لم يعد رفض المدربين حضور الندوات الصحفية التي تعقب مباريات فرقهم، يقتصر على مدرب أو مدربين، لقد تحول الأمر إلى «عدوى»، بل إن حتى بعض المدربين الشباب الذين كنا نعقد عليهم الأمل ليقطعوا مع هذه السلوكيات أصبحوا يسيرون على المنوال نفسه، وآخرهم هشام الإدريسي، مدرب النادي القنيطري الذي تخلف دون سابق إنذار عن ندوتي مباراتي «الكاك» وشباب خنيفرة، ثم مباراة المغرب التطواني، أول أمس السبت بملعب سانية الرمل بتطوان، حيث ألحق أول هزيمة بالفريق التطواني وبمدربه عزيز العامري بملعبه بعد أزيد من عامين لم يتذوق فيها الفريق التطواني طعم الهزيمة أمام أنصاره. لقد غاب رشيد الطوسي مدرب الجيش الملكي لمدة طويلة عن الندوات الصحفية، قبل أن يعود إليها لما «رشقات ليه»، وعلى المنوال نفسه يسير مدرب الدفاع الجديدي حسن شحاتة، الذي يفوض مهمة الحديث للصحفيين لمساعده طارق مصطفى. وإذا كان لابد من التنويه بالأداء الجيد لفريق النادي القنيطري ومدربه هشام الإدريسي، خصوصا بعد النتيجتين الإيجابيتين الأخيرتين أمام كل من شباب خنيفرة(3-0) والمغرب التطواني(1-0)، فإنه لابد أيضا من لفت انتباه الإدريسي وغيره من مدربين أن حضور الندوات الصحفية ليس منة، وأنه يدخل ضمن صميم عمل المدرب، بل إن هناك مدربين يعتبرون الندوات الصحفية سواء التي تسبق المباريات أو تعقبها جزءا من المباراة. في حوار سابق مع فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قال الرجل إن الإصلاح يتم بالتشريع وبالقوانين، وليس ب»التهجاج». ولأن المناسبة شرط كما يقول الفقهاء، فإنه لابد من توجيه السؤال إلى مؤسسة الجامعة عن ما قامت به من أجل وضع حدا ل»تسيب» بعض المدربين الذين يعتقدون أن حضور الندوات الصحفية رجس من عمل الشيطان، أو أنهم ربما سيلتقون مخلوقات عجيبة نزلت من كوكب آخر، من الأفضل أن يتجنبوا لقاءهم، فأين هو التشريع. إن من المفروض أن يتم التنصيص على حضور المدربين للندوات الصحفية بشكل قانوني، مع تعريض المدرب لغرامات مالية كبيرة إذا تخلف عن الحضور، وأن يصل الأمر إلى خصم نقاط من رصيد الفريق إذا تكرر الأمر، لكن للأسف لم نر أثرا لمثل هذه الأمور البسيطة والتي من شأنها أن تنظم اللعبة وأن تغني المنافسة مثلما يحدث في الكثير من البطولات الأجنبية، بل إنه أيضا لا يوجد أي فريق مغربي يفرض على المدرب في العقدة التي تربطه به أن يحضر الندوات الصحفية، وأن يخصص وقتا معينا للتواصل. بقي فقط أن نذكر أن العديد من المدربين عندما يدخلون في «عطالة» أو تنقطع بهم السبل، فإنهم بسرعة يتحولون إلى محللين تلفزيونيين، وزبناء أوفياء للميكروفونات وآلات التسجيل.