإشاعات المغرضة» و«الكاذبة»، في إشارة إلى ما أصبح يعرف بالغضبة الملكية على مسؤولي العاصمة العلمية جراء تعثر مشاريع كبرى، خاصة ما يتعلق منها بمشاريع تأهيل وترميم حوالي 27 بناية تاريخية بفاس العتيقة. وجاء توزيع هذا البيان الناري بعد أن تساءلت عدد من المنابر الإعلامية عن ملابسات غياب الأمين العام لحزب الاستقلال عن عدد من المناسبات، ولم يحضر بعض جلسات البرلمان، في الآونة الأخيرة. وتحدث البيان عن أن حزب العدالة والتنمية، الذي نعته ب«الحزب الأغلبي»، أصبحت له عقدة مرضية تجاه كل ما يتعلق بمدينة فاس ومنتخبيها، الذين وصفهم ب«الوطنيين المخلصين»، وبعمدة المدينة. واتهم هشام شاقور، نائب عمدة فاس، والكاتب الإقليمي لحزب الاستقلال، في تصريح ل«المساء»، الحكومة الحالية بالوقوف وراء تعثر مشاريع إصلاح وترميم البنايات التاريخية بفاس العتيقة، مضيفا بأن المجلس البلدي للعاصمة العلمية يعتبر طرفا في هذه المشاريع، وبأنه ليس هو الجهة المخولة لها إنجاز هذه المشاريع، في حين أن الجهات الحكومية، حسب المتحدث نفسه، هي التي تأخرت في القيام بالتحويلات المالية الضرورية لإنجاز هذه المشاريع. وتحدث شاقور عن وجود ما أسماه «تلكؤ» الحكومة في إخراج مشاريع لتنمية المدينة، مضيفا بأن الحكومة لا تنظر بعين الرضا إلى العاصمة العلمية لاعتبارات سياسية وحزبية، وهو عكس ما تقوم به لفائدة مدن أخرى، في إشارة إلى المدن التي يشرف عليها منتخبون من حزب «البيجيدي»، كما هو الشأن مثلا بالنسبة لمدينة القنيطرة وتطوان. وحضرت حرب «الحدود» بين كل من جماعة أولاد الطيب وجماعة فاس في هجمات حزب الاستقلال على حزب العدالة والتنمية، حيث تضمن البيان اتهام حزب «المصباح» بالترويج ل»إشاعة» تفيد بأن عمدة المدينة حصل على حوالي 500 هكتار، في تلميح إلى صدور قرار لوزير الداخلية في الجريدة الرسمية لفائدة الجماعة الحضرية لفاس، في حين، يضيف شاقور، أن الأمر يتعلق بقرار صادر عن وزير الداخلية لفائدة الجماعة الحضرية لفاس، وقد صادق على القرار رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رغم ما مارسه عليه أعضاء حزبه من ضغوط، وأمضى بنفسه على هذه المراسيم، يشير بيان حزب الاستقلال. ولم تقتصر طلقات حزب الاستقلال على حزب العدالة والتنمية. إذ نعت البيان أقلاما صحفية في منابر إعلامية ومواقع إلكترونية، دون أن يحددها بالاسم، ب«الأقلام المأجورة»، فيما نوه البيان بإنجازات المجلس البلدي للعاصمة العلمية، وتطرق إلى وجود «مشاريع لإصلاح وتوسيع وإحداث الطرق وتعميم المناطق الخضراء وهيكلة الساحات العمومية وتجميل مظهرها ودعم الإنارة العمومية والماء الصالح للشرب وقنوات الماء الحار وتقوية آليات النظافة وبناء وتشييد مرافق اجتماعية وشبابية ورياضية»، حسب ما جاء في نص البيان. وأوضح الاستقلالي شاقور، بخصوص ملابسات اتهام حزب العدالة والتنمية، بالوقوف وراء ترويج «الإشاعات الكاذبة»، أن حزب الاستقلال اتضح له بناء على معطيات بأن حزب «المصباح» هو الذي يقوم بالترويج لمثل هذه الأخبار، وتحدث عن لجوء حزب العدالة والتنمية لطرق ملتوية ل«إثبات الذات»، في تلميحات منه إلى الصراع السياسي الطاحن بين الحزبين في المدينة.