طيلة حله وترحاله ظل الجنرال دو كور دارمي مهاب الجانب، حتى وهو يغادر مقر الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بعد انتهاء حكمه للكرة، إذ إن عشرات المصورين أحاطوا به بالرغم من الطوق الأمني الكبير، بل إن العديد من المسؤولين تدافعوا من أجل الظفر بصورة تذكارية مع الرئيس، الذي تخلص من هم الكرة دون أن يتخلص من طلبات الكوايرية التي لا تتوقف. ما إن اقترب الجنرال من سيارته حتى داهمته عشرات الرسائل المحملة بالشكاوى والملتمسات، من مواطنين رابطوا أمام مقر الاجتماع بحي الرياض منذ الصباح. تقدمت سيدة في عقدها الخامس من بنسليمان، وسلمته رسالة في ظرف فقد لونه من شدة التمسك به، وعرضت عليه معاناتها باختصار شديد، قبل أن يدعوها حراس الأمن إلى المزيد من الاختصار، حيث تبين أن المشتكية موظفة سابقة بالجامعة قبل أن تتقاعد لتجد نفسها في حالة شرود بلا مورد رزق، وقبل أن يتقدم خطوة أخرى نحو سيارته السوداء انهالت عليه الأظرفة المبللة بمعاناة المواطنين، قال أحد الصحافيين مازحا إنه اعتقد وهو يتابع المشهد من بعيد أن الجنرال يوزع أظرفة ملساء على الصحافيين، الذين واكبوا مسيرته الرياضية جزاء لهم على قصائد المدح، قبل أن يكتشف حقيقة الأمر. طلب بنسليمان من رئيس الموارد البشرية للدرك الملكي الجنرال المختار مصمم، جمع الشكايات ودراستها، لكن سيدة طاعنة في السن أصرت على أن يتسلم حسني رسالتها دون سواه، قبل أن تتراجع وتعتذر للمختار. أغلب الأسر المرابطة أمام مقر الجمع العام تحمل ملتمسات إعادة أفرادها إلى سلك الدرك الملكي، بعد توقيف عن ممارسة المهام لسبب من الأسباب، ولم يتعلق الأمر فقط برجال الدرك الملكي، بل إن مجموعة من المعطلين دخلت على الخط ودست في يد الجنرال رسائل تحمل حلما مؤجلا. قبل أن يباشر الجنرال بنسليمان مهامه في الجمع العام، عقد جلسة حوار مع ممثلي فرق الصحراء، بعد أن بلغ إلى علمه وجود ترتيبات لوقفة احتجاجية للطلبة الصحراويين قبالة مقر الجمع العام لجامعة الكرة، حيث أعرب الطلبة عن تضامنهم مع الفرق الصحراوية في أزمتها المالية الخانقة. طمأن الرئيس الصحراويين وأكد لهم رغبة وزير الداخلية في إنهاء مشكل المنح المالية المعتقلة في الجماعات والعمالات، وأكد أنه سيظل حريصا على تنمية الرياضة في المناطق الجنوبية، ووعد بزيارة وشيكة إلى العيون في إطار مهامه الجديدة على رأس اللجنة الوطنية لإعداد الأبطال للاستحقاقات الكبرى. تلقى بنسليمان عشرات الطلبات خلال الجمع العام، قبل أن يسلم مفاتيح الجامعة لعلي الفاسي الفهري الذي سيتلقى بالتأكيد شكايات من نوع آخر، وملتمسات بإعادة صبيب الماء أو تيار الكهرباء إلى منازل المحتجين.