تمكنت عناصر الجمارك التابعة لزمرة مدينة الفنيدق، ليلة أول أمس، من ضبط شحنة مخدرات يصل وزنها إلى 2 طن و300 كيلوغرام، كانت في طريقها إلى شاطئ بلدة وادلاو، لتهريبها إلى الشواطئ الأندلسية. ووفق مصدر جمركي، فقد تم إحباط محاولة تهريب شحنة الحشيش في حاجز نصبته عناصر الوحدة الجمركية المتنقلة التابعة لولاية تطوان بالطريق الثانوية الرابطة بين جماعتي واد لاو و»اسطيحات»، بالقرب من شاطئ «قاع أسراس»، بعد أن راودت عناصر الجمارك شكوك حول السيارة وسائقها، الذي كان يسير بسرعة أثارت انتباههم، خاصة وأن الطريق معروف بكونه الأكثر استعمالا من طرف تجار المخدرات والسلع المهربة من سبتة. وأضاف المصدر نفسه أن سائق السيارة حاول اختراق الحاجز الجمركي، لولا إقدام رجال الجمارك على استعمال سلاسل شائكة وسط الطريق، مما أدى إلى إتلاف عجلات الناقلة، حيث اضطر السائق إلى التوقف، قبل أن يلوذ بالفرار رفقة ثلاثة من مرافقيه. وأطلقت العناصر الجمركية عيارات نارية في الهواء في محاولة منها لإيقاف المهربين دون جدوى. وبعد إخضاع الناقلة للتفتيش، وهي من نوع «فاركونيط»، مسجلة بمدينة تاونات، تم العثور بداخلها على 75 رزمة حشيش، مكتوب عليها بعض الأرقام التي عادة ما يستعملها تجار المخدرات للتعريف ببضاعتهم، كما تم العثور على هاتف محمول من نوع «الثريا»، وهو نوع من الهواتف يجري اتصالاته عن طريق الأقمار الصناعية، ويمثل خطورة كبيرة حيث تستخدمه المافيات الدولية لتهريب المخدرات، والجماعات والتنظيمات الإرهابية في اتصالاتها، بالإضافة إلى جهاز (جي.بي.إس) لتحديد المواقع يتم دمجه به، فيما تم فتح تحقيق ميداني بتنسيق مع النيابة العامة والدرك الملكي، لمعرفة هوية الشبكة التي تقف وراء هذه الشحنة الكبيرة من المخدرات. وأفادت مصادر أخرى «المساء» أن الواجهة الساحلية لمدينة شفشاون تعرف خلال الفترة الأخيرة تهريب كميات كبيرة من المخدرات انطلاقا من شاطئ «الزاوية « بمركز تارغة، وبساحل «أزنتي» المجاور لذلك المركز، حيت يتم نقلها، حسب سكان المنطقة، على متن شاحنات عبر مسلك يؤدي إلى شاطئ البحر، ومنه إلى السواحل الأندلسية. كما أن اسم وادلاو يرد بكثرة في تقارير المصالح لأمنية الإسبانية لمحاربة المخدرات، باعتبارها قاعدة خلفية لتهريب وشحن المخدرات إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث عادت للواجهة بفعل عدد الزوارق المحملة بالمخدرات، والتي تنطلق منها بكل بأمان. وأفاد المصدر الأمني أن «القرية أصبحت قاعدة خلفية للمخدرات التي تشحن ليلا من طرف شبكات مافيوزية لها ارتباطات بأشخاص في المنطقة يوفرون لها التغطية اللوجيستية اللازمة، والتي تنشط في غياب مراقبة جدية للشواطئ من طرف القوات المساعدة والدرك.