جاءت فكرة إنشاء أول مصحة مغربية تهتم، بشكل خاص وحصري، بحالات العقم بشتى أنواعها من طرف حسن بودرار، مختص في أمراض النساء والتوليد والمساعدة الطبية على الإنجاب، والدكتور فؤاد بيان، أخصائي في طب الإنجاب، بعد عشرين سنة من الممارسة والاختصاص في مجال الخصوبة وما يزيد على 500 محاولة في السنة لعلاج العقم بجهة مراكش. ويوضح حسن بودرار، من خلال اللقاء التالي، أسباب العقم وكذا سبل العلاج التي توفرها المصحة الخاصة. - ما الدوافع الأساسية لإحداث مصحة متخصصة في علاج العقم والمساعدة على الإنجاب في مراكش؟ أعتقد أنه بعد عشر سنوات من مزاولتي مهمة المساعدة الطبية على الإنجاب، اتضح وجود نقص على مستوى المراكز المتخصصة في هذا النوع من العلاجات، خصوصا بعدما تبين فشل بعض الأشخاص في بلوغ نتائج علاجية حسنة، لذا بدأ التفكير في إحداث مركز صحي متخصص في المساعدة على الإنجاب. - هل، في نظركم، ستتمكنون من خلال المصحة المتخصصة من تخفيف حدة العقم لدى الزوجين؟ فعلا هدفنا هو التخفيف من حدة العقم لدى الزوجين، اللذين غالبا ما يكتفيان بالتوجه إلى أخصائي أمراض النساء والتوليد فقط، بينما نحن في المصحة نوفر المساعدة الطبية والمعالجة النفسية وأيضا التدخل الطبي. إن الإنجاب بالمساعدة الطبية وعن طريق الممارسات السريرية والبيولوجية، يتطلب نقل البويضات المخصبة في المختبر بواسطة التلقيح الاصطناعي. - هل يمكن اعتبار الزوجين اللذين لم ينجبا مريضين؟ لا، لا يعتبران مريضين، لذلك لا يجب أن يخضعا للعلاج في مصحات تضم تخصصات عدة، حيث يخلف ذلك أثرا سلبيا لدى الزوجين، وهذا هو هدفنا من خلق مصحة متخصصة في علاج مشكل العقم والخصوبة والمساعدة على الإنجاب. - ما هي أسباب العقم عند المرأة والرجل؟ هناك أسباب كثيرة، نصفها يكون لدى الرجل والنصف الآخر يكون لدى المرأة. وبالنسبة لأسباب العقم الأكثر شيوعا عند المرأة، هي عدم التوازن الهرموني في بطانة الرحم أو الضرر الأنبوبي أو أعراض الأكياس الموجودة في المبيض أو تشوهات الرحم أو التقدم في العمر. أما عن أسباب العقم عند الرجال، فهي غير واضحة، ولحسن الحظ يمكن للعديد من هذه الأسباب أن تعالج بسهولة. - هل هناك إحصائيات بخصوص عدد الأشخاص الذين يعانون العقم في المغرب؟ حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن ما بين 10 و15 في المائة من الأزواج في المغرب يعانون العقم، ويجري إنجاز ما بين 400 و500 محاولة لعلاج العقم في السنة، وهذه النسبة قليلة، فهناك أشخاص لا يخضعون للعلاج في مراكز متخصصة في علاج العقم، ومنهم من يجهل هذه المراكز. وهناك كذلك بعض الأطباء الذين يحددون للمرضى وصفات طبية تجعلهم يتأخرون عن موعد العلاج.