يعيش مروان زمامة لاعب الرجاء البيضاوي لكرة القدم وضعا خاصا، فالفتى الذي أصر محمد بودريقة رئيس الفريق على التعاقد معه في «الميركاتو» الصيفي الماضي، وجد نفسه غير مرغوب فيه، بل إن زمامة وبخلاف مجموعة كبيرة من اللاعبين لم ينل فرصته كاملة سواء مع المدرب امحمد فاخر أو مع التونسي فوزي البنزرتي، علما أنه في الدقائق القليلة التي أتيحت له فيها الفرصة للعب للرجاء أبان عن مستوى جيد، جعل كثيرين يطرحون العديد من الأسئلة حول الأسباب الحقيقية لغيابه عن تشكيلة الرجاء، أو عدم الاعتماد عليه حتى ضمن قائمة البدلاء. عندما كان امحمد فاخر مدربا للرجاء، لم يكن يتردد في التأكيد أن غياب زمامة يعود إلى إصابة يعاني منها، ردد فاخر هذا الكلام طويلا، قبل أن يخرج زمامة إلى العلن ليؤكد أنه غير مصاب وأنه إذا كان فاخر يود الاعتماد عليه فإنه جاهز للمشاركة في المباريات، ليتبين أن غياب زمامة لا علاقة له بالإصابة. لما جاء فوزي البنرزتي أبدى الرجل إعجابه بجدية زمامة في التداريب وبإمكانياته الفنية، لكن المدرب التونسي سرعان ما سينقلب على اللاعب، بل وسيدخل معه في استفزازات، كان اللاعب يحاول تجنبها ولو بالاعتذار، قبل أن يتبين بعد مغادرة البنزرتي وبحسب ما تسرب من أنباء أن عدم الاعتماد على زمامة ليست له أي علاقة بإمكانيات اللاعب وأن هناك من ظل يحرض البنزرتي عن سبق إصرار وترصد على عدم الاعتماد عليه. مع الجزائري عبد الحق بنشيخة وقبل حتى أن يعطي المدرب الفرصة للاعب فإن الحديث بدأ عن خلافات مع زمامة، وعن قرب رحيله، وبلا شك فإن هناك من يحاول أن يهمس في أذن المدرب الجزائري حتى لا يعتمد على زمامة، ويمهد لرحيله، لكن زمامة اختار أن يرد بطريقته الخاصة، وهو يحرز هدفا جميلا للرجاء في مباراته الودية أمام نهضة بركان. من له المصلحة في إبعاد زمامة من الرجاء؟ وإذا كان اللاعب الذي تعاقد معه الفريق قبل موسم لا يتوفر على الإمكانيات التي تخول له اللعب للرجاء، فمن يقف وراء انتدابه؟ وبماذا يمكن أن يفسر مسؤولو الرجاء أن لاعبين أقل مستوى من زمامة نالوا فرصتهم كاملة، بينما زمامة لا، يكفي فقط أن نذكر أن بدر كشاني ورشيد السليماني حصلا على فرصة المشاركة في نهائي كأس العالم للأندية أمام بايرن ميونيخ؟ وهل يبدو مقبولا أن مسؤولي فريق كبير من حجم الرجاء يتعاملون مع أبناء الفريق بهذه الطريقة غير المقبولة، فاللاعب لا يتم الاعتماد عليه، وفي الوقت نفسه لا يحصل على مستحقاته المادية، ويتعرض للتضييق ويعامل بإهمال، دون تقدير لما أعطاه للفريق طيلة سنوات. إن انتدابات اللاعبين أصبحت الدجاجة التي تبيض ذهبا، لبعض متصيدي الفرص في الرجاء، والمشكل أن الكل يتابع ما يحدث، ويعرف من هم المستفيدون، دون أن يحرك أحد ساكنا، لذلك، فإن مثل هذه التعاملات البئيسة ستتكرر طالما أنه ليس هناك حسيب أو رقيب، وطالما أن هناك من يعتقد أن النتائج بمقدورها أن تجمل الواقع وتخفي العيوب.