قدمت منظمة الصحة العالمية أرقاما مخيفة عن مرض إيبولا القاتل، المرض الذي ينتشر بسرعة كبيرة بين المواطنين في بلدان إفريقية، والذي خلف العديد من الضحايا.. وهو الأمر الذي دفع بوزارة الشباب إلى طلب تأجيل الكان الإفريقي، ومن حقها أن تفعل ذلك.. من حقها أن تتجنب تجمعا جماهيريا قد يخلف مرضى ويحول الفرحة عند البعض إلى مأساة.. صحيح أن القرار خلف استياء عارما بين صفوف المغاربة الذين كانوا يحسبون الأيام من أجل حضور حدث رياضي قد لايتكرر تنظيمه في بلادنا إلا بعد حين.. كان البعض يحلم بمعانقة كأس إفريقيا التي تعذر علينا الفوز بها منذ سبعينيات القرن الماضي.. وصحيح أيضا أن قرار التأجيل لم يحسم فيه بعد من طرف الكاف.. ولكن صحة المغاربة أولا وثانيا وثالثا.. هكذا أعلنها أوزين صراحة في برنامج تلفزي.. وليس وزير الشباب والرياضة وحده من قدم طلب التأجيل، فقد وجد إلى جانبه الوردي، وزير الصحة, الذي يدرك جيدا حجم انتشار المرض وصعوبة احتوائه.. فأهل مكة أدرى بشعابها.. الوردي يعرف جيدا أننا فد نتعب كثيرا في محاربة «شنيولا»، وتجد مستشفياتنا نفسها عاجزة عن معالجة أمراض الشقيقة وبوحمرون، فماذا تملك من أجهزة لمحاربة مرض كهذا.. فقد اعترف الوردي يوما بأن مستشفياته مريضة، وتلزمها وصفة علاج ناجعة، المستشفيات التي تفتقر للأطباء والممرضين، وتشهد أقسام الولادة في مستشفيات كثيرة حالات وفيات نساء حوامل.. وتعددت حالات الولادة في المرحاض وأصبحت الولادة في الشارع عادة.. ولست في حاجة لتذكيركم بالأخطاء الطبية.. فقد عجزت وزارة الصحة عن الاستجابة لطلبات المرضى، يلزم المريض موعدا بالأشهر، إن أراد الدخول إلى قسم العمليات.. وقد يتطلب منك أمر الحصول على أدوية مجانية من المستشفى الوقوف في طوابير طويلة لتحصل في الأخير على فانيد ديال الراس، ولم تعمل وزارة الصحة على توزيع الأدوية الأخرى على المرضى، احتفظت بها في خزائنها لمدة طويلة حتى أصبحت بريمي ليتم حرقها فيما بعد.. وحتى عندما تحدثت يوما عن مجانية التطبيب، وجد المواطن نفسه مضطرا لأداء ثمن الدخول إلى المستشفى الذي يسمى «مجازا» عموميا، وهو الأقرب إلى عيادة خصوصية مع فارق بسيط في فاتورة الفحص الطبي.. وعجزت وزارة الصحة عن توفير «الأسرة» للعديد من المرضى من أجل تلقي العلاج.. اللي بغا يجي للسبيطار يجيب معاه السرير ديالو.. والدوا ما كاينش.. المجانية غير فالدخول.. حصلت معه وزارة الصحة على صفر كبير في الرعاية الصحية.. الوردي اعترف بمرض مستشفياته.. وصرح بعد ذلك بأن المغاربة مقهورين وتالفين.. واليوم هناك حديث مخيف عن فيروس إيبولا، الذي لا تملك وزارة الصحة أمامه سوى الدعاء، فقد نصح الرجل بعدم استضافة المغرب للكان.. ويعرف ما يعنيه من وراء ذلك، فصحة المغاربة أهم من تظاهرة رياضية، ولا أعتقد أننا نملك من الوسائل ما يمكننا من التصدي لهذا الداء الفتاك.. وهادي نصيحة من وزارة الصحة.