ما زالت قضية غلاء فواتير الماء والكهرباء تخرج سكان المناطق القروية إلى الشوارع للاحتجاج. فقد عرفت بلدة تاهلة احتجاجات متكررة في الآونة الأخيرة على غلاء فواتير المكتب الوطني للماء والكهرباء، ما دفع السلطات المحلية إلى اتهام نشطاء حقوقيين بالمنطقة بتحريض السكان على الاحتجاج، ودفعهم إلى عدم تسديد فواتير الماء والكهرباء، وهي الاتهامات التي لم تتردد عدد من الفعاليات الجمعوية في المنطقة بوصفها بالباطلة، مطالبين بتدخل السلطات من أجل معالجة اختلالات هذه الفواتير عوض توجيه مراسلات نعتت ب"التهديدية"، في حين تحدثت بعض المراسلات التي وجهت لفعاليات بالمدينة عن أن إدارة المكتب الوطني للماء والكهرباء فتحت مكتبا لتلقي شكايات المواطنين بخصوص ارتفاع الفواتير، دون أن يسفر هذا القرار عن توقيف الاحتجاجات المتواصلة التي تعرفها هذه البلدة، وهي الاحتجاجات التي وصفتها السلطات المحلية بالمخالفة للقانون، ما يترتب عنه الإخلال بالأمن العام بالمدينة، حسب تعبير المراسلة ذاتها. وشهدت كل من مدينة ميسور وبلدة إيموزار مرموشة، التابعتين إداريا لإقليم بولمان، وبلدة تاهلة التابعة لإقليم تازة، في الأيام الأخيرة إلى الشوارع، مرددين شعارات مناهضة لغلاء المعيشة، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية، وما شهدته فواتير الماء والكهرباء في الشهور الأخيرة من ارتفاعات صاروخية، عجزت معها العديد من الأسر ذات الدخل المحدود في القرى عن أدائها. ففي مدينة ميسور تحالفت هيئات نقابية وحزبية لتأطير مسيرة احتجاجية بداية الأسبوع، جابت مختلف شوارع المدينة، وشارك فيها عدد كبير من المواطنين، مرددين شعارات مناهضة لغلاء الفواتير، ومطالبين الحكومة بسن سياسات اجتماعية تراعي مصالح الفئات الاجتماعية الفقيرة، وخاصة في المناطق القروية التي تعاني من الهشاشة، وغياب فرص الشغل. ودعوا، في المقابل، إلى إقرار تدابير من شأنها المساهمة في فك العزلة عن المنطقة، وتزويدها بالبنيات التحتية الأساسية، وجلب الاستثمار بشكل يمكن من خلق فرص الشغل للأعداد المتزايدة من الشباب العاطل، سواء منه الحاصل على الشهادات الجامعية، أو من لم تسمح له ظروفه الاجتماعية لاستكمال دراسته. وشهدت منطقة إيموزار مرموشة، وهي من القرى التابعة لإقليم بولمان، نهاية الأسبوع الماضي، احتجاجات عارمة على غلاء المعيشة، وارتفاع فواتير الماء والكهرباء، في وقت تعاني فيه فئات واسعة في المنطقة من الفقر والهشاشة، بحسب ما ورد في بيان لتنسيقية المجتمع المدني بالمنطقة. وردد المتظاهرون شعارات من قبيل "كيف تعيش يا مسكين، المعيشة دارت جنحين"، و"الكهرباء تمشي وتجي، والفواتير كتكوي"، في إشارة إلى الانقطاعات المتكررة التي يعرفها التيار الكهربائي بالمنطقة، لكن مع ذلك، فإن المواطن يضطر إلى أداء فواتير ملتهبة نهاية كل شهر.