أصبح للمغرب موال جديد يتردد على مسماعنا كل صباح.. أصبح للمغاربة لاعب يتقاسم مع ميسي شهرته في البارصا.. وأصبح للرياضيين حديث تلوكه الألسن في المقاهي.. في الملاعب.. في الشارع وفي كل الأماكن العامة.. منير الحدادي، كان يكفيه هدف واحد مع البارصا ليشغل الناس.. كانت تكفيه مباراة رسمية إلى جانب ميسي ليصبح مادة دسمة في جميع وسائل الإعلام.. معجبون.. باقات ورد وإذاعة وتلفزيون.. لم يكن والد الحدادي، الرجل الذي عبر يوما البحر «حارك» الى إسبانيا بحثا عن لقمة عيش.. يعلم أن ابنه منير سيكون له شأن رياضي وسيحتضنه فريق كبير.. وسيأتيه ديلبوسكي طالبا وده.. منير، أسعده أن يكون واحدا من لاعبي منتخب لاروخا.. أعجبه أن يكون بين نجوم اليورو القادم في فرنسا... ومن حقه أن يفرح.. فالأمر لا يتكرر باستمرار.. لقد طالبنا في الكثير من المرات بتوجيه الدعوة للحدادي ليكون بين الأسود.. تلكأ الزاكي ومعه الجامعة في ذلك.. وقطع ديلبوسكي خيط الأمل الرفيع.. وانتهت الحكاية بانضمام اللاعب لمنتخب اسبانيا.. تقبلنا الأمر وفي الحلق غصة.. ولكن هل كان منير مستعدا لحمل قميص الأسود؟ التفكير في أمر كهذا يعتبر ضربا من الجنون.. فهل من المعقول أن نطلب ضم لاعب تعلم أبجديات الكرة فالسبليون., ولا أعتقد أنه استعرض مهاراته في ملاعب الحمري في بلدنا.. وهل جرب اللعب بحلومة؟.. يوما بعثنا بمن يطلب ود عادل رامي والشادلي وقابول وفلايني وبولحروز وأفلاي.. لكنهم جميعا رفضوا الاستجابة لنداء الوطن.. وارتموا في أحضان منتخبات هولندية وفرنسية وبلجيكية.. وكان عزاؤنا الوحيد أننا نسمع اسم اللاعب المغربي فلان يرددها معلق المباراة.. الوطنية، لا تباع ولا تشترى.. قالها الزاكي صراحة، ولكننا تعذبنا قبل ذلك مع لاعبين مغاربة يلعبون في أندية أوروبية.. لم ينادي عليهم ناخب وطني ولم ينادي عليهم أحد.. ولكنهم برغم ذلك رفضوا الحضور لتعزيز صفوف الأسود.. رفضوا الاستجابة لنداء الوطن.. حتى وإن توددنا في طلبهم، وبعثنا إليهم برسائل الترحيب.. خلقوا العديد من الأعذار.. هربا في حمل قميص المنتخب.. القميص الذي كان يشكل مفخرة لكل اللاعبين.. وحتى عندما جاء بعضهم إلى المغرب، كان الحديث عن مشاكل وعن هروب غير مبرر، فعلها تاعرابت شحال من مرة.. فكيف نغضب من الحدادي حين استجاب لنداء العقل.. وأراد أن يكبر بين منتخبات عالمية.. واش الكان هو اليورو والمونديال.. وهل الحدادي هو السوبرمان الذي سيخلص المنتخب من معاناته؟ لدينا لاعبين كبار،موهوبون بالفطرة، فين يبان الحدادي.. وقد فعل لكناوي بلمسة واحدة في مباراة ليبيا ما عجز عنه كبار المحترفين.. فنداء الوطن فعلا لايباع ولا يشترى.. واللي دركك بخيط دركو بحيط..