كأس إفريقيا للأمم 2015 لكرة القدم لم تتوقف، ورغم أن «الكاف» أعلن مبدئيا ر فضه للطلب، في انتظار قرار نهائي على هامش اجتماع مكتبه التنفيذي في 3 نونبر المقبل بالجزائر، فإن المغرب أعلن في خطوة أخرى مفاجئة عدم استعداده لتنظيم دورة الألعاب العربية التي كان مقررا إجراؤها في نونبر من السنة المقبلة. وزارة الشباب والرياضة ربطت رفضها بصعوبة استضافة المغرب لهذا الحدث، لأن آخر تظاهرة سينظمها هي كأس أمم إفريقيا والتي لن يفصلها عن الألعاب العربية إلا مدة زمنية لا تتجاوز التسعة أشهر، وهي بحسب الوزارة غير كافية، خصوصا أن المغرب بصدد تنظيم مجموعة من الأحداث الرياضية وبينها كأس العالم للأندية. فإذا كان طلب المغرب تأجيل تنظيم كأس إفريقيا للأمم بسبب تفشي وباء إيبولا في القارة الإفريقية وتحذيرات منظمة الصحة العالمية، يبدو مفهوما في جزء منه وقابلا للنقاش، فإن خطوة الاعتذار عن تنظيم الألعاب العربية تبدو مثيرة بدورها للقلق، بل وتفتح الباب أمام الكثير من القراءات، فالبلدان العربية لا تعرف انتشارا لوباء «الإيبولا»، كما أن المغرب عندما قبل أن ينظم الألعاب العربية بدلا من لبنان التي تواجه مخاطر أمنية، فإنه كان يعرف أنه سينظم كأس العالم للأندية وبعدها كأس إفريقيا للأمم، ثم كيف تربط الوزارة بين قرارها بالاعتذار عن استضافة الألعاب العربية وتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2015 علما أن الوزارة قدمت طلبا رسميا بتأجيلها إلى موعد لاحق، هل يعني ذلك أن المغرب يمكن أن يجد تسوية مع «الكاف» وينظم البطولة؟ فإذا كان المغرب سيمضي حتى النهاية في قراره الرافض لتنظيم «الكان»، فإنه كان من الأفضل لصورة المغرب الإبقاء على دورة الألعاب العربية. لقد ساهم طلب المغرب في تأجيل كأس إفريقيا للأمم في حالة من الارتباك، وجعل المخاوف من وباء «إيبولا» حقيقية، لكن للأسف الشديد فإن هذا الطلب وبالطريقة التي جاء بها، كان له وقع الصدمة، وساهم في حالة من الذعر، وبدل أن يخدم المغرب فإن مفعوله كان له وقع سيء، بدليل انخفاض معدل الرحلات السياحية المتوجهة من أوروبا إلى المغرب. أما رفض تنظيم الألعاب العربية، فإنه وقعه كان سيئا أكثر، لأن الحديث لن يقتصر فقط على وباء إيبولا، ولكنه سيمتد لأمور أخرى، بل ويرجح إمكانية وجود أشياء أخرى لم يتم الإعلان عنها. وقانا الله وإياكم شر «الإيبولا»، وجنبا وإياكم تداعيات قرارات لا نعرف هل نصفها ب»الانفعالية» أم «المتسرعة» أو ب»الحكيمة»، هذا مع الأخذ في عين الاعتبار أن الخطر الحقيقي ل»إيبولا» هم مهاجرو إفريقيا جنوب الصحراء غير الشرعيون الذين يتجولون بكل حرية في شوارع المملكة ويختلطون بالناس ويمشون في الأسواق، هؤلاء هم الخطر الأكبر، أما القادمون عبر المطارات فأمرهم أهون ومن السهل مراقبتهم وفحصهم.