اهتز «الحي الجديد» بمنطقة زواغة بمدينة فاس، يوم الخميس الماضي، على وقع جريمة مرعبة ذهبت ضحيتها زوجة في مقتبل العمر، تعرضت للذبح من الوريد إلى الوريد، قبل أن يواصل الجاني عمله الإجرامي عبر طعنها بحوالي 172 طعنة باستعمال السلاح الأبيض. ولم تتردد عائلة الضحية فيروز خرميش، البالغة قيد حياتها 23 سنة، في توجيه التهمة إلى زوجها الذي قالت عنه إنه تزوجها بعدما «اغتصبها» تحت التهديد باستعمال الأسلحة البيضاء و«الماء القاطع»، وهي تتابع دراستها في التعليم الثانوي تخصص علوم تجريبية، وكشفت أن الضحية سبق لها أن تعرضت لعملية إجهاض بعد حمل ناجم عن علاقة غير شرعية مع الشخص الذي تزوجها، فيما أسفرت التحريات التي باشرتها الشرطة القضائية عن متابعة شقيق الزوج في حالة اعتقال، بعدما اختفى عن الأنظار لعدة أيام مباشرة بعد ارتكاب هذه الجريمة البشعة. وأوردت المصادر بأن المتهم الذي تم اعتقاله له سوابق قضائية، ومدمن مخدرات، وقالت إنه كان يعيش رفقة الزوجة وزوجها في نفس الشقة. وكان الحادث قد استنفر مصلحة الشرطة القضائية بالمدينة، والتي حلت عناصرها بأعداد كبيرة بمكان الجريمة، وباشرت تحقيقات وصفت بالمكثفة لفك لغز هذه الجريمة، حيث طوقت منزل الأسرة، ومنعت الفضوليين من الوصول إليه، مخافة التأثير على مجريات التحقيق. وذكرت المصادر بأن تحقيقات معمقة تمت مباشرتها مع زوج الضحية، ومع عدد من أفراد محيط الأسرة، في حين وجهت أصابع الاتهام إلى شقيق الزوج، الذي فر إلى وجهة مجهولة، واستغرق القبض عليه عدة أيام من البحث والتحري. وحكت المصادر بأن الزوج فوجئ بجريمة القتل عندما عاد من العمل، وفتح باب المنزل ليجد زوجته تسبح في بركة من الدماء، مما دفعه إلى إخبار السلطات التي حلت بعين المكان، وقامت بفتح تحقيق. وحكت عائلة الضحية تفاصيل مرعبة عن هذه الجريمة. وقالت إن الضحية وجدت شبه عارية، إلا من تبانها، في بيت زوجها، وهي مضرجة في الدماء، ومذبوحة من الوريد إلى الوريد، وطعنات الأسلحة الأبيض بادية في مختلف أطراف جسمها، موردة بأن واقعة «تصفيتها» بهذه الطريقة الوحشية تمت في وقت مبكر، لكن عائلتها لم تخبر من قبل زوجها إلا بعد مرور عدة ساعات على هذه الفاجعة. وطالبت بتعميق التحريات للوصول إلى المتهم الحقيقي لارتكاب الجريمة، بحسب تعبيرها. ودقت حليمة الزومي، رئيسة مركز نجمة المتخصص في الاستماع إلى النساء ضحايا العنف الأسري وتوجيههن، في تصريحات ل»المساء»، ناقوس الخطر بخصوص تنامي العنف الأسري، ووصفت السنة الجارية ب»السنة الحمراء» فيما يرتبط بهذا الموضوع. وكشفت أن المركز الذي تترأسه تتبع عدة حالات لضرب النساء وتشويههن وحتى قتلهن باستعمال الأسلحة البيضاء.