لم يستوعب جمهور الكرة كيف خسر فريق الرجاء البيضاوي في مباراته أمام فريق حسنية أكادير، بتلك الخماسية. وهي الهزيمة التي استمرت آثارها بادية في مباراة الفريق ضد فريق أولمبيك خريبكة، والتي انتهت متعادلة. تبادل الغاضبون، وأولائك الذين تشفوا في الفريق الأخضر وفي هزيمته، الكثير من الحكايات، بعضها كان كاريكاتوريا. لكن بعيدا عن الصور الكاريكاتورية، التي كشفت عنها جماهير الكرة هنا وهناك، فالضرورة تفرض علينا طرح السؤال المستفز كيف خسر فريق لعب نهاية كأس العالم للأندية، وله ما يكفي من التجارب بتلك الطريقة الغريبة؟ المقربون من بيت الخضراء يتحدثون على أن الفريق عانى منذ مواسم من هزات جعلته بدون استقرار تقني. ويحكون عن ملل ونحل تنخر جسد «فريق الشعب»، لذلك ظل ينتظر الوقت المناسب ليسقط أرضا. ويحكون عن مكتب السيد بودريقة، الذي يعتبر نفسه آخر من يعلم، وعن الأخطاء والتجاوزات. لذلك لم تكن الحصيلة اليوم غير هذه الفضيحة الكروية التي عنوانها خمسة أهداف في مباراة واحدة. في جموع الرجاء، يتحدث المسيرون عن قيمة ما صرفوه بعد أن تجاوزوا منذ سنوات سقف الخمسة ملايير. لكنهم لا ينتبهون للاعبين والمؤطرين. والحصيلة هي أن الرجاء ضيعت في نهاية الموسم الماضي لقبا يساوي مشاركة أخرى في كأس العالم للأندية. وضيعت مدربها الأول امحمد فاخر، ومدربها الثاني فوزي البنزرتي. وعادت في مستهل هذا الموسم لتضيع مدربا ثالثا هو الجزائري عبد الحق بن الشيخة. فكيف يمكن للاعبين أن يستوعبوا في ظرف زمني قصير ما الذي يقترحه هذا المدرب أو ذاك. الرجاء يعاني اليوم من عدة اختلالات، رغم بعض حبات الأسبرين التي تم توزيعها لوقف الصداع دون القضاء عليه. لذلك تم التعاقد مع المدرب البرتغالي جوزي روماو، الذي يحاول ترميم البيت الداخلي بشكل ترقيعي ظهرت عيوبه في مباراة أكادير ومباراة خريبكة. اليوم يتحدث الرجاويون المهووسون بحب الفريق عما وضعه مكتب السيد بودريقة من تصور وبرنامج، سواء على المستوى القريب أو المتوسط أو البعيد. يفترض في فريق كبير بحجم وقيمة الرجاء أن يوضع مخطط عمل واضح المعالم. ويفترض في المكاتب المسيرة، التي تتسابق على الكراسي وتصنع في كل جمع عام لوبياتها وقواتها الاحتياطية، أن تقدم لجمهور الرجاء ومنخرطيه برامج العمل المضبوطة بتواريخ، والمحددة بما يلزمها من موارد مالية، تماما كما تصنع الفرق الكبيرة. لا شيء من هذا حدث ويحدث في جمع الرجاء أو الوداد أو في كل الفرق المغربية التي تنشغل بتدبير اليومي ليس إلا. اليوم لا أحد في الرجاء، التي تفجرت بها فضيحة الخماسية، يعرف ما الذي يريده الفريق خلال هذا الموسم. لذلك يطرح السؤال كبيرا هل يراهن الفريق على لقب الدوري ويدافع عنه بعد أن ضيعه الموسم الماضي، أم أنه يخطط للعب أدوار متقدمة في كأس عصبة الأبطال الإفريقية، التي غاب عنها لسنوات. وهي التي تصنف على أنها الأفضل والأغلى إفريقيا. أم أن الرجاء وضعت مخططا للتشبيب وإعطاء الفرصة لأبناء مركز التكوين، كما يتحدث المسؤولون بين الفينة والأخرى. إن مأساة الفرق المغربية، التي نسميها تجاوزا بالكبيرة، كما هو حال فريق الرجاء البيضاوي الذي تلقبه جماهيره العاشقة بالرجاء العالمي، هو أنها لا تعرف ماذا تريد بالتحديد. لذلك تعقد جموعها العامة فقط للحديث عما صنعته أدبيا وماليا. ولا تجد في كل تقاريرها ما الذي تفكر فيه مستقبلا. لا أحد يتحدث للمنخرطين وللجماهير العريضة عن المستقبل. وكل الهم هو الحاضر القريب الذي غالبا ما يكشف عن بعض المفاجئات التي تكون غير سارة، كما هو حال هذه الهزيمة المدوية التي حصدها الفريق الأخضر، والتي ستترك خلفها الكثير من اللغط.