قرر عدد من المراكشيين رمي أكياس الأزبال أمام مقر بلدية مراكش، حيث تجلس فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، احتجاجا على تراكم الأزبال بشكل رهيب. وبحسب اتصالات تلقتها «المساء» من سكان يقطنون بمنطقة الداوديات والشرف والسعادة والازدهار وعلال الفاسي، فإن عددا من المراكشيين ضاقوا ذرعا من تراكم الأزبال أمام منازلهم وأحيائهم، بعد رفعت شركة «تيكميد» يدها عن تدبير قطاع النظافة وهروب المجلس الجماعي لمراكش والقائمين عليه صوب البلدان الأوربية لقضاء عطلهم الصيفية، تاركين المراكشيين غارقين وسط الأزبال، التي لم تجمع منذ ما يزيد عن أسبوعين في عدد كبير من الأحياء والأزقة. وقد قرر عدد من المتضررين إشراك أعضاء المجلس الجماعي لمراكش، وفي مقدمتهم عمدة مراكش، في الضرر الذي لحق بهم جراء الأزبال، التي شكلت أكواما يستحيل مهما في بعض الأزقة الضيقة المرور، كما هو الشأن في دوار السراغنة وعدد من المناطق الشعبية. وهكذا سيقوم بعض المراكشيين بنقل قمامتهم صوب باب بلدية مراكش، بشارع محمد الخامس القريب ساحة جامع الفنا، حيث تجلس فاطمة الزهراء المنصوري ونوابها، بينهم النائب المفوض له تدبير قطاع النظافة، عبد اللطيف أبدوح، من أجل «إذاقتهم معاناتنا مع الأزبال، التي لا يمكن أن تجدها أمام فيلاتهم بممر النخيل البالموري، أو «تاركة» أو في باقي الأحياء الراقية»، يقول سعيد أحد أعضاء جمعية بمنطقة جليز في اتصال مع «المساء»ّ. وشرع عدد من الشباب في تداول دعوات لنقل أكياس الأزبال أمام مقر بلدية مراكش احتجاجا على «الأزبال التي تغرق فيها مراكش». ودعل الناشطون الشباب في الرسائل التي يتبادلونها على نطاق واسع، وقد توصلت «المساء» بنسخة منها، الجميع إلى «هز الطارو ديال الزبل نهار الخميس مع 10 صباح ويحطو قدام قصر بلدية مراكش بشارع محمد الخامس»، في تحد للمجلس الجماعي لمراكش، الذي توجد على رأسه فاطمة الزهراء المنصوري، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة. واعتبر الناشطون أن المجلس الجماعي لمراكش مسؤول عن حالة التردي الذي صارت عليه مراكش «الوريدة» جراء الأوساخ والأزبال، يقول الغاضبون. هذا وعلمت «المساء» أن عبد السلام بيكرات، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز يشرف حاليا على تدبير قطاع النظافة، بعد أن رحلت الشركة الاسبانية، المفوض لها تدبير القطاع بسبب «إفلاسها»، حيث قررت ولاية مراكش صرف رواتب حوالي 900 عامل نظافة، كانوا يعملون لدى الشركة الاسبانية، قبل أن تغادر مراكش، وتترك المدينة غارقة في الأزبال، في الوقت الذي من المفترض أن تشرع شركة مغربية في تدبير القطاع خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي بلاغ له أوضح المجلس الجماعي لمراكش أنه «يعمل جاهدا وبتنسيق مع السلطات المحلية والإنعاش الوطني على التخفيف من حدة المشكل، وإزالة النقط السوداء»، مشيرا إلى أنه «قام بتطبيق المسطرة القانونية، وما يقتضيه دفتر التحملات من إجراءات زجرية وتغريم الشركة وتسجيل دعائر مالية في حقها». وأعلن مجلس المدينة أن تاريخ انطلاق عمل الشركات الجديدة سيكون ابتداء من يوم 17 شتنبر 2014، حيث تم العمل ب»دفتر تحملات جديد يستجيب لحاجيات وتطور المدينة، وتقسيم المجال الترابي إلى 3 مناطق عمل و3 شركات بدل منطقتين وشركتين فقط».