عبر محسن متولي لاعب الوكرة القطرة والعميد السابق للرجاء عن خيبة أمله جراء النتائج السلبية التي حققها فريقه السابق الرجاء. وقال متولي في حوار أجرته معه «المساء» بالدوحة إنه لا يمكن له كواحد من أبناء الرجاء إلا أن يكون قلقا ومستاء، لكنه قال إن الرجاء بمقدوره أن يستعيد توازنه في المرحلة المقبلة، داعيا الجمهور إلى التحلي بالصبر ومواصلة دعم لاعبي الفريق. متولي الذي رفض أن يتم تحميل مغادرته للرجاء جزءا من مسؤولية النتائج السلبية التي حققها الفريق، شدد التأكيد على أن الرجاء أكبر من متولي وأن مسار الفريق لايتوقف على لاعب أو لاعبين. من ناحية ثانية قال متولي إن الاستغناء عن خدمات بنشيخة شابه بعض التسرع، مشيرا إلى أنه مع أن يمنح المدرب فرصة أكبر. في الحوار التالي يتحدث متولي عن التحول الذي شهدته حياته، وكيف أن زوجته لعبت دورا إيجابيا في هذا المسار، كما أبدى ندمه على لحظات الطيش التي ميزت مسيرته في السابق، وقدم اعتذاره لجمال السلامي مدربه السابق بعد أن انفعل ضده الموسم الماضي، وقال إنه يتمنى أن يتقبل السلامي اعتذاره خصوصا أن الأخير له فضل كبير عليه، ولم تفت متولي الفرصة دون أن يوجه شكرا خاصا لمن كان لهم الفضل في بروزره، قبل أن يعلن أنه سيظل وفيا لقميص الرجاء وأنه لن يلعب في المغرب إلا لهذا الفريق. - بعد مضي ست جولات من منافسات الدوري القطري، هل يمكن القول إن محسن متولي في الطريق الصحيح لإثبات نفسه في هذه البطولة؟ لقد مرت خمس جولات حتى اليوم، أحرزت خلالها ثلاثة أهداف، كما كنت وراء مجموعة من التمريرات الحاسمة لفائدة زملائي، بطبيعة الحال أنا راض عن انطلاقتي مع الفريق، لكنني أطمح لأن أظهر بمستوى أفضل وأن أساهم في قيادة الوكرة لتحقيق الانتصارات، ففي كرة القدم حتى لو كان اللاعب راضيا عن أدائه وعن المجهود الذي يقدمه في المباريات، إلا أنه في النهاية إذا لم ينعكس ذلك على الأداء الجماعي ولم يظهر الفريق عامة بشكل جيد ولم يحقق الانتصارات فإن الأداء الفردي لا معنى له. - وهل اندمجت بسرعة داخل الفريق؟ لقد حدث الاندماج بشكل سريع، بل ومنذ أن وطأت قدماي فريق الوكرة، ذلك أنني لم أحس بأنني غريب عن الفريق، فقد وجدت ترحابا كبيرا من طرف مسؤولي الوكرة، كما أن رئيس النادي في المستوى الكبير ورجل كلمة، ولذلك أنا سعيد بلعبي للوكرة وبحملي قميص هذا الفريق، وأملي كبير في أن أكون في مستوى الانتظارات وأن أقدم الإضافة للفريق. - بلاشك وجدت الكثير من الاختلافات بين الدوري القطري ونظيره المغربي؟ هذا مما لاشك فيه، ففي المغرب المنافسة أشد وهناك حضور لافت للجمهور بخلاف الدوري القطري الذي يفتقد للحضور الجماهيري، وبلا شك فإن المسؤولين يحاولون بشتى السبل سد هذا النقص، فعندما يكون الملعب مملوءا بالجمهور فإن المباريات تكون لها نكهة أخرى ويزداد الحماس، هذا دون الحديث عن الجمالية التي يمنحها تواجد الجمهور للمباريات. - لماذا اخترت اللعب للوكرة رغم أنه فريق متوسط حاليا في الدوري القطري؟ لقد توصلت بعروض من عدة فرق، لكنني وقعت لفريق الوكرة لأنه حدث اتفاق مع مسؤوليه، كما أن تجارب العديد من المغاربة داخل هذا الفريق كانت متميزة كما هو الحال مع عادل رمزي وأنور ديبة وعلي بوصابون وبوشعيب لمباركي ، كما أن وكيل أعمالي كريم بلق وصديقي بوشعيب لمباركي نصحاني بالتوقيع للوكرة. - جاءت انطلاقة الوكرة في الدوري القطري متباينة، ما السبب؟ لقد واجهنا فرقا قوية، ففي الجولة الأولى واجهنا فريق الجيش الذي يملك إمكانيات كبيرة وينافس على اللقب، وقد خسرنا أمامه بصعوبة بهدفين لثلاثة، وفي الجولة الثانية تفوقنا على الشمال بهدف لصفر، قبل أن نصطدم في الجولة الثالثة بفريق السد الذي يدربه الحسين عموتة وقد خسرنا بهدفين لصفر، علما أن السد فريق كبير جدا، لكننا في مباراة الجولة الرابعة أمام الخريطيات فزنا بهدفين لصفر، غير أن المفاجأة في اعتقادي هي التي حدثت في الجولة الخامسة أمام الشيحانية، إذ كنا متفوقين بهدف لصفر لكننا خسرنا بهدفين لواحد في مباراة كان من المفترض أن نحسمها لصالحنا، ثم في مباراة الجولة السادسة تعادلنا مع أم صلال وهو فريق محترم. - يتواجد إلى جانبك في الوكرة زميلك يونس الحواصي، اللاعب السابق للوداد والذي لعب أيضا للرجاء؟ الحواصي ليس غريبا عن الوكرة فهو سبقني للانضمام إلى هذا الفريق، ولديه إمكانيات كبيرة، وقد قدم الإضافة للوكرة في المباريات السابقة وسيقدم أكثر في المباريات المقبلة، هو لاعب متخلق وموهوب وقد ساهم بدوره في اندماجي داخل الفريق. - قبل أن تلتحق بالدوري القطري، من هم اللاعبون الذين استشرتهم في الأمر؟ لقد ربطت الاتصال ببوشعيب لمباركي، فهذا اللاعب خبر الدوري القطري وصال وجال فيه، وقد نصحني بالانضمام إلى الوكرة، كما أنه قدم لي نصائح كثيرة أفادتني، وستفيدني إن شاء الله في مشواري الاحترافي، وللأمانة فبعد الشيخ خليفة رئيس النادي ووكيل أعمالي كريم بلق فإن لمباركي كان له دور كبير في انضمامي للوكرة، إذ قال لي إن الوكرة فريق ألقاب وكؤوس وأنه كان من اللاعبين الذين ساهموا في بعض إنجازاته، وصراحة لم أسمع منه إلا كل خير عن الوكرة، وعندما يقدم لك لاعب بحجم لمباركي رأيه فلا يمكن إلا الأخذ به لأن لمباركي يجر خلفه تجربة كروية كبيرة، ويعرف الدوري القطري جيدا. - في مباراة الشيحانية التي خسرتموها بهدفين لواحد، كان بإمكانك أن ترفع غلتك من الأهداف، لكنك كنت تفضل أن تمرر لزملائك، أليس من المفروض أن تكون أنانيا أكثر في اللعب؟ بعد مباراة الشيحانية ربط بي كثيرون الاتصال وقالوا لي إنني يجب أن أكون أنانيا في بعض لحظات المباراة، لقد قال لي ذلك وكيل أعمالي كريم بلق وأيضا الشيخ خليفة رئيس النادي والمدرب ماهر الكنزاري، لقد قال لي الشيخ خليفة إنه من الجيد أن أتحلى بالروح الجماعية في اللعب، بيد أنه في بعض الأحيان من المفروض أن أتحلى بالأنانية لأسجل الأهداف لفريقي لأن هذه سنة الحياة، وسأحاول في المباريات المقبلة أن أكون أنانيا في الوقت المناسب وبما يعود بالنفع على فريقي. - لم توجه لك الدعوة للانضمام إلى لائحة المنتخب الوطني الذي سيواجه وديا منتخبي إفريقيا الوسطى وكينيا، كيف تلقيت الأمر؟ أنا دائما جاهز للدفاع عن قميص المنتخب الوطني، فاللعب ل»الأسود» أمر لا يقدر بثمن، لكن في النهاية الاختيار هو للمدرب بادو الزاكي وطاقمه التقني، وأنا كلاعب محترف أحترم الزاكي وأحترم اختياراته لأنه مدرب كبير، وإذا لم يقنعه أدائي اليوم فإنني سأجتهد غدا بشكل أكبر لأحظى بثقته، فطموحي كبير في أن أكون واحدا من اللاعبين الذين سيمثلون المغرب في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستجرى ببلادنا. - فريقك السابق الرجاء أقصي من منافسات كأس العرش أمام الجيش الملكي، كما أنه خسر بثلاثية أمام الدفاع الجديدي في منافسات البطولة؟ إنها انطلاقة مخيبة بكل تأكيد، فجمهور الرجاء العريض تعود على الألقاب وعلى أن يكون فريقه دائما في القمة، وبطبيعة الحال فالخسارة بثلاثية أمام الدفاع الجديدي مؤلمة جدا للفريق وللجمهور، علما أنها جاءت بعد الإقصاء من كأس العرش مما فاقم من حدة الألم. أنا متواجد بقطر لكنني دائم المتابعة للرجاء فهو فريقي الأم الذي لن أحمل قميصا غيره في المغرب، ومع ذلك يمكن القول رب ضارة نافعة لأن هذه الأمور وقعت في بداية الموسم، فمازال هناك وقت لتصحيح الأخطاء واستعادة التوزان والانطلاق من جديد. - أقال الرجاء المدرب عبد الحق بنشيخة، وعوضه بالبرتغالي جوزي روماو، ألم يكن قرار إقالة بنشيخة متسرعا؟ لقد كان هناك نوع من التسرع في إقالة بنشيخة، لأنه يوم أقيل بنشيخة كان الفريق يتصدر ترتيب البطولة بسبع نقاط من فوزين وتعادل، وأنا مع أن تمنح للمدرب فرصته كاملة ليضبط إيقاع الفريق ويتعرف على الكثير من الأمور المتعلقة بالمجموعة التي يشرف عليها، ما وقع وقع، وروماو ليس غريبا عن الفريق فقد عملت تحت إشرافه لمدة ليست باليسيرة وهو يعرف الفريق جيدا، كما أن عددا لا يستهان به من اللاعبين المتواجدين حاليا سبق له أن أشرف على تدريبهم، وبإمكانه أن يعيد التوازن للفريق، لذلك الأخطاء في عالم كرة القدم واردة، وما وقع في مباراة الدفاع الجديدي وقبلها مباراة الكأس أمام الجيش الملكي يجب أن يكون آخر الأخطاء حتى يكون بمقدور الرجاء أن يفوز باللقب وينافس في عصبة الأبطال الإفريقية. - نقل على لسانك أنك انتقدت بنشيخة وقلت إن اللاعبين غاضبون منه؟ لم أقل هذا الكلام بشكل نهائي، بنشيخة مدرب محترم وقدير ويعرف عمله جيدا، وأنا لم أدل بأي حوار صحفي في الموضوع بل إن هذا الحوار الذي أجريه معك اليوم هو الوحيد الذي أدليت به بعد استغناء الرجاء عن خدمات بنشيخة. - في الكثير من المباريات يردد جمهور الرجاء اسم متولي، كيف تحس بالأمر وأنت متواجد بقطر؟ صراحة عندما أسمع الجمهور وهو يردد اسمي «جسمي كيبورش»، إن جمهور الرجاء عظيم وإذا كان لمتولي اليوم اسم وأصبح ما هو عليه اليوم، فالفضل بعد الله عزو وجل وفريق الرجاء يعود لجمهور الرجاء الذي لم يبخل علي يوما بالتشجيع وظل دائما يحفزني ويرفع من معنوياتي حتى في اللحظات الصعبة التي كنت أمر منها، لذلك جميل هذا الجمهور سيظل «فوق راسي وعيني». - هل مازلت على تواصل بلاعبي الرجاء؟ بلا شك، إن جسدي في قطر لكن عقلي مع الرجاء، فأنا دائم الاتصال باللاعبين لأستطلع أحوال الفريق ولأرفع معنوياتهم، كما أنني على اتصال أيضا ببعض مسيري الرجاء وعلى رأسهم بودريقة وإدارييها كما هو الحال مع سعيد بوزرواطة ورضوان طنطاوي. - هناك من رأى أن رحيلك عن الفريق إلى جانب محسن ياجور وعصام الراقي ساهم في تردي نتائج الرجاء؟ لقد حمل قميص الرجاء لاعبون كبار، والرجاء كفريق كبير لا يمكن أن يتأثر أداؤه برحيل لاعب أو لاعبين، فالرجاء أكبر من متولي وياجور والراقي وغيرهم، لذلك، لا أرى أن رحيلي له تأثير إلى هذه الدرجة، فهناك لاعبون في المستوى يمكن أن يسدوا النقص، لكنهم يحتاجون إلى بعض الوقت وإلى المساندة من طرف الجمهور وإلى الصبر، فحتى الرقم 5 الذي كنت أحمله أنا مع أن يرتديه أحد لاعبي الفريق، فحياة فريق لا تتوقف على لاعب حتى لو كان بمواهب كبيرة. - من هو اللاعب الذي ترى أنه يمكن أن يعوضك؟ هناك لاعبون يمكن أن يقوموا بأدوار أفضل مني، لكن ذلك مرتبط أيضا بالمدرب وبطريقة توظيفه لهم، لكنني لن أستطيع أن أذكر اسم لاعب معين. - إلى وقت قريب كان ينظر لمتولي على أنه لاعب مثير للشغب، لكن في السنتين الأخيرتين تغيرت الصورة كليا من يعود له الفضل في ذلك؟ لقد غيرت زوجتي حياتي كليا، فمنذ أن تعرفت عليها وأنا أمضي في الطريق الصحيح، كما أنني عندما رزقت بابنتين ساهم ذلك في تغيير إيجابي في حياتي، فلم أعد أريد أن يسمعوا عن والدهم أشياء سلبية، لذلك أصبح تفكيري منصبا على تقديم أداء جيد وعلى التداريب وعلى أن أكون زوجا وأبا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لذلك لا بد من أن أوجه الشكر لزوجتي لأنها غيرت حياتي إيجابيا. أما لحظات الطيش فأنا نادم عليها، والحمد لله أنني نجحت في تخطي عقبتها، إذ لم يكن هناك من يمكن أن ينبهني ويدق ناقوس الخطر بخصوص مستقبلي، وفي النهاية الخير في ما اختاره الله. - من يعود له الفضل في اكتشاف متولي؟ عبد الرزاق الدغاي رحمه الله هو الذي اكتشفني ويعود له الفضل في بروزي، هذا دون أن أنسى عبد الطيف بكار رحمه الله وسعيد الصديقي ونجمي، فمنذ أن كان عمري 11 سنة وأنا ألعب للرجاء، ولابد من أن أوجه لهم الشكر على دعمهم لي، لابد كذلك أن أشكر جمال السلامي فهذا المدرب لديه فضل علي فقد تدربت تحت إشرافه باتحاد تواركة، وكان من المساهمين في منحي فرصة اللعب للفريق الأول للرجاء، إذ كنت ألعب كمدافع أيمن قبل أن يحول تموضعي إلى وسط الملعب، وهذه فرصة لأعتذر لجمال السلامي عن سلوك صدر مني في حقه في الموسم الماضي في مباراة الرجاء والفتح التي فزنا خلالها بهدف لصفر، وحصلت على بطاقة صفراء حرمتني من اللعب في المباراة الموالية، إذ انفعلت ضده مع أنه لم يكن يجدر بي فعل ذلك ضد مدرب سابق لي ورجل له فضل علي، لذلك أرجو أن يتقبل اعتذاري. - هل تتذكر أول مباراة لك مع الرجاء؟ بالتأكيد، فأول مباراة استدعيت لها للمشاركة مع الرجاء كانت أمام الكوكب المراكشي وحينها فزنا بخماسية وبقيت في كرسي الاحتياط ولم أشارك حذث هذا في سنة 2007، ثم في المباراة الموالية شاركت لعشر دقائق في مباراة جمعت الرجاء باتحاد طنجة، قبل أن أشارك لأول مرة أساسيا ضد أولمبيك خريبكة بملعب الفوسفاط. - ماهي الأشياء التي قمت بها في وقت سابق وندمت عليها؟ ما قمت به في حق جمهور الوداد عندما توجهت ضده بحركة لا رياضية، وتم توقيفي لثلاث مباريات، لقد كانت لحظة طيش ندمت عليها كثيرا، مثلما ندمت على الاعتداء على حكم مباراة الرجاء وبيترو أتلتيكو الأنغولي في عصبة الأبطال الإفريقية الأمر الذي تسبب في توقيفي لستة أشهر، مثل هذا السلوك ما كان علي أن أقوم به ولو أن الحكم ظلمنا، وهذه فرصة لأطلب من اللاعبين أن يتحلوا بالصبر وأن لا ينفعلوا فبعض لحظات الانفعال تكون مكلفة كثيرا. - هل يمكن أن تصبح مدربا بعد أن تنهي مشوارك الكروي؟ لا أعتقد، لأنني بكل بساطة لا أجد نفسي في هذا المجال، أريد أن أتفرغ لعائلتي وأعيش حياتي بهدوء.