قضت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بتيزنيت أخيرا بإدانة «إبراهيم. أ» بثمانية أشهر حبسا نافذا و غرامة مالية قدرها 500 درهم ، وفي الدعوى المدنية التابعة بأداء 3000 درهم لفائدة المطالب بالحق المدني بعد متابعته ب«جنحة استعمال المناورة والتحايل لحمل الغير على الإدلاء بشهادة وتقديم تصريحات وإقرارات كاذبة وإهانة الضابطة القضائية عن طريق الإدلاء ببيانات كاذبة وتقديم أدلة زائفة تتعلق بجريمة خيالية والوشاية الكاذبة». وبحسب أوراق النازلة فإن إبراهيم متزوج وله أربعة، أبناء تقدم في البداية بشكاية في مواجهة المطالب بالحق المدني «بوجمعة.ب» إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية ذاتها يعرض فيها تعرضه للنصب والاحتيال من قبل المشتكى به بعدما وعده بعقد عمل بالخارج مقابل مبلغ مالي سلمه إياه قدر بعشرين ألف درهم بحضور عدد من زبنائه بالسوق الأسبوعي للمدينة حيث يزاول مهنة بيع التفاح ، ذكر منهم كلا من «علي.ز» و«العربي.أ» الذين صرحا بأنهما يعرفان المشتكى به وصرحا أن بوجمعة طلب منه إقراضه مبلغا من المال مقدر» بخمسة آلاف درهم فرفض، ليتقدم إليه بعد ذلك و يعرض عليه تمكينه من عقد العمل بالخارج موضوع النصب و الاحتيال بعدما أوهمه أن أربعة أشخاص استفادوا من عرضه وحصلوا على عقود عمل بإسبانيا، وأثناء الاستماع إلى الشاهدين صرح كل منهما أنه شاهد فعلا المشتكي يسلم مبلغا ماليا للمشتكى به في محله المتواجد بالسوق الأسبوعي، بينما أنكر المشتكى به بوجمعة في تصريحاته التمهيدية جملة و تفصيلا مؤكدا أنه لا يعرف المشتكي بتاتا كما لا يعرف أيا من المصرحين و لم يسبق أن تعامل مع المشتكي، مستغربا في الآن نفسه السبب الذي حدا بالمشتكي ليقوم بتلفيق هذه التهمة له. وإثر تعميق البحث الذي أمرت به النيابة العامة تمسك المشتكي بأقواله، وصرح الشاهد علي بعد مواجهته بالمشتكى به بوجمعة بأنه لا يعرفه و أنه ليس هو من تسلم المبلغ المالي من المشتكي، مضيفا أن هذا الأخير هو من طلب منه الشهادة لفائدته بعدما التقاه بدواره، وهو بصدد البحث عن إحدى المؤسسات هناك واعدا إياه بتسليمه مبلغا من المال، مضيفا أن المشتكي لا يتوفر على محل رسمي وإنما يزاول تجارته كبائع متجول، و أن الشخص الذي شاهده يتسلم المبلغ المالي من المشتكي شخص طويل القامة نحيف البنية يرتدي وقتها جلبابا كاكيا، وأنه غير متأكد مما إذا كان ما تسلمه مبلغا ماليا أم غيره، لأن ما تسلمه كان داخل كيس بلاستيكي أسود اللون، كما تراجع المصرح العربي عن كونه يعرف المشتكى به بوجمعة مكتفيا بتصريحه بكون الشخص الذي تسلم من المشتكي الكيس البلاستيكي ذو بنية قوية قصير القامة، ذو لحية خفيفة يرتدي وقتها وزرة رمادية اللون، مضيفا أنه وافق على الإدلاء بشهادته للمشتكي مقابل مبلغ من المال. و لدى مثول الظنين أمام وكيل الملك أكد تصريحاته التمهيدية نافيا كونه وعد الشهود بأي مبلغ من المال مقابل شهادتهم، مؤكدا عمله بالسوق الأسبوعي لهذه المدينة كبائع للتفاح عكس ما صرح به الشاهدان و كذا محصل الجبايات بالسوق الأسبوعي متشبثا بكافة ما ورد في شكايته. وعللت المحكمة متابعتها للمشتكي، الذي أصبح متهما أمام الهيئة القضائية بالرغم من إنكاره، بالتملص من المسؤولية الجنائية والإفلات من العقوبة.