محمد بنقرو تقود مجموعة من الطلبة، يتجاوز عددهم أكثر من ثلاثين فردا، احتجاجا واعتصاما مفتوحا أمام كلية الآداب و العلوم الانسانية بمكناس منذ حوالي أسبوع، على خلفية ما أسموه حرمانهم بشكل متعمد من التسجيل في شعبتي الإنجليزية والجغرافيا. وأفاد مصدر من الطلبة بأن إدارة الكلية رفضت تسجيلهم في الشعب المذكورة دون أي مبرر، كما طلبت منهم الادارة ذاتها تسجيل أنفسهم في شعب أخرى غير الشعبتين المذكورتين، وهو ما أثار غضب المحتجين الذين اعتبروا الأمر غير منطقي واستفزازي له تأثير كبير على مشوارهم الدراسي ولا يتماشى مع طموحاتهم العلمية، كما أن رفض إدارة الكلية تسجيلهم في الشعب التي يرغبون في دراستها يعد بمثابة كبح لقدراتهم الفكرية والحكم على مشوارهم التعليمي والدراسي بالفشل . وعلى إثر ذلك صمم الطلبة المحرومون من التسجيل، على حد تعبيرهم، على خوض هذا الاعتصام والاحتجاج من أجل الضغط على إدارة الكلية للتراجع عن هذا القرار الذي اعتبروه مجحفا في حقهم، مطالبين المسؤولين المركزيين بالتدخل العاجل لتحقيق مطلبهم، الذي اعتبروه حق من حقوقهم المشروعة. ومن جهة أخرى، وفي اتصال أجرته "المساء" مع عمادة الكلية، نفى سعيدي المولودي، نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس وجود أي نية مبيتة لحرمان هؤلاء الطلبة من الدراسة في شعبتي الانجليزية والجغرافيا وإنما هناك إكراهات خارجة عن إرادتنا جعلتنا نتخذ هذا القرار كرها بسبب وجود اكتظاظ وضغط كبير في هاتين المادتين على الخصوص، إذ وصل العدد المسجل فيهما إلى نحو 2000 طالب في كل واحدة منهما، أضف إلى ذلك وجود نقص حاد في أطر التدريس، حيث تلجأ إدارة الكلية أحيانا إلى الاستعانة بأطر من خارج المؤسسة لسد الخصاص، كما أن الطاقة الاستيعابية لا تتحمل أكثر من العدد الموجود حاليا إذ يصل عدد الطلبة في الفصل الواحد إلى نحو 400 طالب . وإن تم فتح باب التسجيل في ذات الشعبتين سيرتفع العدد أكثر وسيكون له تأثير سلبي على مردودية الطلبة، ورأفة بهم من أجل حرصها على مصلحتهم قررت إدارة الكلية توقيف عملية التسجيل في هاتين الشعبتين بالخصوص، كما أنها خيرت الطلبة الراغبين في الدراسة تسجيل أنفسهم في شعب أخرى بالرغم من أن الأجل المحدد قانونا لعملية التسجيل قد انتهى، إضافة إلى ذلك، يفيد المصدر ذاته، فالطاقة الاستيعابية لكلية الآداب والعلوم الإنسانية لا تتعدى 6000 طالب في حين أن عدد الطلبة المسجلين فيها فاق 14000 طالب.