إلى حدود الساعة ما تزال الأجواء الكروية متوترة ومتضاربة بخنيفرة، منذ الأنباء التي تناقلتها الأنباء المحلية والإعلامية حول «تسلل» المدرب هشام الإدريسي نحو مدينة القنيطرة للتعاقد مع فريق النادي القنيطري (الكاك)، بعد انفصاله المنفرد، من جانب واحد، عن تدريب شباب أطلس خنيفرة، وتضاربت التعليقات أول الأمر بين نفي الخبر وتأكيده، والقول بأن خطوة هشام الإدريسي جاءت على خلفية الخسارة التي مني بها الفريق الخنيفري أمام حسنية أكادير بأربعة أهداف مقابل هدفين، برسم الجولة الرابعة للبطولة الوطنية للمحترفين، في حين أجمعت باقي الآراء على أن المدرب المذكور قام بمغامرته نتيجة التصريحات المثيرة لرئيس الفريق، إبراهيم أوعابا، والتي انتقده فيها وحمله مسؤولية الخسارة جراء سوء التخطيط البشري والتكتيكي، وأنه كان بالإمكان تلافي الهزيمة لو تم الحفاظ على استقرار تشكيلة الفريق، الأمر الذي رأى فيه المدرب الإدريسي «تدخلا» في شؤون مهمته، وكان قد أكد أنه تعرض للعديد من المضايقات من أناس، مدفوعين من أشخاص يعرفهم الخاص والعام، مباشرة بعد صعود الفريق إلى القسم الأول. وفي خرجات إعلامية لرئيس الفريق، إبراهيم أوعابا، شدد على أنه لم يقع بينه وبين هشام الإدريسي أي خلاف شخصي باستثناء تصريحه المدلى به على هامش نهاية مقابلة فريقه بفريق حسنية أكادير بملعب أدرار الدولي، والذي لم يكن تصريحا رسميا بقدر ما كان مجرد ملاحظة لا بد منها، وأن تحميله مسؤولية الهزيمة لهذا المدرب جاءت تعليقا على الطريقة غير الموفقة التي نهجها في هذه المقابلة، ومن خلال تصريحاته أبى رئيس الفريق إلا انتقاد المدرب عن اجتماعه بمسؤولي فريق آخر على مائدة التفاوض في ظروف تستدعي الاستفسار والمساءلة، سيما أن المعني بالأمر، يضيف الرئيس، لم يقم بأي تعليل يبرر به غيابه اللاقانوني عن تداريب الفريق والذي وضع جملة من الاستفهامات، رغم أن هذا الأخير لم يتخلف عن تبرير غيابه بسبب مرض والدته التي نقلت إلى المستشفى إثر تعرضها لوعكة صحية، ووجد في المواقع الاجتماعية فضاء لنشر صورته رفقة والدته وهي طريحة سرير المستشفى، وبعدها أعلن عن اتصال معه من طرف الأمن الذي طالبه بإشعاره في حال دخوله المدينة بغاية حمايته. أعضاء المكتب المسير لشباب أطلس خنيفرة ومنخرطيه قرروا تحدي الوضع وبحث رد الاعتبار للفريق، وعقدوا اجتماعا طارئا، مساء الخميس ثاني أكتوبر 2014، لأجل التداول في شأن ما يمكن اتخاذه من القرارات المناسبة، فاتفقوا على رفع «البطاقة الحمراء» في وجه المدرب هشام الإدريسي على خلفية فعل الانتقال إلى فريق آخر، والذي اعتبره الجمهور الرياضي بدوره إهانة في حق الفريق المحلي وكرامة جمهوره، إضافة إلى ما يتعلق بتدهور علاقته برئيس الفريق وببعض اللاعبين والإعلاميين المحليين، وصمم المجتمعون، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، على ضرورة اللجوء للجنة الأخلاقيات بالجامعة الملكية بشكاية ضد المعني بالأمر لإخلاله بالبند المتعلق بمثل الفعل الذي قام به في تفاوضه مع فريق آخر وهو ما يزال مرتبطا بعقد احترافي بالفريق الخنيفري. وأجمع المجتمعون على مقترح اللجوء للجنة الأخلاقيات بالجامعة في حالة ما فشل مقترح فسخ العقد بالتراضي بين الطرفين، وإما العمل على إلغائه من جانب المكتب المسير، وهذا يتطلب تسديد مجموع ثلاثة أشهر بمبلغ 21 مليون سنتيم للمدرب، واسترجاع منحة التوقيع التي كان قد تم تسليمها له، وقدرها 10 ملايين سنتيم، ولعل كل المؤشرات إلى حدود الساعة تسير باتجاه التقدم للجنة الأخلاقيات لأنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها المعني بالأمر إلى فعلته، بل سبق له أن فشل في عملية تفاوض قام بها مع فريق أولمبيك آسفي، في حين لم يفت رئيس الفريق تطمين الجميع بأن لا خوف على الفريق من وضعية الفراغ، ولا يزال أمامه الوقت الكافي لإيجاد الحل المناسب، وقد أجمعت التدخلات على ضرورة التعاقد مع أي مدرب متميز ومعروف يحترم تاريخ الفريق وثوابته. والأدهى أن هشام الإدريسي كان يود أن تنتهي مفاوضته مع الفريق القنيطري «تحت الدف» من خلال ما نشرته بعض المواقع الالكترونية حول «تراجع المدرب هشام الإدريسي توقيع عقد إشرافه على تدريب فريق الكاك لاستيائه فقط من خرق مكتب هذا الفريق لمبدأ سرية المفاوضات إلى غاية التوقيع»، سيما أنه ما يزال مرتبطا بعقد مع فريق شباب أطلس خنيفرة الذي حقق معه الصعود إلى القسم الوطني الأول للمحترفين، وهو ما أثار جدلا واسعا بين أوساط الجمهور الخنيفري وساهم في تشتيت تعاليق وأراء الشارع الرياضي المحلي بين مُطالب بعودة المدرب هشام الادريسي ومُطالب بإنهاء العلاقة معه رغم إسهامه في قيادة الفريق إلى تحقيق الصعود، وأن الهزيمة أمام فريق أكادير هي الأولى في الدوري ولن تنقص شيئا مما حققه الفريق من نتائج إيجابية رغم قلة وضعف الإمكانيات. وكم كانت مفاجأة الشارع الرياضي كبيرة، حسبما سجلته «الاتحاد الاشتراكي»، عندما عاد هشام الإدريسي مؤخرا، من خلال منابر إعلامية، لنفي أن يكون قد قدم وعودا بتدريب أي فريق من الفرق الوطنية، محاولا التأكيد على أن كل ما تم تداوله في هذا الإطار ليس إلا إشاعة ولا أساس له من الصحة، وأنه ليس من المنطقي أو المهني أن يقوم بذلك، وأن ما حدث هو أن بعض رؤساء الأندية فهموا من خلال التصريحات التي أطلقها رئيس فريق شباب أطلس خنيفرة أنه انفصل عن الفريق الخنيفري، فسارعوا إلى الاتصال به للإشراف على تدريب فرقهم، بينما ليست له أدنى نية للإخلال بالتزاماته مع الفريق الخنيفري، إلا إذا كان لرئيس شباب خنيفرة رأي آخر، يضيف هشام الإدريسي، ولم يعثر المراقبون على أدنى تفسير لمواقف المدرب، وكيف أنكر مفاوضاته مع النادي القنيطري رغم تأكيدها من طرف الجميع، بمن فيهم إحدى المحطات الإذاعية التي أذاعت مقتطفا من تصريح الناطق الرسمي باسم النادي القنيطري وهو يثبت فيه هذه المفاوضات. الجدل الذي خلفته أزمة شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم، انتقل إلى المواقع الاجتماعية ووسائل الإعلام، حيث خرجت إحدى الأسبوعيات المختصة في الرياضة بانتقاد شديد اللهجة لرئيس الفريق، إبراهيم أوعابا، إثر تصريحاته التي أدلى بها بعد المباراة التي جمعت فريقه بفريق حسنية أكادير، حول التشكيلة وأداء اللاعبين، مع إطراء هشام الإدريسي بالقول إنه كان شجاعا وجريئا في التعامل مع مجريات المباراة، وهو ما جعل إبراهيم أوعابا يرد بقوة على ما تمت كتابته بوجود «فرق شاسع بين التدخل في اختصاص المدرب، إن على مستوى وضع البرنامج العام للتداريب من تهيئ وإعداد وانتداب اللاعبين وإدارة المباريات، وبين التحليل للمباريات بالنقد والتوجيه، الذي هو فعلا من واجب أصحاب الاختصاص، والذي يكون في الحال، لأجل تدارك النتيجة، وما بين النقد / الرأي الذي يأتي بعد المباراة»، مضيفا أنه «تدخل لإعطاء رأيه الشخصي ولو أن البعض حاول مصادرته، خاصة من الذين يرغبون في تحويل المسير إلى ماكينة لطبع الأموال فقط»، حسب إبراهيم أوعابا الذي أكد أن رأيه جاء كجواب على الإدريسي الذي ما فتئ يعتبر الفريق مغمورا وصغيرا وأن إمكانيات المدينة لا تسمح بانتداب لاعبين كبار، وقد سبق لرئيس الفريق التعبير عن قلقه إزاء تحدث المدرب عن أشياء بعيدة عن اختصاصاته، وتهم المكتب المسير. ونفى رئيس الفريق أن يكون صوب نيرانه باتجاه المدرب الإدريسي الذي خسر مباراة حسنية أكادير، بل أنه «لم يمارس حقه إلا في النقد، و لازال مصرا على أنه كان بالإمكان تلافي الهزيمة لو لم يدخل تلك التغييرات المفاجأة على تشكيلة الفريق، و الفريق يحتاج إلى جمع النقط و ليس إهدارها، كما لا يحتاج إلى تقديم الفرجة لكي يحصد النتائج السلبية ويجد نفسه في الأخير يتدحرج إلى القسم الثاني، بل يحتاج إلى التأقلم بالسرعة المطلوبة مع منظومة البطولة الاحترافية دون المساس بثوابته و بقواعده الأساسية»، وتظل وضعية فريق شباب أطلس خنيفرة استثنائية على مفترق طرق لا أحد يتكهن بما ستنتهي إليه، وتساءلت صفحة الفريق الخنيفري على الفايسبوك هل هناك بوادر لعودة المدرب هشام الإدريسي بعد الحوار الذي دار بينه وبين الرئيس على محطة راديو مارس يوم الخميس 2 أكتوبر الجاري والاجتماع الحاشد لجميع مكونات الفريق مساء ذات اليوم ؟