شهدت الدورة العادية لشهر فبراير لمجلس مدينة القنيطرة، خلال جلستها الثانية التي انعقدت، عشية أول أمس، انسحاب أعضاء المعارضة، التي يمثلها منتخبو حزب الأصالة والمعاصرة. وعبر المستشارون المنسحبون عن أسفهم العميق لاضطرارهم إلى الانسحاب من دورة الميزانية، بعدما قرر المكتب المسير للمجلس الجماعي، الذي يترأسه عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، مصادرة حق القنيطريين في متابعة أشغال هذه الدورة، وحرمانهم من مراقبة أداء المنتخبين، الذين وصلوا إلى كراسي المسؤولية بأصواتهم قبل أن يديروا لهم الظهر، ويتنصلوا من وعودهم، حسب قول المستشارين المنسحبين. واعتبر حسن الخبوس، منسق فريق «البام» بمجلس القنيطرة، في تدخل له قبل الانسحاب، أن لجوء الأغلبية، التي يقودها حزب العدالة والتنمية، إلى إقرار سرية أشغال الدورة قبل افتتاحها، هو عدم قدرة المسيرين على مواجهة الرأي العام المحلي، بعد فشلهم الذريع في تدبير شؤون ساكنة عاصمة الغرب، وإيجاد حلول واقعية وفعلية لمشاكلها، ووضع حد لمعاناتها مع العديد من الأزمات. وقال الخبوس إن المكتب المسير حول عقد دورات المجلس في أجواء مغلقة يغيب عنها المواطنون إلى قاعدة ثابتة، عوض اعتماد ذلك كإجراء استثنائي لا يتم العمل به إلا في الظروف التي يستحيل معها استكمال أشغال هذه المحطات التدبيرية. وزاد موضحا «المكتب المسير اعتمد سرية الدورة استنادا إلى النوايا، للهروب من الحركات الاحتجاجية المتصاعدة ضده، وفي ذلك مخالفة صريحة لمجموعة من القوانين». ووجه منسق مستشاري «البام» ببلدية القنيطرة انتقادات حادة إلى الأغلبية، واتهمها باستعمال وسائل احتيالية وغير أخلاقية لضمان النصاب القانوني لانعقاد هذه الدورة، حيث اكتفى العديد من أعضاء التحالف بالتوقيع على ورقة الحضور ثم مغادرة قاعة الجلسات، وهو ما اعتبره تقصيرا من طرفهم في الدفاع عن مصالح المواطنين. في المقابل، قال هشام عبيل، نائب كاتب المجلس، إن اختيار أعضاء الأصالة والمعاصرة الانسحاب من الدورة دليل على عدم قدرة هؤلاء المنتخبين على المشاركة في نقاش ديمقراطي ومداولة موضوعية حول الملفات الحيوية للمدينة. وأضاف «هؤلاء ألفوا تجييش الموالين لهم لنسف مثل هذه الاجتماعات، ومحاولة الظهور في صورة المدافعين عن مصالح المواطنين، رغم أن ماضي العديد منهم في تدبير شؤون القنيطرة ماض فاسد وملوث، وأيديهم ملطخة بسوء التسيير والاختلالات المالية». وقلل عبيل من أهمية موقف المعارضة بشأن مقاطعة دورة أكتوبر، وأشار إلى أن المنسحبين معروفون باستغلالهم لفترة انعقاد الدورات في محاولة منهم لتحقيق مكاسب انتخابية، حيث يظلون طيلة السنة في سبات عميق، ولا يستفيقون إلا لأغراض ضيقة، مشيدا في الوقت نفسه بالمنجزات التي استطاع المجلس الحالي بلورتها على أرض الواقع. وأضاف قائلا: «لقد حققنا جزءا كبيرا من برنامجنا الانتخابي، وتكفي الإشارة إلى الارتفاع الحاصل في مداخيل الجماعة من 17 مليار سنتيم سنة 2009 إلى 27 مليار سنتيم هذا العام، وهو ما يؤكد نجاح المكتب المسير في تدبير أموال القنيطريين».