في تطور مثير للحرب التي تشنها السلطات الأمنية على تهريب الأقراص المهلوسة القادمة من الجارة الجزائر، سقط في قبضة حاجز أمني بمدخل مدينة فاس متهمان غير عاديين بمحاولة تهريب ما يقرب من 6482 حبة «قرقوبي»، كان من الممكن أن يؤدي ترويجها بمختلف الأحياء الشعبية للمدينة إلى المزيد من تعقيد الوضع الأمني بها، خاصة أن جل الجرائم والاعتداءات التي ترتكب من قبل الجانحين، عادة ما يقف «القرقوبي» الجزائري خلفها. فقد اعتقلت الشرطة القضائية متهمين غير عاديين ينتميان إلى سلك الجيش في هذه القضية، حيث يشتغل الأول ضابط صف برتبة رقيب، ويتبع للفوج السابع للتدخل السريع بالحسيمة، أما الثاني فضابط صف تابع لمدرعات كرسيف. وكشفت التحريات أن الجنديين تعرفا على بعضهما البعض وهما في فترة تدريب في حامية كرسيف. وتحكي مصادر مطلعة أن مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن فاس، وفي إطار التنسيق مع مديرية الشرطة القضائية، مع المصالح الخارجية، قد توصلت بتاريخ 11 أكتوبر الجاري بمعلومات تفيد بأن سيارة على متنها جنديان قد غادرت مدينة وجدة وهي محملة بكمية هامة من الأقراص المهلوسة، وبأنها ستعبر مدينة فاس في اتجاه جماعة عين الله القروية المحيطة، حيث ستسلم البضاعة لشقيق أحد الجنديين المتهمين، والذي تمكن من الإفلات من قبضة الأمن بعد مطاردته. وعمدت فرقة أمنية مكلفة بهذه العملية إلى ضرب حراسة سرية بجميع مداخل ومخارج المدينة لضبط السيارة المحملة بالأقراص المهلوسة، ونجحت في إيقاف الجنديين، وبعد تفتيش السيارة تم العثور على مجموعة من اللوحات الصيدلية المتضمنة لأقراص القرقوبي. وتم حجز السيارة والهواتف النقالة والسلعة المهربة، وأحيل المتهمان على الشرطة العسكرية، للاحتفاظ بهما رهن الاعتقال بالحامية العسكرية، قبل أن يتم الاستماع إليهما من قبل عناصر الشرطة القضائية في محاضر رسمية بحضور مسؤول الشرطة العسكرية. وحاول أحد الجنديين نفي التهمة عنه، وقال إنه لم يكن يعلم أي شيء عن أقراص القرقوبي، موردا أن أبواب سيارته أصيبت بعطب، وتترك مفتوحة، لكن عناصر الشرطة أجرت معاينة على السيارة، وتبين أن أبوابها تغلق بإحكام بواسطة مفتاح السيارة، ما جعل الجندي لا يجد أي رد، بعدما كشفت تصريحاته أنه كان في حاجة إلى المال للوفاء بدين في ذمته.