لا بد للمدخن «العاقل» أن يتساءل كيف يمكن أن تباع تلك العلب من السجائر بأقل من 50% أو أكثر من ثمنها حتى في البلدان المصدرة لها. لا بد له أن يتساءل كيف يشتري علبة «مارلبورو» أو غيرها ب15 درهما وثمنها أضعاف ذلك في إسبانيا أو فرنسا أو الجزائر ... عشرات آلاف علب السجائر الأجنبية متنوعة الأسماء والماركات مهربة من الجزائر بنصف ثمنها الحقيقي، فاسدة ومنتهية الصلاحية ومسرطنة.. تعرض علب من السجائر الأجنبية المهربة من الجزائر من «مارلبورو» أو «وينستون» أو «إيل إيم» و«كامل» و«ليجوند» (سجائر أمريكية) ب15 و14 و13 درهما للعلبة، قادمة من ماليوالنيجر وموريتانيا عبر الجزائر وإسبانيا عبر مليلية، الثغر المحتل، ويقتنيها البائع بالتقسيط بوجدة من المهرب المغربي بما بين 13 و10 دراهم، والذي يقتنيها هو الآخر من المهرب الجزائري بأقل من 10 دراهم (أقل من 80 دينارا جزائريا). لا بد للمدخن «العاقل» أن يتساءل كيف يمكن أن تباع تلك العلب من السجائر بأقل من 50% أو أكثر من ثمنها، حتى في البلدان المصدرة لها، لا بد له أن يتساءل كيف يشتري علبة «مارلبورو» أو غيرها ب15 درهما وثمنها أضعاف ذلك في إسبانيا أو فرنسا أو الجزائر (32 درهما). «أنا لا يهمني مصدرها وكيف وصلت إلى يدي، كل ما يهمني قدرتي المادية على اقتنائها وأن تكون في متناول جيبي. السجائر لا تختلف عن بعضها البعض، وكلها سموم باعتراف المنتجين الذين يحملون نتائج التدخين للمدخن بتنبيهه إلى خطورة التبغ ومضاره عبر تلك العبارة الموجود على العلبة..»، يصرح أحد المدخنين المدمنين المستهلكين لأكثر من علبتين في اليوم، ثم يستطرد متسائلا «ما هي نسبة سموم هذه السجائر مقارنة مع أنواع المخدرات التي تمزج بها مثل الشيرة أو الكيف أو غيرها؟». سموم على سموم إن الأخطر في هذه السجائر المهربة يكمن في تلك المنتهية صلاحيتها، حيث كانت محجوزة في البلدان الأصل وموجهة للإتلاف، فتم تهريبها، أو تلك الممنوحة لبعض البلدان الإفريقية والتي طال تخزينها في ظروف غير تلك المتعارف عليها أو تم نقلها، بعد تصنيعها بصفة غير قانونية في وحدات متمركزة ببعض البلدان الإفريقية، عبر مسافات طويلة تحت الحرّ (الصحراء الجزائرية)، فاصلة بين مكان تواجدها والأسواق العارية، التي من المفروض أن تباع فيها، حيث يجف التبغ ويفقد رطوبته ونكهته وتتفاعل مكوناته لتتحول إلى مادة سامة. ويُرى ذلك بالعين المجردة، حيث تبرز نقط وبقع صفراء تميل إلى السواد بالورق الأبيض الملفوف فيه، ثم عند تدخينه يحس المدخن بجفاف وبحرقة من أول جرعة تصل إلى الحلق، وتثير لديه حساسية يصاب على إثرها بسعال وصعوبة في التنفس، وباختناق في بعض الأحيان، خصوصا عند أولائك غير المتعودين على استهلاك هذا النوع من السجائر. «إن القطران الموجود بالسجائر سام وخطير على الجهاز التنفسي وتتضاعف خطورته بانتهاء مدة صلاحية هذه السجائر، حيث تتضاعف نسبة الإصابة بالسرطان بحيث يُسَرِّع ذلك من تطوره في الحلق والقصبة الهوائية والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي..»، يقول الدكتور خالدي لطفي، اختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي وداء السل وأمراض الحساسية والضيقة. السلطات الجزائرية اعترفت بنفسها بفشلها في القضاء على الظاهرة، حيث في غالب الأحيان تكون النيجر أو التشاد أو مالي الوجهة المفضلة لهؤلاء التجار غير الشرعيين، حيث يتم استقدام الخراطيش، خاصة منها خراطيش «الغولواز» و«ليجوند» و»روتمونس» على مسار يفوق الألف كيلومتر في طريق مُؤمّن دون الاصطدام بحواجز الرقابة من الجمارك والدرك الوطني الجزائريين، وذلك بفضل الاستراتيجية المعتمدة من قبل المهربين، إذ تنتقل السلع المُهربة عبر سيارات «تويوتا» و«ستايشن» مزودة بخزانات إضافية للبنزين وبراميل المياه ومياه الشرب، لتأخذ وجهتها عبر مسالك رملية وصخرية وعرة. وتعد الولايات الصحراوية الجنوبية الجزائرية من أكثر المناطق التي تُتخذ كمعاقل لممارسة تهريب السجائر. السجائر الجزائرية مغشوشة ومسرطنة أثبتت دراسة أجرتها الشركة الوطنية الجزائرية للتبغ والكبريت، أن سجائر «ليجوند» التي تدخل السوق الجزائرية كلها مغشوشة. وأظهرت التحاليل أنها ليست سجائر بيضاء مثلما يتم التصريح بذلك، بل تتضمن خليطا بين السجائر البيضاء والسوداء، وأنها لا تحتوي على بقايا التبغ، وأن سجائر «ليجوند» التي تباع في الجزائر تتضمن نسبة مرتفعة جدا من القطران، حيث تتجاوز نسبته في السجارة الواحدة ال 20 ميليغراما، إضافة إلى أكثر من 1 ميليغرام من النيكوتين، مما يجعلها مسببة للسرطان، في حين أن نسبة القطران في سجائر «ريم» لا تتجاوز 16 ميليغراما، ونسبة النيكوتين فيها لا تقل عن 1 ميليغرام. وتوصلت دراسة أجراها مكتب الدراسات الفرنسي إيمار، وقامت الشركة الوطنية الجزائرية للتبغ والكبريت بتحيينها، إلى أن الجزائريين يستهلكون ما بين مليار و250 مليون علبة ومليار و300 مليون علبة سجائر سنويا، منها 850 مليون علبة سجائر تنتجها الشركة الوطنية للتبغ والكبريت، تتمثل في ريم، سيم، سيريا، أفراز، وألجيريا، و160 مليون علبة سجائر تستوردها شركة «ستاآم»، التي تصدر إلى الجزائر الماركات الأجنبية، مارلبورو ودافيدوف الأمريكيتان، غولواز الفرنسية، ووينسطن اليابانية، أما الحصة المتبقية والمقدرة ب300 مليون علبة سجائر، فكلها تدخل عن طريق التهريب، وتمثل السجائر المغشوشة التي تغزو السوق الوطنية الجزائرية. وفي هذا الصدد، كشف عضو مجلس المديرين بالشركة الوطنية للتبغ والكبريت، سعيد خالف، في لقاء صحفي، أن حجم السوق الشرعية للسجائر في الجزائر يتراوح ما بين 65 إلى 70 بالمائة من الحجم الإجمالي لسوق السجائر، أما النسبة المتبقية، والتي تتراوح ما بين 35 و 30 بالمائة، فكلها تمثل السجائر المهربة والمغشوشة. ولا بدّ من الإشارة في هذا الصدد إلى مسحوق «الشمة»، الذي يستهلك كثيرا بالجهة الشرقية من المملكة والذي مصدره الجزائر، والتي تعترف سلطاتها بترويجه خارج القانون من طرف ورشات سرية خاصة دون معرفة المواد المستعملة فيه، والتي غزت السوق الوطنية الجزائرية. وتبين أن هذه «الشمّة» تتضمن مواد مسببة للسرطان، حيث كشفت تحاليل قامت بها المختبرات الجزائرية أنها تحتوي على مسحوق الرخام، ومسحوق الجير، وهما مادتان تلجأ إليهما تلك الورشات لإعطاء اللون الطبيعي للشمة، وتعبئها في أكياس صغيرة تحتوي على ملصقات تتضمن تاريخ الإنتاج، لتبدو وكأنها ملصقات رسمية أو مرخصة، كما أظهرت التحاليل أن مسحوق هذه «الشمة» المغشوشة يضم نسبة عالية من النيكوتين والقطران وبقايا التبغ وكذا طحين الخشب. أكياس من هذه المادة المسمومة تعرف طريقها إلى أفواه المغاربة من سكان الجهة الشرقية، وسبق لعناصر الدرك الملكي أن أوقفت على الشريط الحدودي، خلال هذه السنة، أحد المهربين وبحوزته ثمانية أكياس من الحجم الكبير من الشمة المهربة من الجزائر. مئات الآلاف من علب السجائر تخترق الحدود في عملية غير مسبوقة حطمت جميع الأرقام القياسية في حجز السجائر المهربة، تمكنت عناصر الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية للجهة الشرقية بوجدة، في الساعات الأولى من صباح الخميس 08 ماي 2014، من حجز كميات كبيرة من السجائر والأقراص المهلوسة ومعسل الشيشة، مهربة من الجزائر، واعتقال خمسة مهربين . العملية الناجحة تم تنفيذها على مستوى جماعة بني خالد الحدودية بمنطقة بني ادرار بعمالة وجدة انجاد على بعد حوالي 15 كيلومترا شمال مدينة وجدة، حين كانت «مقاتلتان»، سيارة نفعية وأخرى من نوع رونو 19 مزورتي الصفائح، على متنهما مهربون، محملتين ببضاعة محظورة مهربة من الجزائر، متوغلة في المسالك تحت جنح الظلام، في طريقها إلى الأسواق المغربية. المطاردة التي قام بها عناصر الدرك الملكي، أسفرت عن اعتقال المهربين وحجز البضاعة المهربة المتمثلة في 142 ألف علبة سجائر من مختلف الأنواع من «مارلبورو» و«ليوجوند» و1170 من الأقراص الطبية المهلوسة من نوع «ريفوتريل» و130 كلغ من معسل الشيشة و120 صندوقا من ورق تلفيف السجائر (النيبرو)، كما تم حجز سيارتين، تقدر قيمتهما المالية بحوالي 5 ملايين درهم. الموقوفون وضعوا رهن الاعتقال الاحتياطي للاستماع إليهم وتعميق البحث معهم للوصول إلى متورطين محتملين ضمن شبكات تشتغل في هذه الأنشطة المحرمة. يشار إلى أن مصالح الدرك الملكي تمكنت خلال الأشهر الأخيرة من السنة الجارية من حجز كمية هائلة من السجائر المهربة من الجزائر والأقراص المهلوسة، تجاوزت 185 ألف علبة سجائر وعشرات الآلاف من الأقراص المهلوسة غير المتواجدة في السوق المغربية منها «ريفوتريل» و«إكستازي» الموجود بصيدليات الجزائر. ونجحت عناصر الشرطة التابعة لأمن ولاية وجدة، الخميس 29 ماي 2014 ، في تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في التهريب الدولي للسجائر عبر الحدود الشرقية للمملكة. العملية تم تنفيذها في الساعات الأولى من صباح نفس اليوم، بعد ترصد دقيق بضيعة بنواحي مدينة أحفير، المحاذية للحدود الشرقية للمملكة، التابعة للنفوذ الترابي لبركان وعلى بعد حوالي 30 كلم من مدينة وجدة، وأسفرت عن إيقاف 3 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 17 و34 سنة، وحجز 70 ألف علبة من السجائر المهربة مختلفة الأنواع و5 سيارات و4 هواتف نقالة وبندقية صيد في وضعية غير قانونية. وتمكنت عناصر الدرك الملكي بتاوريرت، في حدود الساعة الحادية عشرة من صباح الأربعاء 23 أبريل 2014، من حجز 60 ألف علبة سجائر مهربة من الجزائر واعتقال مهربين إثر حادث انقلاب سيارة التهريب «المقاتلة»، التي كانا على متنها بعد مطاردة هوليودية. العملية الناجحة تم تنفيذها على مستوى الطريق الوطنية رقم 6 بين مدينتي تاوريرت وجرسيف على بعد حوالي 20 كيلومترا غرب مدينة تاوريرت، حين كانت «المقاتلة «، وهي سيارة نفعية مزورة من نوع ميرسديس «سبرينتر»، على متنها السائق ومرافقه، تسير بسرعة جنونية في محاولة للإفلات من مطاردة عناصر الدرك الملكي الذين واصلوا مهمتهم بعد رصدها إلى غاية نجاحها. تم حجز «المقاتلة» محملة بحوالي 60 ألف علبة سجائر مهربة من الجزائر مختلفة الأنواع (مارلبورو، ليجوند، كولواز) وتم قطرها إلى مركز الدرك الملكي، حيث تم تسليمها إلى الآمر بالصرف لدى المقاطعة الجمركية، فيما أحيل الموقوفان على المصالح المختصة لاتخاذ المتعين في حقهما. يذكر أن مئات الآلاف من علب السجائر من مختلف الأنواع والماركات العالمية المعروفة يتم تهريبها من الجزائر، وأغلبها منتهية الصلاحية ومتحللة، وتعرف طريقها، للتخلص منها، إلى الأسواق المغربية، بعد أن تحولت إلى سموم قاتلة يقبل عليها المدخن المغربي بسيط الدخل لأثمانها المنخفضة، بل منهم من يضيف إليها كمية من الشيرا أو أنواع أخرى من المخدرات عبر لفائف مصنوعة يدويا. هذه السموم تضاف إلى ما تصدره الجزائر إلى المغرب، في حرب غير معلنة ومتواصلة، عبر الشريط الحدودي، من عشرات آلاف الأقراص المهلوسة المصنوعة بالجزائر من «ريفوتريل» و«إكستازي» وغيرها من الحبوب المدمرة لعقل الشباب المغربي، وغير المتداولة بالأسواق المغربية، دون الحديث عن الأدوية المهربة منتهية الصلاحية . ورغم المجهودات التي يقوم بها رجال الدرك و الجمارك والأمن، فإن ما يحجز من السجائر التي تعبر الشريط الحدودي نحو الأسواق المغربية لا يعد إلا نسبة قليلة، حيث لا يمكن معرفة العدد الحقيقي من علب السجائر المتدفقة من مسالك هي عبارة عن أنهار سريعة الصبيب وتستحيل مراقبتها، منبعها إسبانيا عبر مليلية السليبة وبحر الجزائر وصحراؤها المتاخمة للبلدان الإفريقية المعنية بتهريب السجائر كماليوالنيجر وموريتانيا وغيرها. إن المستهلكين للسجائر والمدمنين عليها لا يفرقون بين أنواع التبغ، خاصة أولائك الفقراء الذين يبحثون عما هو أرخص دون الحديث عن أولائك المدمنين على تناول أنواع المخدرات كالشيرا التي «تُدَرَّح» بها لفيفة من التبغ. إنها سموم تنضاف إلى سموم و»يعالج» بها المدمن جسده حتى يستقر «مزاجه» دون التفكير في العواقب. «أثبتت الإحصائيات بما لا يدعو إلى الشك أن مكونات التبغ مواد سرطانية تتسبب في الأمراض الرئوية المزمنة والضغط الدموي، ولها تأثيرات على عضلات القلب، مما يتسبب في مشاكل للقلب، كما تتسبب في انسداد العروق بالأعضاء وغالبا ما يصعب العلاج ويضطر الطبيب إلى بتر عضو كالرِّجل مثلا...» يقول الدكتور لطفي خالدي. الدعوة إلى تعزيز المراقبة أوصت اللجنة الوطنية لمحاربة تهريب السجائر، في ختام اجتماعها السنوي بالرباط، بتعزيز المراقبة خاصة على مستوى الحدود، والطرق والمستودعات، في إطار خطوات منسقة وملموسة. وذكر بلاغ لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، الجمعة الماضي، أنه تم التأكيد أيضا على ضرورة تطوير التعاون وتبادل المعلومات بين مختلف المتدخلين وتعزيز تدابير محاربة التهريب. وأبرز المصدر ذاته أن اللجنة تطرقت أيضا، خلال هذا اللقاء، للجهود المبذولة من طرف المتدخلين في المجال، وكذا النتائج المستخلصة من البحث المتعلق بتقدير معدل تهريب السجائر في السوق المغربية، التي أطلقت في 17 مارس 2014. وأضاف البلاغ أن اللجنة الوطنية لمحاربة تهريب السجائر تدارست، بنفس المناسبة، كيفيات تنظيم الدراسة المقبلة التي سيتم إطلاقها في أكتوبر الجاري بهدف تتبع تطور هذه الظاهرة، وتحديد اتجاه تهريب السجائر وتوفير معرفة بيئة لمختلف المتدخلين بهذه الآفة ، مشيرا إلى أن الأشغال تناولت أيضا تدارس الإنجازات التي تحققت في مجال محاربة تهريب السجائر، وكذا آفاق العمل بالنسبة لسنة 2015. ويأتي اللقاء بعد اجتماع لجنة فرعية انعقدت في 25 شتنبر الماضي، والتي ركزت توصياتها على تدابير محاربة كافة أشكال المنافسة غير المشروعة. ويعكس اللقاء التزام الحكومة بمحاربة التهريب بكافة أشكاله وتهريب السجائر على وجه الخصوص، بالنظر إلى تأثيره السلبي على صحة المواطنين ومداخيل الدولة والتجارة المشروعة والاقتصاد بشكل عام، وكذا على أمن البلاد. حضر هذا الاجتماع الذي انعقد برئاسة إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، أعضاء اللجنة الذين يمثلون وزارة الداخلية، والدرك الملكي، وممثلون عن الشركة المغربية للتبغ، وشركات تبغ دولية (نورث افريكا تباكو كومباني، وجابوني تباكو انترناسيونال، وبرتيش امريكان تباكو وفيليب موريس انترناسيونال). شركة أمريكية تمنع موظفيها من التدخين أصدرت شركة «رينولدز أميريكان» المصنعة لسجائر «كامِل»، وهي ثاني أكبر شركة لصناعة السجائر في الولاياتالمتحدة، قرارًا يمنع موظفيها البالغ عددهم 5200 من التدخين داخل الشركة ابتداء من مطلع العام القادم. وأبلغت ثاني أكبر شركة لصناعة السجائر في الولاياتالمتحدة، أمس الأربعاء، موظفيها أنه ابتداء من مطلع العام المقبل، سيمنع تدخين السجائر التقليدية أو السيجار أو الغليون في مكاتب الموظفين ومكاتب الشركة وقاعات المؤتمرات والممرات الداخلية والمصاعد. وكان التدخين ممنوعاً أساساً في المصانع والكافيتيريا ومراكز اللياقة البدنية التابعة للشركة التي تنتج سجائر «كامل». وبررت الشركة سبب بدء العمل بهذه القوانين مطلع العام المقبل، بأنها تحتاج خلال هذه الفترة لبناء أماكن خاصة للمدخنين، وأن هذه التعليمات ستدخل حيز التنفيذ في حال انتهت الشركة من بناء مساحات داخلية لمدخنين قبل الموعد المذكور. وقال الناطق باسم «رينولدز» ديفيد هاورد، إن سياسة منع التدخين داخل مقرات الشركة ستدخل حيز التنفيذ بعد أن تنتهي الأخيرة من بناء مساحات داخلية خاصة بالمدخنين، غير أن الشركة ستسمح في الوقت ذاته باستخدام السجائر الإلكترونية وغيرها من المنتجات التي تحتوي على التبغ ولكن لا تُدَخَّن. يشار إلى أن نسبة المدخنين بين موظفي «رينولدز» البالغ عددهم 5200 تساوي نسبة المدخنين في الولاياتالمتحدة، أي 18في المائة. المنظمة العالمية للصحة: خطورة التسمم تزداد مع انتهاء صلاحية السجائر ترى المنظمة العالمية للصحة أن التجارة غير القانونية تساهم في زيادة استهلاك مواد التبغ بتيسير شراء السجائر بثمن رخيص وفي متناول الجميع، خاصة الشباب والفقراء الذين يعوزهم العلاج، بالإضافة إلى بيع السجائر بالتقسيط بنقط البيع غير القانونية. ومضار التدخين عديدة، وهو أصل أنواع كثيرة من السرطان كسرطان الرئة (سرطان الرئة نادر جدا بين غير المدخنين ومعظم المصابين بسرطان الرئة هم بين مدخني السجائر) وأمراض الرئة المزمنة وغير السرطانية، ويسبب كذلك تقلصاً في شرايين القلب وبالتالي الذبحة القلبية والتهاب اللثة واللسان والتهاب الغدد اللعابية والتقرحات وسرطان الفم والأنف وتدمير الأسنان. أما عند الحوامل، فقد أثبتت الدراسات أن النساء الحوامل المدخنات معرضات بنسبة عالية للولادة قبل الأوان وللإجهاض ولولادة الجنين ميتاً، ولموت الطفل في الأسابيع الأولى بعد الولادة. «كلما كانت مدة انتهاء صلاحية تلك السجائر أطول، كلما زادت خطورة التسمم وهي تُعجِّل مثلا بعملية الإجهاض عند الحامل بحكم أن الجنين يهزل»، حسب الدكتور الأخصائي. وقد وجدت أبحاث أجريت في سويسرا أن نسبة سرطان الثدي تتضاعف ثلاث مرات عند المرأة المدخنة، بالإضافة إلى زيادة نسبة حدوث هشاشة العظام، وخصوصا في منطقة العمود الفقري والحوض، مما يؤدي إلى حدوث كسور مضاعفة. وتضيف المنظمة العالمية أن المعطيات تؤكد أن مدخنا من أصل اثنين سيموت من مرض له علاقة بالتدخين. هذا الأخير الذي يقتل 4,9 ملايين شخص كل سنة، وهذا الرقم مرشح للارتفاع وسيصل حسب التقديرات إلى 8,4 ملايين في أفق سنة 2020 و70 % من الوفيات ستعرفها البلدان النامية. وفي المؤتمر الأوروبي العاشر للسرطان، كان هنالك استطلاع يفيد بأنه يتوفى شخص كل 10 ثوان بسبب التدخين. «فقدت زوجي أياما قبل عيد الأضحى بسبب سرطان الرئة. كان يدخن كثيرا ولم يستطع ان يقلع عن التدخين رغم نصيحة الطبيب. خلا ليا 3 انتاع الدراري .الله يرحمو ويعفو على اللي كيكمي». تقول سيدة في العقد الرابع من عمرها والدموع تنهمر من عينيها. إن السجائر المهربة تمثل 6 إلى 8,5% من الاستهلاك العالمي، حسب البنك الدولي. وخمس الإنتاج الإجمالي يذهب إلى التصدير وثلث هذه الكمية (30%)، أي ما يمثل 355 مليارا من السجائر سنويا، يعرف طريقه إلى التهريب. وحسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة، يتوفر المغرب على قسط وفير من هذه الكمية المهربة. وتوصلت شركة التبغ، حسب دراسة قامت بها إلى أن 57 مليون علبة من السجائر المهربة تم استهلاكها سنة 2001 بما يقابل أكثر من 1 مليار سيجارة، يمثل 8% من ال10 ملايين مدخن مغربي، يعني 800.000، فكم هي حصة الجهة الشرقية؟