كادت قاعة الندوات بمقر جهة الغرب الشراردة بني احسن بالقنيطرة، أول أمس، أن تتحول إلى حلبة للملاكمة، بمناسبة انعقاد دورة مجلس الجهة، بعدما احتدم النقاش بين منتخبين من حزب العدالة والتنمية وأعضاء آخرين ينتمون إلى حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة. وأثار حديث المكي الزيزي، رئيس مجلس الجهة، المنتمي لحزب «البام»، عن التدشينات الملكية، ومباركة المجلس لها، خلال العرض الذي ألقاه في بداية أشغال هذه الدورة، التي انطلقت متأخرة عن موعدها بحوالي ساعة، حفيظة إخوان بنكيران، الذين لم يرقهم إقحام الزيزي منجزات ملك البلاد في عرض مخصص لسرد حصيلة عمل مجلس الجهة ولجانه. وشبه رشيد بلمقيصية، الكاتب الجهوي السابق لحزب «المصباح«، رئيس مجلس جهة الغرب بالصحفي مصطفى العلوي حينما يقوم بالتعليق على تحركات عاهل المملكة في النشرات الإخبارية. فيما أشار البرلماني عزيز كرماط، المحسوب على الحزب نفسه، أن الملك ليس في حاجة إلى من يعرف بمنجزاته، لأن الشعب، في نظره، يعرفها بأدق تفاصيلها، منتقدا في الوقت نفسه حصيلة عمل المجلس، واصفا إياها بالصفر، وهو الكلام الذي أغضب المكي الزيزي، فانتفض في وجه كرماط قائلا: «ماشي من حقك تْنَقطنا». وانبرى عبد العزيز لعلج، العضو باللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي يشغل منصب نائب رئيس المجلس، للدفاع عن حصيلة المجلس، وقال إن المكتب المسير للجهة يشتغل وفق الإمكانات المحدودة المرصودة له، وفي إطار الصلاحيات المخولة له، مشيرا إلى أن الوزارات وباقي القطاعات الحكومية هي المعنية بإنجاز المشاريع الاستثمارية الكبرى، متهما منتخبي حزب «المصباح» بمحاولة تمييع الدورة ونسفها، واستغلالها للقيام بحملة انتخابية سابقة لأوانها. وهدد لعلج، الذي يرأس جماعة «دار الكداري»، بملاحقة بلمقيصية قضائيا، بعدما قام هذا الأخير بالرد عليه بعبارات وصفها الأول بالساقطة وغير الأخلاقية، وتجدد الخلاف مجددا بين الأطراف المذكورة حول مقترح التقسيم الجديد لجهات المملكة، الذي ألحق جهة الغرب بجهة الرباطسلا، حيث اتهم منتخبو الحزب الإسلامي المكتب المسير للجهة، خلال الدورة نفسها التي تمت فيها المصادقة على جدول أعمالها بالإجماع، بالتقصير في الدفاع عن استقلالية جهة الغرب الشراردة بني احسن، وهو ما كذبه الخصوم، وفق ما جاء على لسان لعلج، الذي ذكر معارضيه باللقاءات والندوات التي نظمها المجلس في هذا الإطار، وكذا اليوم الدراسي المزمع عقده في الأيام القليلة القادمة للتعبير عن رفض مجلس جهة الغرب إلحاق جهتهم بجهة الرباطسلا، إلا إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك، على حد قوله. وانزعجت زينب العدوي، والي جهة الغرب، كثيرا، من تدني مستوى النقاش السياسي الذي عرفته هذه الدورة، والتي حضرتها بمعية إبراهيم أبوزيد، عامل إقليمسيدي قاسم، والحسين أمزال، عامل إقليمسيدي سليمان، خاصة بعد دخول الطرفين في مشادات كلامية خطيرة، وصلت إلى حد السب والشتم، وهو ما جعلها توعز إلى المكي الزيزي، رئيس مجلس الجهة، برفع الجلسة لمدة خمس دقائق لاحتواء هذا الاحتقان.