عرفت منطقة الغرب منذ سنة 2000 حفر 20 بئرا استكشافيا عن الغاز والنفط بمنطقة الغرب، وهو ما مكن، حسب معطيات حصلت «المساء» عليها من مدير الاستكشافات بالمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، من اكتشاف 11 مكمناً للغاز البيوجيني الطبيعي متواضعة الكميات. الشركات الأجنبية، التي تشرف على معظم أوراش الاستكشاف والتنقيب، ركز العديد منها اهتمامه خلال السنوات الأخيرة على منطقة الغرب، وهو ما يفسره محمد مستعين بكون حوض الغرب من بين الأحواض الرسوبية المغربية التي أجريت بها عمليات التنقيب عن النفط والغاز بداية القرن الماضي، وبالتالي شهدت اكتشافات مبكرة ولو بكميات هزيلة. كما أن مكامن المحروقات لا يتجاوز عمقها 1500 متر، مما يجعل عمليات الحفر نسبيا سهلة وقليلة التكلفة، بالإضافة إلى وجود بنيات تحتية للإنتاج والتسويق، متمثلة في أنابيب للغاز، مع قرب مراكز الاستهلاك. وحسب المسؤول نفسه فإن نسبة حظوظ النجاح قد عرفت ارتفاعا ملحوظا نظرا لتطور تقنيات التنقيب، وخاصة بعد استعمال المسح الاهتزازي ثلاثي الأبعاد في هذه المنطقة. ورغم الطفرة النسبية التي يعرف ميدان التنقيب في المغرب منذ 2000، فإن مصدرا مطلعا في المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أسر ل «المساء» أن العديد من الشركات الأجنبية مترددة في الانتقال من مرحلة الاستكشاف إلى التنقيب، لأن المغرب أرض عذراء ولا تتوفر معلومات حول ما يتوفر عليه من احتياطيات، وبالتالي تقل احتمالات العثور على مخزون، كما أن كل الاكتشافات المسجلة لحد الآن سواء في الغرب أو منطقة الصويرة تظل هامشية. وأضاف المصدر أن هذا التخوف يدفع بعض الشركات إلى التردد في الانتقال من مرحلة الاستكشاف إلى اتخاذ قرارات التنقيب، وأيضا البحث عن شراكات مع شركات أخرى للخفض من تكاليفها، والتقليل من مخاطر عملياتها في المغرب كما فعلت شركة «ربسول» الإسبانية التي اشتركت مع شركة برتغالية وأخرى ثالثة للتنقيب في منطقة طنجة العرائش، ونفس الأمر ينطبق على أبحاث التنقيب في مناطق بوعنان (جهة فاس بولمان)، وأصيلا والزاك بالأقاليم الجنوبية. ولهذا تحاول السلطات، ممثلة في المكتب الوطني للهيدروكاربورات، شن حملات للترويج خارج المغرب لعرض نتائج الدراسات الشمولية والمعمقة حول المؤهلات البترولية للأحواض المغربية برا وبحرا، التي ينجزها خبراء المكتب أو في إطار الشراكة قصد جلب أكبر عدد ممكن من المستثمرين في ميدان الاستكشافات النفطية والغازية. وخلال سنة 2008 تم حفر 4 آبار، وشهدت هذه السنة مواصلة كل من شركة «ترانس أتلنتيك» أبحاثها وعمليات الحفر في كل من منطقة أصيلا وتيسة وزان وتسلفات، وشركة «كابر» في فاس ووسط وجنوب منطقة الغرب، وشركة «أم أن دي» في بودنيب وورزازات، فيما يباشر تكتل من 3 شركات عمله في حوض الزاك، و«سيركل أويل» في منطقة سبو، وشركة «بتروناس» في منطقة الرباطسلا بحرا، و«كوسموس» في بوجدور قبالة الشاطئ، وشركة «أو أن إي» في الداخلة، وشركة «هونت أويل» في منطقة تادلة. أما الأبحاث المتوقعة، خلال 2009 حسب وزارة الطاقة والمعادن، فتتجلى في 14 بئراً، في كل من منطقة أصيلا وتيسة وزان (2)، ومنطقة سبو (4)، ومنطقة تسلفات (5)، ومنطقة طنجة العرائش (1)، ومنطقة طرفاية (بئرا واحدة)، ومنطقة بوعنان (بئرا واحدة)، فيما الباقي عبارة عن إجراء مسوحات اهتزازية ثنائية وثلاثية الأبعاد بمناطق متفرقة برا وبحرا. تجدر الإشارة إلى أن أعمال الاستكشاف والتنقيب تتطلب وقتا طويلا واعتمادات مالية ضخمة، بينما تستلزم مرحلة الاستكشاف والتقييم بين 3 و10 سنوات وبين 2 و4 سنوات لمرحلة التطوير، وبين 15 و30 سنة للإنتاج، وتكلف المسوحات الاهتزازية بين 60 و500 ألف درهم للكيلومتر مربع، فيما تختلف كلفة حفر الآبار الاستكشافية تبعا للمعطيات الجغرافية، وتتراوح بين 80 و200 مليون درهم برا، وبين 250 و800 مليون درهم بحرا.