أسفرت التحقيقات، التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية بمراكش، عن تورط شقيق مطرب شعبي معروف في حصول مواطن فرنسي، من أصول جزائرية، على بطاقة تعريف وطنية، في ظروف وصفت بالغامضة. واعتبرت التحقيقات الدقيقة والمكثفة أن العقل المدبر لاستصدار بطاقة التعريف الوطنية للفرنسي، الذي تم توقيفه بمطار مراكش المنارة الدولي قبل أيام قليلة، عندما كان يهم بمغادرة التراب الوطني، هو شقيق مطرب شعبي معروف بالمدينة الحمراء، هذا الأخير الذي لعب دور الوسيط بين الأجنبي وبعض رجال السلطة المحلية من أجل الحصول على بطاقة تعريف وطنية. ويجري البحث عن شقيق المطرب الشعبي (العقل المدبر) من أجل توقيفه، والتحقيق معه للوقوف على ملابسات وظروف استصدار بطاقة تعريف وطنية للجزائري الحاصل على الجنسية الفرنسية. هذا في الوقت الذي أحالت مصالح الشرطة القضائية المواطن الفرنسي رفقة ضابط بالحالة المدنية، وموظف بمصلحة تثبيت الإمضاءات، وعون سلطة بإحدى الملحقات الإدارية بمقاطعة المنارة، إضافة إلى عون سلطة آخر بمقاطعة الحي الشتوي على النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش، لمتابعتهم بالمنسوب إليهم، . هذا، في الوقت الذي استمعت مصالح الشرطة القضائية إلى عميد ممتاز كان يشغل مهام رئيس الدائرة الأمنية الأولى، إضافة إلى مفتشي شرطة بنفس الدائرة، بهدف معرفة ظروف وملابسات حصول الأجنبي على شهادة السكنى الصادرة عن الدائرة الأمنية المذكورة، فيما سيتواصل البحث بالاستماع إلى القائد السابق للملحقة الإدارية بالحي الشتوي لمعرفة علاقة ممثلي وزارة الداخلية بعملية تزوير وثائق رسمية. ولا تزال الأبحاث جارية داخل مقر ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، بعد الفضيحة التي هزت أركان المقر، الذي يجلس فيه عبد السلام بيكران والي الجهة، بعد توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية، عثر بحوزته على بطاقة تعريف وطنية، استصدرت له في ظروف غامضة. وذكرت مصادر «المساء» أن أجهزة أمنية واستخباراتية دخلت على خط هذه الفضيحة، حيث قامت المديرية الجهوية لمراقبة التراب الوطني المعروفة ب «الديستي» بترصد الخطوات التي من شأنها أن تقود إلى معرفة المزيد عن هذه القضية، بعد أن توصلت إلى معلومات دقيقة بخصوص قضية المواطن الفرنسي من أصول جزائرية. وقد أظهرت التحريات، التي باشرتها المصالح الأمنية والاستخباراتية، أن المواطن الفرنسي من أصول جزائرية متزوج من امرأة مراكشية، حاصلة على الجنسية الفرنسية، وتقيم بالديار الفرنسية. وتبين للمحققين أن الفرنسي حصل على عدد من الوثائق، منها شهادة السكنى، من إحدى الملحقات الإدارية بمراكش، بواسطة زوجته المراكشية، كما تمكن من استصدار شهادة الميلاد باعتباره مغربيا، قبل أن يتمكن من الحصول على البطاقة الوطنية.