تعرف مدينة الدارالبيضاء، هذه الأيام، حركة غير عادية في مختلف الأسواق والمحلات التجارية، بسبب الاستعداد للاحتفال بعيد الأضحى المبارك الذي سيصادف الأحد 5 أكتوبر. غير أن مظاهر الاحتفال والابتهاج بقدوم العيد أفسدتها مظاهر العشوائية والفوضى التي باتت تعرفها مجموعة من الأحياء والشوارع، والتي تتكرر كل سنة، إذ أن مجموعة من الباعة المتجولين بعدة أحياء في العاصمة استغلوا المناسبة وقاموا باحتلال الملك العمومي مما أثر بشكل واضح على سير المارة وعلى حركة وسائل النقل. وعاينت "المساء" كيف أن شوارع في الحي المحمدي والبرنوصي بالمدينة أضحت مكتظة بالعربات التي تجاوزت الرصيف المحدد لتتكدس في وسط الطريق. أما في وسط الأحياء، فقد انتشرت العربات والأكشاك التي يقوم أصحابها ببيع "الفحم والبصل" ناهيك عن الخيام التي يتم نصبها حيث يباع فيها علف الأغنام، فتحولت الشوارع والأحياء إلى مطارح للنفايات أثرت على المشهد العام للمدينة وصعب المهمة على عمال شركة النظافة. وقد استغرب مواطنون كيف أن حملة تحرير الملك العمومي استفادت منها شوارع دون أخرى، متسائلين عن دور السلطات المحلية في التنظيم والقضاء على مظاهر العشوائية التي تنتشر في كل مناسبة دينية. من جهتهم، أكد بعض الباعة بأن بعض أعوان السلطة يطالبونهم بدفع إتاوات نظير استفادتهم من احتلال الملك العمومي، الأمر الذي يقولون بأنه غير قانوني وبأنهم كباعة متجولين مضطرين لذلك من أجل كسب لقمة العيش في ظل غياب أسواق تؤويهم. وللقضاء على مظاهر العشوائية، فإن العاصمة الاقتصادية عاشت الأسبوع المنصرم حملة أمنية أوقفت خلالها السلطات العديد من الباعة خاصة في منطقة سباتة، كما باشرت القوات المساعدة عمليات هدم للخيام الموسمية التي تباع فيها لوازم عيد الأضحى والتي يلجأ إليها بعض التجار الموسميين وبعض العاطلين لكسب المال، لكن خطورتها التي جعلت مجموعة من السكان يقدمون شكايات حولها تكمن في أن بعضها أصبح -حسب تعبيرهم- وكرا للخارجين عن القانون، وبالرغم من الحملة المذكورة فإن الأكشاك، يضيف بعض السكان، مازالت تتناسل في مختلف الأحياء التي لا تطالها أعين السلطات.