رغم أن فريق الدفاع الجديدي انطلق بشكل موفق في منافسات الموسم الكروي، بتعادله في أول مباراة له في البطولة «الاحترافية» خارج ملعبه أمام نهضة بركان، وتأهله إلى الدور المقبل لكأس العرش بعد تخطيه لعقبة حسنية أكادير، إثر فوزه ذهابا وإيابا بهدف لصفر، إلا أن الملاحظ أن أمور الفريق ليست بخير، وأنه إذا استمر الوضع كما هو عليه فإنه سيعاني كثيرا، ولن يقدم الأداء الذي ينتظره محبو الفريق، وما أكثرهم. عندما فاجأ عبد الحق بنشيخة المدرب الحالي للرجاء مسؤولي وأنصار الدفاع الجديدي بقراره مغادرة الفريق، سرعان ما استقر رأي المكتب المسير بتوجيه من عامل الإقليم معاذ الجامعي على التعاقد مع المدرب المصري حسن شحاتة، ليعوض بنشيخة. بدا التعاقد مع شحاتة مجرد رد فعل على الرحيل المفاجئ لبنشيخة، أكثر منه قرارا استراتيجيا بأهداف واضحة، ولم يدرك مسيرو الفريق وهم يتعاقدون مع شحاتة أنهم يلعبون ب»النار»، فشحاتة مدرب مكلف، إذ أن راتبه الشهري يفوق 30 مليون سنتيم، وإذا أضيف لهذا المبلغ راتب مدره المساعد وإقامته في منتجع «مازاغان»، فإن تكلفة شحاتة تصل إلى 50 مليون سنتيم شهريا، دون الحديث عن منحة التوقيع والامتيازات الأخرى، لنصل إلى أن ما يكلفه شحاتة لفريق الدفاع الجديدي أكثر ربما مما يكلفه الزاكي للجامعة الملكية المغربية. ولأن شحاتة ليس من نوعية المدربين الذين يمكن أن يتعايشوا مع الواقع، ولأن الفكرة التي كونها عن الفريق ليست هي التي وجدها، فإن الرجل لم يتردد في تصريحاته ل»المساء» في أن يقول إن الوضع لم يعد مريحا بالفريق، وأنه إذا استمر الحال كما هو عليه، فإنه قد يغادر رفقة مساعده. عندما يقول مدرب مثل هذا الكلام، وعندما يرفض مغادرة منتجع «مازاغان» حيث يقيم، اعتقادا منه أن الدفاع الجديدي فريق ينتمي إلى إحدى إمارات الخليج، فإن المؤكد أن حبل الود انقطع وأن الأمور ليست بخير، وأن الفريق في حاجة إلى الخروج من هذه الورطة التي وضعها فيها نفسه عن سبق إصرار وترصد. أليس في المغرب مدربون أكفاء يمكن أن يقودوا الدفاع الجديدي وبتكلفة اقل بكثير مما يتقاضاه شحاتة، وألم يكن ممكنا أن يضع الفريق أهدافه وفق ما يتوفر عليه من إمكانيات، بدل أن ينفخ المسيرون ريشهم «على الخاوي». إنها أسئلة ملحة تنتظر من يجيب عنها، وبالطبع فالجواب لايملكه مسيرو الفرق لوحدهم، وإنما عامل الإقليم أيضا، بما أن له دورا محوريا في التعاقد مع هذا المدرب.