ستجتاز شركتا النظافة الفرنسية واللبنانية في الدارالبيضاء امتحانا عسيرا في الأيام المقبلة، بسبب الاحتفال بعيد الأضحى، فهذا العيد يشكل بالنسبة إلى شركتي سيطا وأفيردا مفترق طرق خطير، حيث ستتوجه الأنظار للطريقة التي ستتعامل بها هاتان الشركتان مع النفايات الكثيرة التي تتراكم في هذه المناسبة. وقال مصدر جمعوي ل"المساء" إن "شركتي النظافة ملزمتان بالقيام بحملة استثنائية بهذه المناسبة التي تكثر فيها النفايات في عموم الأحياء البيضاوية"، وأوضح أنه خلال التجربة السابقة كانت شركات النظافة تحرص على أن تمر أيام عيد الأضحى بسلام، حيث كانت تجند جميع طاقتها لهذا الغرض. وأكد المهدي ليمنة، رئيس جمعية التحدي للبيئة، أنه خلال الأيام التي تسبق وتلي عيد الأضحى تنتشر بشكل كبير النفايات في العديد من الأزقة، وهو ما يتطلب حملة استثنائية تقوم على أساس التواصل المباشر مع المواطنين، وذلك لإخبارهم بالأوقات المحددة لرمي الأزبال، وأصاف: " يظهر أن هناك مشكلا كبيرا على مستوى الموارد البشرية لدى الشركتين، إذ رغم الأسطول الجديد الذي استعانت به هاتان الشركتان، فإن الأمور لم تتحسن بشكل جيد كما كان عموم المواطنين ينتظرون، حيث إن الأزبال أصبحت توحد بين مناطق المدينة. وقال رئيس جمعية التحدي للبيئة، إن مصلحة النظافة في المجلس الجماعي مدعوة إلى التحرك من أجل دفع شركتي النظافة إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه ووضع تصور شامل للأيام التي تسبق وتلي عيد الأضحى، من أجل عدم تحويل الدارالبيضاء إلى مزبلة كبيرة خلال أيام العيد. المخاوف من أن تتحول المدينة إلى مرتع كبير للنفايات دفعت رئيس لجنة تتبع قطاع النظافة في المجلس الجماعي لدق ناقوس الخطر، حيث قال ل "المساء" "لقد اتصلت بالعمدة من أجل عقد اجتماع من أجل تحديد خطة لمعالجة إشكالية النظافة خلال مناسبة العيد كما كان يقع سابقا، لكنه لم يرد على الاتصال"، وأضاف أنه لابد من وضع تصور شامل لعملية جمع النفايات خلال هذه الفترة، وأوضح رئيس لجنة تتبع قطاع النظافة في الدارالبيضاء أنه منكب حاليا على إعداد تقرير شامل حول قطاع النظافة في السنوات الأخيرة. ورغم أن الفرنسيين واللبنانيين استعانوا بأسطول الجديد لنظافة العاصمة الاقتصادية، فإنه لم يظهر لحد الساعة أي تغيير على مستوى نظافة المدينة، إذ ما يزال هذا المشكل يؤرق الكثير من البيضاويين، ويتشكل الأسطول الجديد لنظافة الدارالبيضاء من حوالي 271 آلية و16 ألف وحدة للحاويات، وتم التأكيد خلال عرض الآليات الجديدة على أنه بدون انخراط المواطن البيضاوي في عملية نظافة المدينة لا يمكن لأي أسطول كيفما كان عدد آلياته أن يفي بالغرض، حيث لابد من انخراط المواطنين في عملية نظافة مدينتهم، وقال بعض ممثلي الشركتين إنهم تمكنوا في غضون الشهور الماضية من عقد سلسلة من اللقاءات مع جمعيات المجتمع المدني من أجل ضرورة انخراط الجميع في هذه العملية.