افتتحت الأسرة التعليمية بإقليم القنيطرة، الموسم الدراسي الجديد، على إيقاع حادثين إجراميين منفصلين، أسفرا عن مقتل أستاذ في الأربعينات من عمره، وإصابة أستاذة بجروح بليغة. فبجماعة «عرباوة» بإقليم القنيطرة، تعرضت أستاذتان كانتا في طريقهما إلى مجموعة مدارس «الضريسة» لتوقيع محضر الدخول المدرسي، لهجوم بالحجارة من قبل أشخاص مجهولين حاولوا استدراج الأستاذتين إلى غابة مجاورة للاعتداء عليهما، أصيبت على إثر الحادث الشنيع الأستاذة «ن. ج» بكسر في الأصبع وبجروح ورضوض متفاوتة الخطورة ومازالت ترقد بأحد المستشفيات بالرباط، فيما نجت زميلتها بعدما أطلقت ساقيها للريح لإشعار رجال الدرك الملكي لإنقاذ مرافقتها. أما الجريمة الثانية، التي خلفت، هي الأخرى، الكثير من الاستياء في صفوف نساء ورجال التعليم، وهم يفتتحون العام الدراسي الجديد، فقد استهدفت أستاذا بمدينة مشرع بلقصيري، بعد أن أقدمت مستخدمة بوكالة لتحويل الأموال على توجيه طعنة غائرة للأستاذ الشاب، بواسطة سكين، أردته قتيلا في الحال، بعد عراك بالأيدي نشب بينهما بداخل الوكالة نفسها لأسباب مجهولة. هذا وقد انتقلت عناصر الشرطة القضائية إلى مسرح الجريمة، بعد إشعارها بالحادث، حيث عثرت على جثة الأستاذ غارقة في بركة من الدماء، فيما كانت المستخدمة تعاني من جروح بليغة في مختلف أنحاء جسمها، استوجبت نقلها إلى مستعجلات المركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة، تحت حراسة أمنية مشددة. وتضاربت الروايات بخصوص الملابسات الحقيقية لهذه الواقعة، ففي الوقت الذي اعتبرت فيه عدة جهات أن الأمر يتعلق بمحاولة سطو على الوكالة انتهت بمصرع مرتكبها، أشارت أطراف أخرى إلى وجود أسباب غير معلنة وراء مقتل الأستاذ. وقال المصدر إن مصالح الأمن بادرت إلى فرض حراسة أمنية مشددة على قاعة العلاج التي ترقد بها المستخدمة «ح. م»، البالغة من العمر 32 سنة، إلى حين رفع إجراء المراقبة الطبية الذي تخضع له، بغاية استقرار حالتها الصحية، للسماح للمحققين الأمنيين بمباشرة التحريات اللازمة معها بشأن الملابسات الحقيقية لهذا الحادث.