بشكل مدوي سقط فريق الرجاء البيضاوي أمام الدفاع الجديدي أول أمس السبت بملعب العبدي بالجديدة، وهو يخسر أمامه بثلاثة أهداف لصفر برسم الجولة الرابعة من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم في مباراة كان من الممكن أن تنتهي بحصة أكبر لو أن لاعبي الفريق الدكالي استغلوا الفرص السانحة للتسجيل التي أتيحت لهم. الخسارة في كرة القدم واردة، فالدفاع الجديدي الذي «انتفض» أمام الرجاء خاض المباراة بدوره وهو يعيش على وقع هزيمة كاسحة تعرض لها أمام المغرب التطواني بخمسة أهداف لواحد جرحت كبرياءه، لكن غير المقبول هو المستوى الذي ظهر به الرجاء وهو الارتباك الذي عرفته خطوطه، وهو إجراء الفريق للمباراة ب»الأشباح»، وليس بلاعبين مكتملي الجاهزية البدنية والنفسية والتكتيكية. هل يبدو مقبولا أن يتعرض الرجاء لهذه الهزيمة المذلة، وهل يبدو مستساغا أن تستقبل شباك الرجاء في مباراتين ستة أهداف دفعة واحدة؟ علما أن هذه الحصيلة من الأهداف يمكن أن يستقبلها الرجاء في موسم واحد، وليس في مباراتين فقط. إن الذين يحاولون أن يعلقوا شماعة أزمة الرجاء على الجانب التقني مخطئون، فأزمة الفريق الحالية ليست أزمة مدرب أو أزمة لاعبين، ولكنها أزمة تسيير وأزمة قصور في الرؤية، وأزمة تغليب منطق الحسابات الصغيرة على منطق مصلحة الفريق. لقد كان التعاقد مع عبد الحق بنشيخة خطأ كبيرا، لأنه كان من المفروض أن يواصل التونسي فوزي البنرزتي عمله، لأنه قام بعمل جيد في مرحلة إياب البطولة، بل وأعاد للفريق «الأخضر» هويته على مستوى الأداء، إذ أصبح الفريق يمتع فوق أرضية الملعب وينال رضى واستحسان جمهوره، بل إنه خسر بعض المباريات ورغم ذلك حظي لاعبوه بالتصفيق أكثر من مرة، في إشارة من الجمهور الذواق على أنه يقدر الأداء الرفيع. وإذا كان التعاقد مع بنشيخة بالطريقة التي تم بها خطأ، فإن الاستغناء عن خدماته بعد الخسارة أمام الجيش في كأس العرش رغم أنه متصدر للبطولة خطأ أكبر، لأنه كان من المفروض أن ينال بنشيخة فرصته كاملة وأن يواصل عمله، خصوصا أنه أشرف على فترة تحضير الفريق وعلى انتداب قسط كبير من اللاعبين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تقييم عمل مدرب من خلال مباراة واحدة. لقد غادر الرجاء بعد نهاية الموسم الماضي ثلاث لاعبين فقط، هم محسن متولي ومحسن ياجور وعصام الراقي، وقد كان بإمكان الرجاء أن يكتفي بالتعاقد مع سعيد فتاح وصلاح الدين عقال ولاعب في خط الهجوم، لكن المفاجأة التي حدثت هي أن مسؤولي الرجاء لم يكتفوا بذلك فقط، بل إنهم خلطوا الأوراق، وشرعوا في مسلسل طويل من الانتدابات بشكل أخل بتوازن الفريق، أما طريقة تحضير الفريق للموسم الحال فحدث ولاحرج، فاللاعبون كانوا يخوضون التداريب في رمضان ليلا في وقت متأخر زيادة على حصة النهار، هذا دون الحديث عن الجولة السياحية للفريق في إسبانيا. ما يحدث للرجاء يتحمل مسؤوليته جزء أيضا من جمهور الفريق، الذي أصبح بعض المنتسبين له يقدمون أنفسهم على أنهم حماة للفريق وأنهم رجاويون أكثر من الجميع، فكلما صدر انتقد من صحيفة أو من منخرط أو متتبع إلا أو كانوا له بالمرصاد، وفي النهاية هاهي الرجاء تعاني، وبلا شك فإن لهم نصيبا من المسؤولية في هذا الذي يحدث في الرجاء وأحاله إلى جسد بلا روح.