اعتقد كثيرون أن مع انتهاء الجمع الاستثنائي لفريق المغرب الفاسي و انتخاب المرشح الوحيد، رشيد الوالي العلمي، رئيسا جديدا للفريق، انتهى مسلسل التشويق الذي دام سنة بالتمام و الكمال، وطوي ملف الجمع الاستثنائي كما طويت ملفات جموع عامة سابقة ، غير أن الوضع لم يكن كذلك هذا الموسم، حيث انتقل ملف المغرب الفاسي إلى «الفيفا» بعدما قرر المرشح المبعد عن الرئاسة، عبد الحق المراكشي، عدم الاستسلام. صحيح ليست المرة الأولى، التي يشهد فيها جمع «الماص» أحداث مثيرة وحالة إبعاد من سباق المنافسة على الرئاسة و»داك شي»، فإلى عهد قريب عرفت جموع سابقة إقصاء مرشحين كما هو حال الرئيس السابق سعد أقصبي حين حاول منافسة مروان بناني، الذي لم يمر على انخراطه بالفريق الفاسي سوى ستة أشهر، و طرد منخرطين كما حدث مع محمد بناني في عهد رئاسة خالد بنوحود، الذي مُنع من الحضور وهو الذي يحمل معه حكما قضائيا، وتعنيف آخرين وسط الجمع لمجرد عدم رضاهم على التقرير المالي كما حدث مع المنخرط محمد لمشنق في السنة الثانية من ولاية الرئيس المستقيل مروان بناني، بيد أن الجمع الاستثنائي الأخير، فضلا عن تميزه بإقصاء واحد من أقدم المنخرطين، حمل مجموعة من المتناقضات تركت خلفها عدة أسئلة بدون إجابات. فهل من المعقول أن يتقدم مسير سابق بترشيحه لمنصب الرئاسة وهو يعلم أنه فاقد للشرعية لعدم تسوية وضعيته المالية؟ الرجل ظل متشبثا بشرعيته وأكد أنه أدى واجب الانخراط خلال الموسمين الأخيرين، وكان رئيس بعثة الفريق سنة 2012 خلال نهاية كأس السوبر بتونس، في مقابل ذلك أكدت إدارة الفريق عدم توصلها بواجبات الانخراط، بل أكثر من ذلك تحدّت المعني بالأمر بأن يتقدم ما يثبت ذلك، وهو ما يجعل المتتبع لشؤون الفريق يتساءل إن كان المراكشي سدد بالفعل مبلغ 40 ألف درهم، أم تلقى وعودا من طرف الرئيس السابق مروان بناني بقبول ترشيحه دون أداء واجبات موسمين. بعد إبعاد لمراكشي حضر مجموعة من المنخرطين ومسيرين سابقين فعاليات الجمع الاستثنائي وهم الذين عقدوا ندوة صحفية قبل ذلك انتقدوا خلالها سياسة بناني في إدارة شؤون الفريق بعد الجمع العام العادي، وزاد عليه الكاتب العام بتوجيه رسالة إلى جامعة كرة القدم، قبل أن يتغير الموقف ب 180 درجة، حصلت معها توافقات وتنازلات بين بناني ومعارضيه أسفرت عن تسليم المشعل إلى رشيد الوالي العلمي، وهي التوافقات التي ربما تظهر ملامحها فيما بعد، حيث لم يمر أسبوع عن منح بناني لقب رئيس شرفي، حتى تعالت أصوات، من بين من صادقوا على تقريره الأدبي و المالي، تتهمه بخدش صورة المغرب الفاسي. أكبر مستفيد من الجمع الاستثنائي الرئيس المستقيل مروان بناني، الذي ربح 100 مليون سنتيم بين الجمعين العادي و الاستثنائي، تبرع بنصفها لفائدة الرئيس الجديد رشيد الوالي العلمي، إذ كان بناني قريبا من استلام مبلغ 300 مليون، جزء من ديونه اتجاه الفريق، قبل الجمع العادي، غير أن تمديد فترة رئاسته لمدة شهرين جعلته يستعيد 400 مليون سنتيم ويتخلى عن الباقي الذي حدده التقرير المالي الأخير في مبلغ 180 مليون سنتيم. ما حدث في جمع «الماص» الأخير و ما يحدث في الجموع العامة للفرق الوطنية، يكشف بالملموس سلبيات المنخرط، ويحتم على جامعة لقجع ضرورة إعادة النظر قي قانون المنخرط كي لا تنتقل ملفات جموع عامة إلى مقر «الفيفا».