صار ابتعاد النجم منير الحدادي عن صفوف المنتخب المغربي أمراً واقعاً، والسبب هو استدعاء مدرب منتخب إسبانيا للناشئين ألبرت سيلاديس للاعب لخوض مباريات تصفيات أمم أوروبا تحت 21 سنة أمام النمسا والمجر، وهو ما سيدخل اللاعب في متاهة الاختيار الصعب بين تمثيل أسود الأطلس أو الماتادور. وأشاد سيلاديس في تصريحات لوسائل الإعلام الإسبانية بالخصال الفنية للحدادي، وقال أنه يستحق حمل ألوان منتخب إسبانيا للناشئين، مما يعني التمهيد لاختياره لاحقا ضمن منتخب الماتادور الذي يدربه فيسينتي ديلبوسكي. وأثار استدعاء الحدادي لناشئي إسبانيا تخوفات مدرب المنتخب المغربي بادو الزاكي، الذي قال في آخر مؤتمر صحفي إنه يصعب في الوقت الحالي إقناع منير بحمل قميص منتخب المغرب نتيجة للضغوط التي تمارس عليه من ناديه برشلونة. وكان الحدادي قد سئل عن المنتخب المغربي، أثناء تواجده بمعسكر منتخب الشبان الإسباني، حيث قال: :منتخب المغرب؟ أنا أتواجد حاليا مع المنتخب الاسباني وأحتاج للتركيز لأكون في كامل جاهزيتي". مما جعل البعض يتحدث عن أن اللاعب يميل أكثر للعب مع منتخب "لاروخا". وقد قبل الحدادي دعوة سيلاديس لتمثيل إسبانيا، وبالتالي سيكون المغرب قد خسر مرة أخرى موهبة كروية فذة كما خسر سابقا خدمات لاعبين فضلوا اللعب لمنتخبات أوروبية مثل ابراهيم أفلاي وخالد بولحروز اللذين لعبا لمنتخب هولندا، ويونس قابول وعادل رامي اللذين ارتميا في حضن الديك الفرنسي، وناصر شادلي ومروان فلايني اللذين يمثلان حاليا منتخب بلجيكا. يذكر أن الناخب الوطني المغربي بادو الزاكي كان قد صرح في آخر ندوة صحفية أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن منير الحدادي رفقة المنتخب المغربي الأول ، ولم يكن يعرف أن لاعبا بكل تلك المواصفات ، ويلعب في أكبر فريق عالمي ، سيتركه الإسبان حتى "ترشق " للسيد الزاكي لينادي عليه لحمل القميص الوطني . لقد عبر اللاعب منير الحدادي عن رغبته في حمل القميص الوطني المغربي ، وكان ينتظر فقط "غمزة " من السيد الزاكي ليحمل حقائبه ويحط الرحال حيث ساقه قلبه وساقته عواطفه . . ولكن نحن هكذا ننفخ في اللبن ، ونشتاقه فيما بعد. وكانت بداية منير الحدادي محمد في مدريد، وعندما لاحظ والده المغربي موهبته قرر إلحاقه بنادي جالاباجار، وبعد تألقه انتقل إلى فريق سانتانا، قبل أن يكتشفه فريق أتلتيكو مدريد ويتعاقد معه، ويعيره بعدها إلى فريق رايو ماخاداوندا، ليواصل تقديم أفضل أداء، ويحرز 32 هدفا في 29 مباراة، وهو ما جذب إليه أعين كشافي المواهب من أندية ريال مدريد ومانشستر سيتي وأوساسونا. وكان فريق برشلونة هو الآخر أحد المهتمين بضم اللاعب، بل وكان له السبق في إقناعه بالانتقال إليه عام 2011، بعدما قرر إرسال مكتشف المواهب، خوسيه لويس كولومو، ومن بعده جارسيا بميينتا، المدير الفني للفريق الثاني وقتها، ليؤكدا أن منير سيكون مستقبلا لاعبا واعدا، ويجب الإسراع في التعاقد معه في أقرب فرصة. والطريف أنه أثناء انتقال منير الحدادي إلى برشلونة بصحبة والده ووالدته الإسبانية (من مدينة مليلة) وكولومو، لم ترق قصة شعره للأخير، ليأمره بحلقه قائلا: "علينا أن نذهب إلى الحلاق، لأنك لو لم تفعل ذلك لن يوافق البرسا على ضمك"، وهو ما قام به اللاعب بالفعل، لتبدأ رحلته "الكتالونية". لم يكن تألق الحدادي (18 عاما) غائبا عن أعين مدربي المنتخب الإسباني، وهو ما فتح أمامه الأبواب للمشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية للشباب تحت 19 عاما، ليتألق محرزا ثلاثة أهداف في أربع مباريات. وكان اللاعب قد أكد في سن الخامسة عشرة، أنه يتمنى اللعب لمنتخب المغرب، ولكن مع تألقه الملحوظ، ستكون مغريات اللعب ل"الماتادور" كبيرة. وكانت بداية منير الحدادي مع الفريق الأول لبرشلونة رائعة، فقد نجح في تحضيرات الموسم الجاري، في لفت أنظار المدير الفني لويس إنريكي، بعدما كان هداف المباريات الودية برصيد 4 أهداف، ولم يكتف بذلك ليستغل خوض المباراة الرسمية الأولى مع الفريق، بعد غياب البرازيلي نيمار دا سيلفا، وبدرو رودريغيز، ليحرز أول أهدافه مع الفريق الكتالوني في مرمى إلتشي. وكان اللاعب المغربي قد أكد في مقابلة سابقة أن النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، هو مثله الأعلى على الصعيد الأوروبي، وأن نجم الهجوم المغربي عادل تعرابت، هو اللاعب الذي يفضله ضمن اللاعبين المغاربة. والآن أصبح يزامل ميسي في خط هجوم برشلونة. من جهة أخرى أعرب بادو الزاكي مدرب المنتخب الوطني عشية يوم الأربعاء في ندوة صحفية تقديمية لمباراة أمس ضد منتخب قطر، عن ثقته في خلق الحدث في كأس إفريقيا القادمة التي يحتضنها المغرب شهر يناير المقبل، على الرغم من الإكراهات التي تحيط بالمنتخب المغربي. وأكد الزاكي أنه رغم ضيق الوقت فإنه ما زال هناك أمل في خلق الحدث. علما أن هناك عدة لاعبين أصيبوا منهم الحارس كريم فكروش والقائد المهدي بنعطية والمدافع أشرف لزعر. وحول غياب اللاعبين الممارسين في البطولات الخارجية، قال الزاكي إن هذا الأمر اختيار، غير أن الباب ما زال مفتوحا أمام أي لاعب في أي بطولة، طالما أن له ما يقدمه للمنتخب. وعلق بادو الزاكي على قرار اللاعب المغربي نبيل بهوي لاعب أيك ستوكهولهم حمل قميص المنتخب السويدي، بالقول إن الأمر مسألة قرار مؤقت، وأنه واثق أن بهوي سيحمل القميص الوطني. ورفع الزاكي التحدي خلال الندوة الصحافية التحدي وهو يقول أمام الحضور "سيأتيكم الجواب الشافي خلال أكتوبر المقبل، حينما سيحمل بهوي القميص الوطني، رغم أنه تمت المناداة عليه في المباراة الودية للسويد، استعدادا للإقصائيات كأس أمم أوربا 2016".