- كيف ترصدون الوضعية الوبائية لداء السل بالمغرب حاليا؟ < سجلت سنة 2008 إصابة حوالي 25500 مغربي بداء السل، أي 82 حالة عن كل 100 ألف فرد حسب ما صرحت به وزارة الصحة. وتفوق نسبة الإصابة في المناطق الحضرية الآهلة بالسكان حوالي 300 حالة من أصل 100 ألف نسمة. أعتقد أن الوضعية الحالية لا تنسجم مع الإمكانيات والعلاجات المرصودة للتصدي لهذا الداء المعدي، خصوصا وأن المغرب يتوفر على 2600 مركز قروي وحضري توفر علاجات ضد السل، وتشفي منه بشكل تام..الأطفال يعانون من وضع معقد لأن قوة احتمالهم ضعيفة مما يدفعهم إلى التخلي عن الدراسة. وانخفضت نسبة المغاربة المصابين بالداء منذ سنة 1996 إلى الآن، ونسبة مهمة من الإصابات تتمركز في المدن الكبرى التي تعرف كثافة سكانية مهمة، كما أن يصيب مختلف الأعمار بلا استثناء. وتتراوح مدة تحمل المريض المصاب بالسل ما بين 6 و18 شهرا، وانخفض وطنيا معدل الإصابات بالمرض إذ يسجل سنويا نسبة 2 و3 في المائة كل عام. وتسعى وزارة الصحة إلى التقليل من حالات الإصابة لتصل إلى 65 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة مقابل 82 حالة لكل 100 ألف نسمة والتي شهدتها السنة الماضية. - ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع؟ < إنها ترجع بالأساس إلى الاكتفاء بعملية التشخيص التي تشرف عليها وزارة الصحة وإغفال التوعية والتحسيس ودور المجتمع المدني. تتمثل مهمة هؤلاء الفاعلين في تتبع مراحل استشفاء المريض المصاب بالداء لتلافي توقفه عن العلاج في وقت مبكر لأنه يتسبب في نقل العدوى إلى المحيطين به. تغفل وزارة الصحة تتبع دور المجتمع المدني والتنسيق معه في الحملات التي يشرف عليها، حيث تتولى الجمعيات تحسيس وتوعية المرضى لكي يتجاوزوا مرحلة المرض بسلام. - وماذا تقترحون في العصبة كحلول؟ < نقترح في العصبة المغربية لمحاربة داء السل الاعتماد على عمليات التحسيس وتتبع حالات المرضى، وإدماج أطباء ومستخدمي القطاع الخاص في هذه العملية، حتى يتأتى لنا معالجة مراقبة المشاكل التي تؤدي إلى تفاقم الوضع. نحتاج إلى وضع آليات للمراقبة الصحية في المعامل والسجون وإنجاز تخاطيط عمرانية تتجاوب مع التهوية وتتفادى تكريس عوامل الاكتظاظ.