برزت في الآونة الأخيرة أنباء عن انتشار نوع جديد من المخدرات الرقمية، دخل إلى العالم العربي في الأعوام القليلة الماضية، وأدى إلى استنفار الجهات المعنية، وذلك لدرء خطره عن الشباب والمراهقين خصوصا.. وتقوم المخدرات الرقمية أو Digital Drugs التي تنساب من الأذنين على شكل نغمات، لتصل إلى الدماغ وتؤثر على ذبذباته الطبيعية، وتدخل متعاطيه إلى عالم آخر من الاسترخاء. ويتم الحصول عليها عن طريق مقاطع موسيقية "MP3" وعبر مقاطع الفيديو على الإنترنت، والتي تعطي المستمع نشوة بعد الانتهاء من سماعها، على حد تعبير المروجين لها، في حين يذهب البعض الآخر إلى كونها مقاطع موسيقية تساعد على التركيز والاسترخاء كتلك المستخدمة في رياضات التأمل واليوغا. ضحايا المخدرات الرقمية تناقلت الأوساط السعودية خبرا عن تسجيل أول حالة وفاة جراء تعاطي "المخدرات الرقمية"، على الرغم من رفعها درجة التأهب منذ الأسبوع الماضي، للحد من وصول هذه المخدرات إلى المجتمع عبر الإنترنت، إلا أن وزارة الصحة أقرت بعجزها عن إمكان الوصول إلى معلومة من هذا النوع في وقت قياسي. ما هي المخدرات الرقمية? المخدرات الرقمية أو ما يطلق عليه اسم "Digital Drugs" أو "iDoser" هي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى على سبيل المثال وترددات أقل في الأذن اليسرى. تعامل الدماغ مع المخدرات الرقمي يحاول الدماغ جاهدا أن يوحد الترددين في الأذن اليمنى واليسرى للحصول على مستوى واحد للصوتين، الأمر الذي يترك الدماغ في حالة غير مستقرة على مستوى الإشارات الكهربائية التي يرسلها ومن هنا يختار المروجون لمثل هذه المخدرات، نوع العقار الذي تريده. طريقة عمل المخدرات الرقمية: المروجون لهذا النوع من المخدرات، يقولون إنه ومن خلال دراسة حالة الدماغ وطبيعة الإشارات الكهربائية التي تصدر عن الدماغ بعد تعاطي نوع محدد من المخدرات، يمكن تحديد حالة النشوة المرغوبة، حيث كل نوع من المخدرات الرقمية يمكنه أن يستهدف نمطا معينا من النشاط الدماغي، فمثلا عند سماع ترددات الكوكايين لدقائق محسوبة، فإن ذلك سيدفع لتحفيز الدماغ بصورة تشابه الصورة التي يتم تحفيزه فيها بعد تعاطي هذا المخدر بصورة واقعية. أنواع المخدرات الرقمية المروجون يقولون إن هناك ترددات تقريبا لكل نوع من المخدرات، مثل الكوكايين وميثانفيتامين المعروف ب"كريستال ميث" وغيرها الكثير، منها الذي يدفعك للهلوسة وآخر للاسترخاء وآخر للتركيز وهكذا.تأثيراتها تعمل المخدرات الرقمية على تزويد السماعات بأصوات تشبه الذبذبات والأصوات المشوشة، وتكون قوة الصوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز كي تُسمع منها الدقات. أما الجانب المخدر من هذه النغمات فيكون عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية، ويكون الفارق ضئيلاً يقدّر ب30 هيرتز، لذلك يشدد القيمون على أن تكون السماعات ذات جودة عالية ومن نوع "ستاريو" كي تحقق أعلى درجات الدقة والتركيز. إن الفارق بين طرفي السماعة هو الذي يحدد حجم الجرعة، فكل ما زاد الفارق زاد التأثير. كيف يتم الحصول عليها؟ تعتمد المواقع التسويقية لهذه المخدرات لجذب وإقناع الشباب ببعض الحجج الصحيحة، ككون هذه المخدرات لا تحتوي على مواد كيميائية قد توثر فيسيولوجياً على الجسم، وأنها تؤثر إيجاباً على الجسم، حيث تشعر متعاطيها بالاسترخاء أو بالحركة المفرطة والنشاط. وتنشر هذه المواقع خبرات أشخاص تعاطوا المخدرات الإلكترونية، فيكتبون عن تجربتهم الناجحة وعدم تأثرهم سلباً بها، وتعرض "منتجاتها" بأسعار تنافسية تشجيعية على عكس المخدرات التقليدية، ما يجعلها في متناول الجميع.