أسفرت التحريات الأمنية التي بوشرت بخصوص شبكة جديدة لترويج المخدرات الصلبة بمدينة فاس عن اعتقال مدير مدرسة ابتدائية ورجل شرطة وتاجر معروف في أحد أحياء المدينة. كما أسفرت عن اعتقال عدد من المتهمين باستهلاك «الكوكايين». وقالت المصادر إن مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن فاس أبقت على ملف هذه الشبكة مفتوحا، بعد تقديم المتهمين في حالة اعتقال، للمحاكمة، وإحالتهم على السجن المحلي عين قادوس، في إشارة إلى احتمال سقوط رؤوس أخرى على علاقة بأفراد هذه الشبكة. أوراق هذه الشبكة الجديدة للمخدرات الصلبة، حسب المعطيات التي حصلت عليها «المساء»، بدأت في التساقط منذ أسابيع، حيث اعتقلت مصالح الشرطة بعض المتهمين بترويج «الكوكايين»، وأسفرت التصريحات والمواجهات التي أجريت للمتهمين عن ذكر أسماء لها علاقة بالقضية. وقادت التحريات، نهاية شهر أكتوبر الماضي، إلى اعتقال مدير مدرسة ابتدائية عمومية بمقاطعة «جنان الورد»، قبل أن يتم اعتقال تاجر معروف بمقاطعة «سايس» على خلفية القضية ذاتها. وذكرت المصادر أن تعميق الأبحاث قاد أيضا إلى اتهام رجل شرطة بالتورط مع هذه الشبكة. وكانت عناصر الشرطة القضائية قد اقتحمت، في وقت سابق، مقر المدرسة الابتدائية بمقاطعة «جنان الورد» لاعتقال مديرها، بعدما وجهت له استدعاءات للمثول أمام المصلحة، دون جدوى، ما خلف حالة من الصدمة لدى رجال التعليم في المؤسسة، وفي أوساط التلاميذ وأوليائهم، الذين لم يكن يدور في خلدهم أن ينتهي مدير المؤسسة مصفدا ويقاد إلى مخفر الشرطة للتحقيق معه في تهمة لها علاقة بالاتجار في المخدرات. مصالح الشرطة قامت عدة مرات بتفكيك شبكات للمخدرات الصلبة في المدينة، لكن أبرز شبكة مفككة أثارت اهتماما إعلاميا كبيرا عرفت بشبكة «زعيريطة» في سنة 2009، وذلك بالنظر إلى حجم الأسماء «الكبيرة» التي تضمنتها محاضر الشرطة أثناء التحقيقات الأولية، وما تلاها من تصريحات للمتهم الرئيسي في الشبكة، والذي اتهم نجل عمدة المدينة بالانتماء إلى الشبكة، حيث تقرر لاحقا التحقيق معه، وتقديمه للمحاكمة، حيث أدين ابتدائيا بثلاث سنوات سجنا نافذا، في حين برأته محكمة الاستئناف. وخلفت المتابعة ضجة سياسية كبيرة، إذ لم يتردد عمدة المدينة، حميد شباط، في اتهام خصومه السياسيين، بفبركة الملف للنيل منه والإساءة لسمعته.