ماذا يجري في قطاع السياحة بالمغرب؟ سؤال أصبح يطرح نفسه بشدة مع توالي التقارير التي تشير إلى تراجع قياسي في عدد السياح الوافدين على المدن المغربية، وخاصة مراكش، فبعد أن كشفت النقابة الفرنسية لمقاولات منظمي الرحلات السياحية عن إلغاء حصة مهمة من رحلاتها تجاه المغرب، جاء الدور على البريطانيين ليؤكدوا الشيء نفسه. وكشف موقع للحجز الفندقي على الإنترنيت أن طلبات السياح البريطانيين على فنادق مراكش تراجعت بحوالي 46 في المائة خلال الأسبوع الماضي، في وقت حذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية مواطنيها من مخاطر وهجمات قد تستهدفها في عدة بلدان من بينها المغرب. وعلى المستوى الإجمالي، سجل الموقع تراجع إقبال الأوربيين، وخاصة البريطانيين منهم، على الحجز في فنادق المغرب ككل بنسبة 31 في المائة. وكشف الموقع أن المقارنة بين الأسبوع الأول من شهر أكتوبر وبداية الأسبوع الثاني تظهر فرقا كبيرا في نسبة حجز الفنادق في المدينة الحمراء من طرف السياح البريطانيين. ويأتي الانخفاض في ظل قلق يسود أوساط مهنيي القطاع السياحي، بعد أن كشفت النقابة الفرنسية لمقاولات منظمي الرحلات السياحية عن إلغاءات أسفار تتراوح بين 15 و50 في المائة في اتجاه بلدان المغرب العربي. بالمقابل، أعلن وزير السياحة، لحسن حداد، أن الوزارة أحدثت خلية لليقظة لتتبع تطور وضعية السوق الفرنسي. ووصف الوزير، في تصريحات أدلى بها يوم الأحد الماضي، الأخبار التي تحدثت عن إلغاء 50 في المائة من الحجوزات المتأتية من السوق الفرنسي ب»الخاطئة»، مشيرا إلى أن بعض وكالات الأسفار كانت قد تحدثت عن انخفاض بنسبة 15 في المائة في ما يخص وجهة المغرب. وقال: « إن ما يأتي من السوق الفرنسي عن طريق وكالات ومنظمي الأسفار يمثل بالنسبة إلينا 12 في المائة، ونأخذ هذا الوضع على محمل الجد». وأشار حداد إلى أن خلية اليقظة هذه قد بدأت عملها بالفعل، وأنه بفضل عملها وجهود الدبلوماسية المغربية أعيد تصنيف المغرب من قبل وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية في خانة «اليقظة العادية». وكان المغرب بدأ في الترويج للسياحة في وجهات أخرى كروسيا وبولندا والبرازيل، في ظل تراجع السياح الأوربيين بفعل تداعيات الأزمة الاقتصادية. كما بدأت وزارة السياحة في العمل مع الفيدرالية الوطنية للسياحة، التي تضم المهنيين في القطاع، من أجل تتبع تدفق السياح وتقييم الوضع، في محاولة للحفاظ على النشاط السياحي.